الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيعة العراق .. بين .. نار المجوس وذي قار العرب ..؟

جعفر الحيدري

2012 / 5 / 30
حقوق الانسان



الحريةُ القطبُ الذي تدورُ عليه جميعَ الحقوق والواجبات, ويعتبرُ الإنسان القاعدة العريضة والركيزة الأساسية التي يستندُ عليها هذا القطبُ المؤثرْ. فهو الموضوع الأسمى الذي بانتفائهِ تسلبُ الأقطاب وتنعدمُ الحقوق ,ومن الحريات العامة التي لولاها يُمَرّغْ الإنسان في وحلِ التسافل والجهل المركب ,هي حرية الفكرِ والتي منها تتفرع حرية العبادة والعقيدة والرأي والتعبير ,الحرية بتنوع مصطلحاتها وعدم مشاحةِ مفاهيمها قانونيا وسياسيا ,قد عرفت فلسفياً بأنها (( انعدام القيود )) , وحقوقياً بأنها ((حرية الناس في اختيار من تجب له الطاعة )) , أما سياسياً عُرّّفتْ بأنها (( تمكين الأفراد من معارضةِ الحكومة فيما تختص فيه من المجالات ,للحيلولة دون تمادي الحكام وطغيانهم )) , وفي ((الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)) جاء في المادة (( 19 )) .. لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود ..؟
فالحرية الفكرية تعني أن يكون الإنسان حراً في تفكيرهِ وفي الوسيلة التي يختارها للتعبير عن الرأي فهي متشعبة القنوات وتوظيفها قد يكون بمظاهرات أو اعتصامات كيفما شاء والطريقة التي يختارها بالقول أوالكتابة ,لان الحرية مبدأ فطري كينوني فهو شعور كامن في أعماق الضمير لا يمكن لأي قوة أو سلطة مهما تمادى طغيانها وجبروتها أن تحتل الضمير وتقيد بأصفادها أكف الأحرار .
في العالم العصري نجد أن التوافق بين النظرية والتطبيق لمفهوم الحرية ومصاديقها الخارجية في حالة صحية متنامية والتاريخ غني بها منذ عهد الانقلابات على الكنيسة وبدا عصر النهضة الأوروبية وثورتها على الذات , لكن في الوطن العربي نجد إن الحرية مفهوم بلا مصداق ومصداق لكن بدماء عبيطة وثورة حمراء فجرت الكيان الصخري للدكتاتوريات الهرمة بدأت عنفوانية لأنها ارتوت برحيق الشباب من تونس إلى النيل وحكاية الشعب الذي يريد إسقاط النظام ,إلى اليمن السعيدة ولقاحها الدبلوماسي مرورا لثورة الحديد بالحديد يفلح ليبيا المختار ,لكن الوجه مختلف في عراق الأنبياء أرض السلام والوئام دجلة والفرات حيث الطريق متعرج لضبابية الرؤية فتقييد الحريات وتكتيم الأفواه من ابرز ملامح الحكومات المتعاقبة على العراق حتى بعد الاحتلال فالحرية في قبال المسدس الكاتم والتعبير عن الرأي في سجون الأربعة إرهاب ,ناهيك عن الطائفية التي أصبحت اليوم مائدة السياسيين وزادهم الدائم في كل انتخابات .
لعل الشيء الملفت للنظر والمثير للاستغراب إلى حد القرف إن المانع والسبب والحاجز الذي حجب الناس عن النزول للشارع والمطالبة بحقوقها لم يأتي من أجهزة السلطة في العراق باعتبار تضرر مصالحها , بل كانت الممانعة من السلطة التشريعية الإلهية في النجف واقصد هنا السيد علي السيستاني وباقي العمائم على مختلف مشاربها , إلا الأندر الأندر ولكل قاعدة شواذ , هنا بدأت نقطة التحول لدى الشارع العراقي وبدأت معها تلك الضبابية تنكشف شيئا فشيئا فانصهرت تلك الكتل الجليدية عن أعين الشعب العراقي وخصوصا الشيعة منهم حتى بانت أطر ملامح الثورة والطاقة الحرارية صارت تسري بعروق الشارع ,لان هناك مثل شعبي في العراق يقول (( حاميهه حراميهه )) حيث المفاجأة بدت في محيا الفقراء وقد رسمتها مرجعيات النجف الكلاسيكية باعتبار الشيعة متأثرة بنسيج مرجعي ديني فتوائي وعشائري والنسيجين معاً مالا إلى كفة الحكومة .
ولكن مرجعيات النجف أوقعت نفسها في معركةٍ اختلت موازين القوى فيها فما بين الدستور العراقي الذي أوجبت انتخابه والذي ينص على حرية التعبير والرأي والتظاهر بدون قيود وما بين القفز على الدستور وترك الشعب يتضور الجوع والفقر والفساد المستشري في مفاصل الدولة .؟
كل ذلك كان دافعا للعراقيين الشيعة أن يجدّوا و يبحثوا عن البدائل فكانت هذه المرة من داخل البيت العراقي العربي فقط خصوصاً على الصعيد المرجعي الحوزوي في النجف الذي لم يعرف طعماً للمرجعية العربية العراقية بسبب هيكلته الإيرانية والأفغانية والباكستانية .
