الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفانطاستيك في رحاب أكادير الجميللة

مصطفى لغتيري

2012 / 5 / 31
الادب والفن


مصطفى لغتيري

كما كان مأمولا و منتظرا، التأم شمل ثلة من الأصدقاء الأدباء في رحاب أكادير الجميلة ، هناك كان عطر الأدب فواحا يلقي بنسائمه في كل دروب المدينة و أزقتها ، فبعد إقامة اختيارية في ضيافة الأحبة في ابن جريرحاضرة الرحامنة، و على رأسهم الأديب عبد الغفور خوى و الأستاذ الحمزاوي و الأستاذ نجباح، انطلقت بسيارتي لا ألوي على شيء سوى أن أعانق بحر أكادير و أمازيغيتها المترفة ، و لأن الجمال لا يأتي إلا دفعة واحدة ،و يقدم نفسه في أوقات بعينها بلا تحفظ ، كانت مفاجأتي الأولى التقائي بالأديب الجميل أحمد الويزي في باحة استراحة في عمق الطريق السيار، بعد أن كان قد اختار الحافلة لتنقله إلى أكادير، فلم يكن بدا من أن أختطفه من أجواء الحافلة ليرافقني أنا الوحيد في الطريق ، ففزت - نتيجة لذلك- برفقة لم تكن على البال ،..

وصلنا إلى أغادير و توجهنا إلى فندق أنزي في مركز المدينة حيث الإطلالة شديدة البهاء على المحيط.. هناك كانت الاستعدادات على قدم و ساق ..أعضاء رابطة أدباء الجنوب يتنقلون هنا و هناك محاولين تقديم أغادير و أجوائها الرائعة إلى الزوار كغنيمة حرب.. كان الأديب عبدالعزيز الراشدي مايسترو الملتقى بحق ، يعطي توجيهاته للأصدقاء و يقوم بأكثر الأعمال مشقة، دون تبرم أو ضيق..

هناك التقيت بأصدقاء لم تتح لي الفرصة للقائهم من قبل ،و آخرين جددت معهم التواصل .. أبهرني الجميل عبدالسلام فيزازي برحابة صدره و تلقائيته ،رجل يكسر المسافة الجليدية المفترضة بين الأدباء ، يقتحم خلوة هذا و صمت ذاك، فيشيع في المكان فرحا يستحقه.. الناقد عبدالرحمن التمارة ،تراه باشا وهاشا في وجه الجميع ، و كأنه يعتذر عن ذنب لم يقترفه..

هناك التقيت بصديقي الجميل الناقد و الروائي ابراهيم الحجري الذي كان من المفترض أن يرافقني في السفر ، غير أن ظروفا طارئة حالت دون ذلك، لكن ما إن اجتمعنا حتى بدا لنا أننا لن نفترق أبدا.. كل شيء نقوم به معا و كأننا توأمان لا يحلو لأحدهما العيش دون الآخر.. .. السي أحمد بوزفور كعادته مكلل بتواضعه الذي جعل و يجعل منه كبيرا على الدوام ، يرافقه الروائي يوسف فاضل، فكانا لا يكادان يفترقان.. فيما الروائي مبارك ربيع تجلله رفقة حرمه التي كانت مصرة على حضور جميع الندوات فكانت نعم الرفقة لزوجها الأديب الذي لا يمكن إلا أن تحبه..

أما الروائي الكويتي طالب الرفاعي فكون شلة جميلة مع المصريات ، الروينني و الطحاوي و خالد ، اللواتي أنستهن هموم مصر ما جئن إلى أغادير من أجله ، فالانتخابات الأخيرة احتلت حيزا كبيرا من اهتمامهن.. في لحظات كانت الأديبة المغربية وفاء مليح تسعد برفقتهن ، يتوغلن في الرفقة ثم سرعان ما تتكتل مصر و تناقش همومها الصرفة جاعلة من سلطنة عمان شاهدة على ذلك ، ممثلة في الكاتبة خوجة الحارثي..

طبعا لا يمكن الحديث عن الملتقى دون ان يستحضر الذهن ثلاثي دينامكي و رائع ، يتحرك معا و لايقع البصر على أحد هؤلاء الثلاثة دون أن يطفر إلى البال الاثنين الباقيين، إنهم الأدباء جيران و العناز و دخان.

و إذا كان لكل لقاء مفاجأته الموغلة في روعتها ، فقد كانت بالنسبة لي مفاجأة مغاربية بامتياز .. في أكادير تعرفت على أديبين لا يجود الزمان بمثلهما إلا نادرا ، إنهما الروائي البادخ في إنسانيته و أدبه الليبي محمد الأصفرالروائي و الصحفي الجزائري الجميل عبدالرزاق بوكبة ، حقيقة لا يمكن اختزال هذين الرجلين في كلمات .. إنهاما يجسدان الأديب في حقيقته و عمقه ..مختلفان و رائعان و بهما مس من حمق لا تحلو الحياة إلا به ، و حين التقيتهما شعرت أنني وجدت شجرة أنتسب إليها فانتفت عن نفسي بعض الغربة.. معا و في رفقتنا الحجري و الويزي سهرنا و ضحكنا و كرعنا نسغ الحياة حتى الثمالة.. و حققنا الوحدة المغاربية في جلسة مجنونة حتى أننا اطلقنا عليها اسما أدبيا نسيته الآن..لأن مناسبته شرط ، و شرطها أطاحت به بهجة الحياة.

شكرا لرابطة أدباء الجنوب .و تحية لكل جنود الخفاء الذين أبدعوا في السهر على راحة الجميع.. و دامت أكادير راقية بأبنائها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا