الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الثامنة لميلاد زكي خيري ومحنة شعبنا

سعاد خيري

2012 / 5 / 30
سيرة ذاتية



تستمد الشعوب في اشد المحن العزم والتجارب من تاريخها القريب والبعيد ومن مواقف وافكار ابطالها. ولزكي خيري مواقف واستنتاجات تاريخية , وطنية واممية مشهودة , تؤكد على قدرة شعبنا على انجاب ابطال لا يخبوا اباداعهم ولمعان افكارهم مهما قست الظروف وادلهمت الخطوب !! ذلك لان زكي خيري لم يفقد الثقة يوما بقدرة شعبنا على الانتصار على اعدائه من دكتاتوريين وامبرياليين , والمساهمة في تحرير البشرية . فكان يردد دائما بيتا من شعر الجواهري ,
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
حذر زكي خيري مرارا وناضل بثبات ضد التحالف بقيادة البعث, ومن المخاطر والكوارث التي سيجلبها هذا التحالف للشعب العراقي قبل حدوثها , بناء على دراسته المعمقة للواقع الطبقي لحزب البعث وطموح قادته الغير شرعية باقامة امبراطورية تمتد من المحيط الى الخليج تحت قيادته. ولتحقيق ذلك اقام تعاونه مع الامبريالية الامريكية وقام بحروبه العدوانية . فقدم للامبريالية الامريكية خدمات لم تكن تحلم بها في الهيمنة على اغنى بقاع العالم بالنفط وتواجد قواتها وقواعدها العسكرية في دول الخليج, بل والصرف عليها. كما قدم اكبر خدمة لاسرائيل بتسديده ضربة موجعة للتضامن العربي ولطموحات الامة العربية بالوحدة , ومكن اسرائيل من تحقيق مخططاتها , وان مؤقتا, ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب زكي خيري باخذ زمام الدفاع عن الوطن من النظام , تمهيدا لاسقاطه في الحرب العراقية الايرانية في مرحلتها الثانية بعد احتلال ايران للاراضي العراقية , وذلك بالتحالف مع الجيش . وجسد ذلك في كتابه القيم, *الحرب العراقية الايرانية والثورة,* . وكان من شأن ذلك ان يوقي شعبنا من حرب الخليج الثانية ويقدم خدمة جلة لحركة التحرر الوطنية العربية والعالمية.
ودعى زكي خيري وهو في الثمانين من العمر في مؤتمر المعارضة المنعقد في بيروت في اذار/1991 والانتفاضة الباسلة في اوجها , الى انتقال المؤتمر الى بغداد ليشكل القيادة السياسية للانتفاضة.!! لامكن انتصارها او على الاقل شل يد الدكتاتورية عن اقتراف المزيد من الجرائم بحق شعبنا ولاسيما قبول صدام بكل العقوبات التي فرضتها الادارة الامريكية على شعبنا لقاء بقائه في الحكم!! وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي والتمهيد لهذه الحرب العدوانية المجرمة.
وحذر زكي خيري دائما من تضخيم صورة صدام لتغطي على ارض الوطن وسمائه باعتباره العدو الرئيس لشعبنا بمعزل عن الامبريالية فهي العدو الرئيس لشعبنا ولعموم البشرية . وما صدام الا اداة من ادواتها اسوة بامثاله. كما حذر من اعتبار الجيش العراقي , جيش صدام . واكد بان الشرط الرئيس للقضاء على الدكتاتورية وتحرير العراق من الهيمنة الامريكية هو التحالف مع الجيش.
كم نحن اليوم بحاجة الى افكار زكي خيري وجرأته في اتخاذ الموقف المبدأي الصحيح في هذه المحنة التي يتعرض لها شعبنا , حيث ولعدة ايام متوالية تمزق القنابل والصواريخ اجساد العراقيين ومنشاتهم , وتعلن القوات الامريكية جهارا عن تحقيق حلمها باحتلال العراق وتنصيب حاكم عسكري امريكي عليه. ايام وليالي والشعب العراقي محروم من لحظة نوم , واطفاله تروع بالانفجارات , وبمناظر الضحايا والدماء والدمار.. ولعدة ايام والجيش العراقي يصمد امام كل القوة الجهنمية لقوات الاحتلال الانكلوامريكية ويكبدها الخسائر, ليس دفاعا عن الدكتاتورية التي ساقته الى حروبها العدوانية وعرضته الى هزائم مشينة, وانما دفاعا عن الوطن!! وكلنا يعلم بان صدام سوف لن يصمد طويلا , وتجربتنا في خيمة صفوان تذكرنا وتذكر الجيش العراقي والشعب باستعداده الدائم لخيانة الشعب والجيش والوطن لقاء الحفاظ على حياته من غضب الشعب وليس من غضب الامبريالية.
ان الشعب العراقي بامس الحاجة الى القيادة السياسية الميدانية المخلصة للشعب والوطن, لكي ينطلق في النضال من اجل دحر الاحتلال واسقاط الدكتاتورية . ان الحركة الوطنية اليوم امام مسؤلية تاريخية وطنية وعربية وعالمية, اذ لم يسبق ان اتضح تلاحم الاهداف الوطنية والعربية والعالمية كما هو اليوم, وفي هذه الحرب العدوانية على شعبنا بالذات . ولا يكفي ان ترفض القوى الوطنية الحرب والاحتلال . فجميع الناس الشرفاء في العالم يرفضون الحرب والاحتلال ويطالبون بوقفها, وعليهم كابناء هذا الوطن وطلائع شعبه وورثة امجاده وامجاد ابطاله , في خضم هذه الحرب التي يكتوي بها شعبنا ويبذل الدماء السخية لدحر قوات الاحتلال التي تدنس ارض الوطن وتمحي انجازات الاف الاجيال, ان يبادروا الى تفعيل القيادة الميدانية لمقاومة الاحتلال وتنظيم تفاعل العمل العسكري بالعمل الجماهيري على الجبهات وفي مؤخرة العدو وتنظيم حياة الجماهير لبناء اسس البديل الديموقراطي . ومن العار اتخاذ موقف المتفرج والانتظار السلبي حتى تسقط قوات الاحتلال الدكتاتورية. فالتاريخ لا يرحم وشعبنا لا ينسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الذكرى الثمانون وليس الثامنة
بهاء حمد ( 2012 / 5 / 31 - 08:59 )
العنوان فيه خطأ..أعتقد أنه مطبعي..فما تقصده المناضلة المخضرمة سعاد خيري هو الذكرى الثمانين لميلاد زوجها المرحوم زكي خيري

اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د