الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيــــــــــــــــه

فاطمة الشيدي

2005 / 2 / 2
الادب والفن


إذن ها قد ودعتني المرايا

ها أموت بلا أجنحة

سكن البحر فضول ملامحي الحادة

سكنتني سحنته المحلاة بالملح

استماتت بين فجوة عيني الفصول

ها أموت بلا قارب يشد خصري على نخلة قرب الموانئ

يستبيح مني العويل

ها أجئ بعد اللهاث بأغنية

وبغابة من حنين

فكيف أموت ؟



كانت للشعر في ردهات حلمي مزامير مبعثرة النشيج

قوس حليب يسامر فرحة الاحتمال

ويغص عند الساقية بجملة من سراب النحيب

وكنت النخلة التي تحاذي البحر

لاطاقة لي الآن على سمرة المنفى

فقد غدوت أكثر امتدادا في الحلم



ها أنا غافة تورق بين لونين

الموت يسبقني إلي

فراشات فرح ميت تستيقظ بين أضلعي صباح العيد

والطفولة المتخثرة تتناثر من جرحي المفتوح



كانت النجوم تتعثر في أثوابها الزهرية الطويلة حين تنادمني

ورائحة البخور تتضوع بها رئتاي

وكانت قافلة من العشق والشعر تفتح صدرها في جبيني

وكان الكثير هناك

مقاعد كثيرة محجوزة للزائرين

كنت أجلس بمحاذاة الجغرافيا

امرأة تدخن سيجارة التاريخ

فيكح مقهقها على نصوصها الممسوسة بالهذيان

كان بيني وبين التاريخ ارتباكة جفن

كان هو عاشق يقرفص خارج أطر الكلام

وكنت طفلة تتحسس قلبها المنزوع من فرو الياسمين

فأين أنا الآن ؟



أي شمعة تصلح قداسا للخطيئة ؟

أي نافذة ستفتح أزرار قميصها للقادم مني ؟؟

وأي باب سيلقمني مزلاجه كي لا أبوح ؟



دبقة بالوهم ألملم أطراف ثوب السندباد

وأقصي جناحاتي الممدودة نحو ثقب آخر

لاوجه له في آخر حلم بيننا

كان له أصابع فقط

وكان لي لسان

و...



سأثرثر حتى تنتهي الحكايات من ألسنة الرواة

وحين يلملم الغياب ثيابه من دمي

سأبكي

حتى يغفر الصمت لأصابعي الملوحة اشمئزازها من المسافة

وسأنداح كالبؤرة في لجج الفراغ



إذن

سأجفف قلبي حتى يشفى تماما من عفونة المطر

وسأهذي حتى يعترف بأني ثرثارة لاتجيد سوى الهذيان

سأرتق المسافات بيني وبيني بقبلة

وأعطر المدى بالسهاد

وحين ينضب الحلم سأشرب الكرى

وأستل الصدى من جنون القبيلة

ومن صوت أبي المزين بالصلوات

من جبينه الخمري

ومني

وسأعلن لليل أن النهار تقدم مكتظا بعرق السائحين

وبأحلام اليقظة

وبحزن سطر أحلامه على لهاث المرايا

وعلى بوابات الدخول

نحو المستحيل



لافرق بين مستنقع ومستنقع

سوى الرائحة

ولافرق بيني وبين المساء

سوى كمية القهوة المحتساة

و شراشف الرحيل المؤجل

وبحة في الوريد



الآن

سأخلع قفاز المفازات بوجه المطر

وأعقد هدنة بيني وبين السماء

سأدلف لحزني العتيق بكلي

قفزة واحدة

كي لايخاف

وسأغلق صدرى عليه في عناق حميم

ولن أتبرم حين سيبدأ في الصراخ

فبعد موتي سيهدأ

حين يفقدني دفعة واحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-