لذلك انتفض الشيعة حوله مرجعية شبابية عراقية عربية أحدثت انقلابا دراماتيكيا على الشارع الشيعي والسني معا , فقد لاقت مرجعية الزعيم الشيعي العراقي العربي السيد الصرخي الحسني قبولا منقطع النظير لكونه المرجع الشيعي الوحيد الذي طالب بإرجاع العراق إلى البيت العربي المحمدي فهو القائل إن نبينا عربي وقرئاننا عربي ولغة أهل الجنة عربية فلماذ ننسلخ عن عروبيتنا التي كرمنا الله بها , ثم إن للوسطية التسامحية التي تحلت بها هذه المرجعية كونها تحمل خلفية اكادمية فالصرخي خريج لجامعة بغداد قسم الهندسة المدنية وهذا مما أثار حفيظة الحسد والعيون عليه ,ثم إن إيران لم ولن ترضى على الصرخي أن يكون مزاحما لها ورافضا لتدخلاتها في الشؤون العراقية لان ابرز سمات المرجع الصرخي هو رفضه العلني للتدخل الإيراني خصوصا على صعيد الحياة السياسية لهذا كانت مواقفه علنية ورافضة للتهميش فهو طالب بحفظ المكون السني وحرم الاعتداء على دمائهم وأعراضهم ومساجدهم كونهم مسلمين عراقيين ثم انه رفض الاحتلال الأمريكي رفضا قاطعا منذ دخوله مما أوقع المراجع الفارسية والأجنبية في حرج شديد كونها كانت ولا تزال عرابة للعملية السياسية ذات الصبغة الأمريكية .
وقف العراقيون وساندوا مرجعيتهم العربية الجديدة وخرجوا بمظاهرات عارمة في كل محافظات العراق تندد بالاحتلال الأمريكي والإيراني وتطالب بتدخل الجامعة العربية ومنظمات المؤتمر الإسلامي وبمراقبين دوليين لحفظ كرامة العراقيين وكشف السجون السرية التي غيبت الآلاف من الشباب العربي السني والشيعي في غيابت جبها , فلم يقبل أن يكون العراق وجنوبه أحواز محتلة لكونها شيعية عربية بل طالب العراقيين بالتوحد كصف واحد لرفض التدخلات الأجنبية ولكشف الغدد السرطانية والوسائط التي أخذت تنخر بالجسد العراقي لكونها السبب الرئيسي لكل احتلال غاشم.
ولكن في عراق تحكمه الذئاب فلا قانون يعلو فوق قانون الغاب , فقد جوبهت المرجعية العربية العراقية للصرخي الحسني بآلاف التهم من قبل حوزة النجف الإيرانية والحكومة العراقية التي خالفت وضربت كل القوانين عرض الحائط حتى الدستور الذي أمضته بيدها أصبح مجرد حبر على ورق , فقد منعت وحرمت التظاهر عليهم ونسوا إن المواثيق الدولية والدستور الدائم يحكمهم وينص بإطلاق الحريات والاعتقادات الدينية بكل وأي وسيلة يختارها المواطن .
فقد كفل الدستور العراقي هذه الحرية في المادة (38/3) منه (( تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب حرية الاجتماع والتظاهرات السليمة وتنظم بالقانون )).
كما وبين الدستور العراقي حرية الأديان والمعتقدات في المادة (( 43 )) منه والتي نصت على انه " أتباع كل دين أو مذهب أحررا في:
أ- ممارسة الشعائر الدينية.
ب- أدارة الأوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية وتنظم بقانون .
ج- تكفل الدولة حرية العبادة وحماية أماكنها .
علما أن الدين الرسمي للجمهورية العراقية هو الدين الإسلامي طبقا للمادة ((2)) من الدستور الناصة على أن الإسلام دين الدولة الرسمي هو مصدر أساس للتشريع : وفي الفقرة ( أ ) من المادة ( 2 ) تنص على (( لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام )).
لكن كل تلك المواد المقننَّه انسلخت من مفهومها وذهب مع انسلاخها الآلاف من الشباب العراقي أنصار المرجعية العربية في السجون وأحرقت مكاتبهم ومساجدهم والمصاحف وتعرضوا لأشد التنكيل وهدر للكرامة والتعذيب في سجون الحكومة العراقية وكل ذلك بدافع من إيران التي منعت حتى الإعلام من تصوير تلك الانتهاكات على أتباع المرجع الديني العراقي العربي الصرخي الحسني لكونه أصبح اليوم الصوت العروبي الهادر في ضمير العراقي السني الشيعي العربي .
إليكم روابط الانتهاكات التي تعرض لها المرجع الصرخي من قبل معتمدي السيستاني من حرق للمساجد وللمصاحف وتعذيب وتخريب وغوغاء .

الاعتداء الآثم على مكتب السيد الحسني في الرفاعي امام الشرطة
http://www.youtube.com/watch?v=Jcx2uxw3jHM&feature=related
و
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=V6MHnkmiuRQ
و
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=320795








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقة الامر صعب مستصعب .؟
الفنان عزيز الشطري ( 2012 / 5 / 31 - 18:28 )
لهذه اللحظة يبدوا ان شعبنا بدء ينفتح قليلا ولكن بحذر , لانه وبكل صراحة الاله الاعلامية رهيبة ضد معسكر الحق , ايران تعلم جيدا ان الامر سوف يفلت من يدها متى ماهوت سوريا لذلك فهي تحاول ان تلعب على باقي الاوراق التي بين يديها ومنها ورقة العراق والشيعة العرب وكيف تستطيع ترويض الاسد خصوصا بالسيطرة على قلب الشيعة النابض وهو مرجعية النجف , فهي تسعى للسيطرة عليه من خلال بث دماء جديدة وهذه المرة المتشدد محمود الهاشمي الشاهرودي الذي يعتبر علي خامنائي جديد متى ماسيطر على النجف , لذلك فبروز مرجعية شابة ثائرة تمتاز بصفتين خطيرتين هما العراقية + العروبة .... يعتبر هذا الشيء قنبلة نووية تصهر نظام الملالي في ايران .. فبروز شخصية السيد الصرخي الحسني هو امر جدا ممتاز خاصة لنا نحن كعراقيين عانينا من ظلم الاستبدادي الصدامي واليوم نعاني من ظلم الحكومة العراقية لنفسها الايراني الواضح ...


2 - الوطنية هي عماد الدين ..؟
اليساري معد الجلبي ( 2012 / 5 / 31 - 19:02 )
حب الوطن من الايمان واذا كانت العمامة لاتحب الوطن وتدافع عن الوطن من خلال كشف الداء وبيان العلة ووضع العلاج الصحيح فلا خير بها بل نحن نزدرئها وهناك عمائم انغمست بالعمالة الى حد الثمالة وهي نفسها التي اوجبت انتخاب الفاسدين في هذه الحكومة السيئة الفاسدة التي سرقت قوت الطبقة العاملة ومنها هذا العمامة الباكستانية التي تقول انا والسيستاني والفياض والحكيم او جبنا عليكم انتخاب الائتلاف الوطني ودولة القانون حتى لايعودوا السنة للحكم ؟؟؟؟؟

اين هذا النهج من نهج الصرخي الذي حرم انتخاب الفاسدين ؟؟؟؟
ولكن الطيور على اشكالها تقع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا رابط المرجع الباكستاني ونفسه الطائفي في الانتخابات الاخيرة
http://www.youtube.com/watch?v=aAsglt5Il3s


3 - حرب اهل الباطل والنفاق لاهل الحق والصلاح
الاستاذمنتظرالحلي ( 2012 / 5 / 31 - 20:37 )
الحقيقة يجب ان تقال ان الظلم الذي تعرضت له مرجعية الصرخي الحسني لم تتعرض له اي مرجعية على مر التاريخ والازمان سوى المرجعين العراقيين الصدرين الشهيدين اللذان واجها نفس الظلم من قبل النظام وائمة الانحراف والضلالة نعم هذا ما ذكره الشيخ النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار وكذلك ما ذكره الاستاذ عادل رؤوف في كتابه الصدر بين دكتاتوريتين وكذلك ما ذكره كريم المنفى في كتابه اغتيال المرجع واخرون اشاروا الى حرب علماء الضلالة لكل مرجع عراقي عربي ومنهم السيد الصرخي حيث احرقت مكاتبه وجوامعه وكذلك احرق القران وبدون ان تحرك تلك المرجعية الفاسدة ساكن وكانها رضت بحرق القران وهدم المساجد وحرقها ما لكم كيف تحكمون


4 - وقفة اجلال
مغترب عراقي ( 2012 / 5 / 31 - 20:39 )
وقفة اجلال و اكرام للسيد الصرخي ومقلديه الذي اثبتوا حكمتهم وعراقيتهم وصبرهم
ونزاهتهم..


5 - لا تجزع من طريق الحق لقلة سالكيه
الاعلامي ماهر الموسوي ( 2012 / 5 / 31 - 20:47 )
نعم هكذا يعلمنا الائمة الاطهار بان الحق قليل واصحابه محاربون لانهم لا يجاملون ويداهنون على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك نجد هذه الحرب ضد المرجع العراقي العربي الصرخي الذي رفض الطائفية والعنصرية والفساد الاداري والديني في جميع بياناته لذلك ولهذا السبب حاربوه اعلاميا ودينيا وسياسيا من اجل طمس الحقيقة العلمية وان ينعم ويتم بدلها الفساد والقبح


6 - لانك عربي عراقي وطني
ابتسام كريم ( 2012 / 5 / 31 - 21:26 )
ان التعتيم والتهميش والاقصاء على مرجعية السيد الصرخي الحسني لهو شئ وضح على مرور الايام لانه مرجع عراقي وطني ليس له ولائات لا من الغرب ولا من الشرق وهذا الشئ لا يروق للعملاء وعبدة المال والمنصب .. ولهذا نلاحظ الاعلام المسيس والطابور الخامس والحكومات العميلة كلها مسخرة ضد هذه الجهة الوطنية الاصيلة ... نسال الله ان ينعم على العراق والعراقيين بالحرية والخلاص من تبعية الاجانب بكل مسمياتهم


7 - حرب شعواء
مالك الزيدي ( 2012 / 6 / 1 - 21:24 )
حرب شعواء ممولة عالميا اعلاميا وسياسيا وماديا ضد الحق وصاحب الحق السيد الصرخي ومقلديه لانه اعلم وعراقي وطني اصيل


8 - المرجع الناطق
علي باقر علي ( 2012 / 6 / 6 - 20:16 )
بكل أجلال وتقدير للمرجع اتلعراقي العربي السيد الصر خي الحسني دام ظله اللذي اراد الخير والمحبه للأسلام والعراقييين الشرفاء وبياناته الرادعه لكل خطر على العراق ماهي لادليل على صدق مرجعيته الوطنيه الشريفه

اخر الافلام

.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري


.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو




.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين


.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما




.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب