الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصورة الاقليمية وخلفيتها العالمية ومعضلة ابقاء الكيان الصهيوني بغل يعمل ولا يتوالد

خالد عبد القادر احمد

2012 / 5 / 31
القضية الفلسطينية



اود اولا ان اقدم اعتذاري للقراء, على هذا التقطع في التواصل معهم, والذي تسيطر عليه وتتحكم به صلاحية الجهاز الذي استعمله, لا اراكم الله مكروها بلابتوب,
ليس لانحراف قومي عربي اتابع قراءة المشهد الاقليمي, فقد حررني ادراك معنى المواطنة الفلسطينية منذ زمن بعيد من انشاد هذه الانشودة ومن التراقص على مسيقاها النشاز غير المتناغمة مع معطيات التاريخ, تماما كما تنشز الصهيونية في عزفها وتراقصها على مقولة ان فلسطين وطن االقومية يهودية, فالتاريخ لا يقول بوجود القومية اليهودية, كما لا يقول بوجود القومية العربية وان اقر بوجود موروث فكري عرقي عربي وعبري, ومحاولة ثقافية رجعية من الطرفين لاعادة فرضهما على التاريخ,
ان البراغماتية التقدمية لا تعني التعامل مع الواقع, على اساس تقبل الخلل الذي يعتريه والخضوع له, كما فهمت شيوعيلتنا الاقليمية, فبصيرة وعقلانية البراغماتية التقدمية تقرأ صورة الواقع كما هي, كمقدمة للعمل على معالجة الخلل الذي يعتريها, وفي هذا السياق يجب ان نقرأ التشابك بين الواقع الفلسطيني ومجريات وقائعه _ مع _ الواقع الاقليمي ومجريات وقائعه, بشرط ادراك حجم استقلالية كل منها عن الاخر, حيث ثبت تاريخيا ان علاقة كل منهما بالاخر كانت دائما في اطار حالة الصراع بين النهج الاستعماري الاقليمي ونهج الاستقلال والتحرر الوطني الفلسطيني,
ان علاقة الواقع الفلسطيني بمحيطه الاقليمي هي جزء من علاقته باطاره العالمي العام, الذي ارتدت انعكاساته تاريخيا على فلسطين على شكل علاقة احتلال وهيمنة استعمارية متواصلة تحرص على سيرورة عملية اعادة انتاج ثقافة الانقسام والانشقاق الطائفي العرقية فيه, في مقابل رشوة الموقع الطبقي المسيطر اجتماعيا, الذي لا يتوانى عن مساومة الاحتلال والهيمنة الاجنبية من اجل الحفاظ على الامتياز الطبقي او من اجل القفز الى اثرى واقوى مواقعه. كما فعل الذين والوا الصهيونية من الفلسطينيين اليهود, وكما فعل سابقا الذين والوا صلاح الدين من الفلسطينيين المسلمين او الذين والوا الصليبيين من الفلسطينيين المسيحيين, وكل هؤلاء لم ينجزوا تحرير فلسطين الوطن ولا الفلسطينيون المواطنون, بل لا يزالوا يعيدون القول ان فلسطين ارض وقف ديني, مما يسقط عنها صفة الوطن وعنا صفة المواطنة,
ان فلسطين الان كما كانت تاريخيا في قلب الصراع العالمي, ولا تزال كما كانت تاريخيا منقسمة منشقة على نفسها طائفيا, وكما انتجت الهزيمة الفلسطينية تاريخيا الاثرياء الطبقيين والقادة السياسية المساومة للاجندات الاجنبية, ها هي الان تعيد انتاج اثرياء الاتجار بمقولات الوطنية والتحرر, ولا يزالون يتسلحون بنفس اسلحة الماضي لبسط سيطرتهم على مجتمعنا, متمثلة في يد الاحتلال الاجنبي ونهج الانشقاق الطائفي, لم يستجد على ذلك سوى عزف انشودة الاسرى, كورقة سياسية لها وجه تساوم به الاحتلال الاجنبي من اجل تحرير مساحة استثمارية اوسع, ووجه اخر تساوم به مجتمعنا فتمنعه من مسائلة شرعية تمثيلها السياسي له
لقد اصبح السيدين محمود عباس وخالد مشعل _ اباء _ للشعب الفلسطيني, لا شخصية له امامهما, ولم يعد امامهما سوى مهمة التناغم مع حركة اطراف الصراع العالمي والاقليمي, اي _ كمبرادور سياسي مبائشر عمولته هي اشرافه على الاقتصاد الفلسطيني, احدهما في الضفة الغربية والاخر في قطاع غزة.
في اطار هذه الحافظة, تقوم حركة فتح وحركة حماس بتعريف الحقوق الوطنية الفلسطينية وتعيين خطوطهم الحمراء لها, والتي تراجعوا بها من مستوى و حجم الحق القومي غير المشروط في المقاومة من اجل التحرر, الى مستوى وحجم الحق المشروط للاقلية العرقية في الصراع الديموقراطي السلمي حول الحريات والعدالة الاجتماعية,

موقع المصالحة الفلسطينية في الصراع العالمي والاقليمي:

ان متغيرات حالة الصراع العالمي, وانعكاساتها على خريطة الاصطفاف السياسي الاقليمي, وارتدادات هذه على المناورة السياسية الفلسطينية باتت تسمح الان بانجاز تراكمي للمصالحة الفلسطينية تحتكم وتائر تحققها الى المقدار الذي يسمح بها مردود الصراع بين مجموعة الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وفريق الربيع العربي, و مجموعة حلف شنغهاي ( روسيا والصين ) والكيان الصهيوني وفريق المعارضة الاقليمي كايران وسوريا, فحتى اليوم نجحت المجموعة الاولى في شن هجوم عنيف على اللوبي الاقليمي الذي يعمل على اعاقة انجاز التسوية من المنظور العالمي الذي يرى في الكيان الصهيوني ( بغلا يجب ان يعمل ولا يتوالد ), غير ان رد فعل حلف شنغهاي ( روسيا والصين ) يرفض المدى الذي ذهبت اليه المناورة الامريكية الاوروبية والذي يحمل هذا الحلف خسائر استراتيجية تفقدها مواقع النفوذ المتبقية لها في المنطقة خاصة في سوريا, مما يخرجها من كامل منطقة شرق المتوسط وشمال افريقيا وعلى امتداد جانبي البحر الاحمر ويغلق على روسيا تماما بوابة مضيق الدردنيل التركي, كما يغلقها من خلال النفوذ السياسي في وجه النمو الاقتصاد الصيني
لقد لعبت الانتفاضة وتحالف الاسلام السياسي مع الولايات المتحدة واوروبا دور ادوات مناورة الولايات المتحدة واوروبا في الهجوم على حلف شنغهاي ( روسيا والصين ) وفريق معارضة النفوذ الامريكي الاوروبي, غير ان الكيان الصهيوني من هذا الفريق يرى انه الاكثر تضررا من المناورة الامريكية الاوروبية لان ذلك يعني اعادة توسيع حجم قدرة الولايات المتحدة على الضغط عليه لقبول التسوية من المنظور العالمي, ولذلك نرى الكيان الصهيوني الاكثر تعارضا مع مقولة الانتفاض والربيع العربي وكردة فعل لذلك نجد انه يعمل بكامل ثقله على اعاقة التدخل العسكري في سوريا, وعلى اسقاط الاخوان المسلمين في العملية الانتخابية المصرية,
ان المسالة ليست في قراءة التصريح السياسي بمقدار ما هي في قراءة نتائج وقائع الحراك السياسي,فالتصريح السيسي يعيق شفافية وضوحه الشرط الديبلوماسي من محظور احتمالات المتغيرات, وضرورة الحفاظ على المتحقق من المصالح والعلاقات, غير ان وقائع الحراك السياسي تكشف عن اصالة التوجه البرنامجي وحقيقة مناورته, وفي هذا السياق يمكن لنا ان نغفل عن قراءة ما احدثته الانتفاضات الاقليمية من خسائر لطموح الكيان الصهيوني في الاستقلال وضمان التفوق, وما يتحسسه من احتمال خسارة في برنامجه الاستراتيجي ( اسرائيل الكبرى ) في حال فرض التسوية من المنظور العالمي عليه مما سيبقيه فعلا بغلا يعمل ولا يتوالد.
ان التحالف الذي يرفض كل من اطرافه المناورة الامريكية الاوروبية تبعا لمقدار تعارضها مع مصالحه, يقوم الان باعادة نظم صفوفه في تحالف عالمي اقليمي تحاول اطرافه الاتفاق على شروطه واحجام ومواقع حصص برامجها القومية فيه, لذلك ليس من الغريب ان يعلن ان زيارة بوتين للكيان الصهيوني ستكون من اوائل زياراته العالمية كما ليس غريبا ان يعلن الكيان الصهيوني عن الخصوصية الاحتفالية التي يستعد بها لاستقبال بوتين,
وليس غريبا ايضا ان ينخفض مستوى حدة التصريح السياسي الصهيوني تجاه موضوع ملف ايران النووي, وان يوجه هذه الحدة في المقابل نحو موضوع ملف سيناء, والحرب مع مصر, مدركا للخصوصية الاستراتيجية التي يتمتع بها موقع مصر الجيوسياسي في في حركة الاتصال والصراع العالمي, كخانق للاقتصاد الاوروبي
ان الولايات المتحدة الامريكية حريصة على ابقاء الصراع العالمي مع ( حلف شنغهاي ) في اطار الحرب الباردة وتحرص على ان تحسمها لصالحها سياسيا واقتصاديا, وتحت هذه المظلة تجري وقائع الصراع مع الكيان الصهيوني الذي يدرك ان خير مناورة له امام الولايات المتحدة واوروربا هي تعريض مصالحها لخطر سخونة العمل العسكري, واللعب على ملفات القضايا الاقليمية
ان حركة حماس تبادلت مع حركة فتح تعطيل ملف المصالحة, تبعا وفي توازي مع الحركة في الصراع العالمي كخلفية عميقة لخصوصية المشهد السياسي الفلسطيني, وها هي الان تفكك تعارضها مع نهج التصالح وتستجيب لشروط حركة فتح بان يكون التصالح على ارض قبول التسوية من المنظور العالمي بل وتفكك علاقاتها مع ايران وسوريا كارتداد لمستجد الواقع الاقليمي الذي بات اكثر انتظاما في اصطفافه خلف الولايات المتحدة الامريكية واوروبا, مما يزيد من غضب الكيان الصهيوني وربما يدعوه للقفز نحو عمل عسكري محتمل
ان مستجد العقيدة العسكرية الصهيونية بات يتجاوز مقولة الصراع مع الملف الفلسطيني, فهذه المهمة اوكلت للمستوطنين وتحرر جيش الاحتلال منها وتفرغ للعمل خارج جغرافية فلسطين, وها هو الكيان الصهيوني يتخلص في ثلاث مواقع محددة من الحدود مع الاردن , في الشمال والوسط والجنوب, وكانه يهيء لمعابر عسكرية في الوقت الذي ينزلق به الوضع السوري من سيء الى اسوأ حيث لا انسجام في اصطفاف المعارضة ولا انسجام في اصطفاف النظام
ان هذا المقال هو محاولة لابراز وقائع الحركة الخلفية العالمية العامة وارتدادها على حركة الواقع الاقليمي الخاص, ولا ينطوي على تحديد موقف سياسي من ثنائية الانتفاضة والنظام الاقليمي, بل هو دعوة للقوى التقدمية والوطنية في المنطقة الى اعتماد برنامجية استقلالية قد تتماس مع اتجاهات الصراع العالمي ولكن يجب ان تبقى مستقلة غير تابعة لها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل