الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود مخيف بلا روحانيين

ختام الغرباوي

2012 / 5 / 30
الادب والفن


ماهو سر ارتباط المثقفين بمدينتهم ؟؟؟؟
لا أعتقد أن لأمر يحمل أية خصوصية
بمقدار ما أن أهل الأدب
يسافر فكرهم حتى يغيبوا بعض الشيء عن الواقع
على هذا يبحثون عن مكان مستقر يألفهم و يألفونه
حتى يتفرغوا لصناعتم
الحياة لا تكف عن التبدل والضجيج
سفر ، حروب ، موت ، ولادة ، زواج ، طلاق ، تجارة ، تكنولوجيا
يحاول الأديب الدخول في دير بعيد يترهبن فيه
الراهب لا يتبدل ما حوله ولا يحتاج شيئاً
فإذا لم يكن هذا ممكنا حول المدينة التي يعيش فيها الى دير
لابد من ركن هاديء في هذا العالم ، مكان لا طمع ولا طموح
الشعراء روحانيون بنظر هولدرلين بسبب أفكار من هذا النوع كما أعتقد
نادرا ما أرى هذا النوع من الرياضة في الكتابة رغم أني أبحث عنه
رياضة تأمل ، هدوء بلا آخرين بلا حكايات ، بلا ضغط على القاريء
الوجود مخيف وكل هذا الضجيج والصراع مجرد فزع بشري جماعي
محاولة لنسيان ما هو جوهري في حياتنا
لقد سمح بوذا لنفسه أن يهان و يتعذب ليعرف تحولات النفس والحكمة
كما سمح المسيح لهم بالبصاق في وجهه ودق المسامير
البعد الصوفي التأملي في الرسالة المحمدية تم طمره
لصالح السياسة والبعد الحربي بينما الروح والدين نقيض الضجيج
مازال هناك روحانيون يجوبون العالم في كل اللغات والثقافات
كائنات تخفف الألم و تبعث السكينة والهدوء في كلمات قليلة
البشر يتظاهرون بالمظاهر و هذه قشرتهم الثقيلة التي حجبت عنهم
عظمة الروح.
الكاتب المنفي من العالم الثالث يفيد من العزلة كثيراً
هذه الحرية غالية الثمن طبعاً
كل إنسان هو مجرد إنسان عاجز عن تخطي نفسه كما يقول نيتشه
Human, All Too Human
هذه العبارة كانت عنواناً لأجمل كتب نيتشيه بعد زرادشت
الإنسان محكوم بابرام تعهدات وبالوفاء بها
يبني أفخاخاً لنفسه ليصطادها و يدميها ثم يبكيها
الإنسان يحتاج زوجة أطفالاً عملاً أقارب دواء ديناً بيتاً
يحتاج أشياء كثيرة ليستطيع الوقوف وسط الناس ويكون صالحاً
الإنسان الصالح ليس كاتباً لا يمكن له أن يصلح للأدب
الإصلاح يجعله خائفا من الناس من السلطة من التفكير
لهذا تجد كتابة الصالحين كلها عن كتاب آخرين
أجانب أو أسلاف موتى
هناك على الدوام أدباء يقرأون ولا يتأملون
لهذا يكتبون عسر هضمهم للمعرفة الذي هو غالباً ( ثرثرة )
رجل منفي و شرير مارس أبعد حدود القسوة على نفسه
يستطيع أن يكتب (( أنا أعتقد ، و أنا أؤمن ، أنا أفكر ))
هذه مرتبة و مكان قاس مؤلم بعيد لا يصله سوى راهب
الشعر مقامات وطبقات صوفية عرفانية
وليس تهريجات لفظية
كان جدي الحاج تركي يستخدم تعبيراً غريبا حين يمل شيئا أو أحداً
يقول ( طابت نفسي من كذا ) و ( طابت ) بمعنى ( شفيت ) كأن
كل شغف و وله و تعلق هو نوع من المرض لا نلبث حتى نشفى منه
هكذا تطيب نفسنا و تبرأ باستمرار الى أن نشفى نهائياً
من اللذات بهدمها / الموت
والى ذلك الحين نحن في الحقيقة مرضى وما نفعله أعراض هذا المرض
نحتاج روحانيين طابت روحهم من الدنيا
أدباء حقيقيين عندهم رغبة و تجربة و كلمات
هذا شعبي مريض ، مريض جداً
وهذا الكلام مازال أعمى لا يصلح وصفة بعد
لم أجد شاعراً يرافقني حتى الجدار
ولم أجد مكانا يهرم معي
عندي ما يكفي من الطرقات لكتابة العذاب
عندي ما يمنع السبيل من الإنجاب
قدم كهذه لا يمكن لها أن تسعى بمشيأتي
الضياع سوء تفاهم بين العبد و ربه
بيتي ربي
على مدّ البصر جماجم شعراء
الحاج تركي احتفظ بكوفيته ببستانه واسمه قرناً كاملاً
ها أنا أخسر كل شيء حتى اسمي في مهب الكراهية والدم
الشاعر الذي لم يظهر مثله في الأقاليم البعيدة
الذي يكتب هذه الأبيات لا بيت له ولا اسم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة