الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أيهما نحتاج: أحرار الإرادة أم مريدي الحرية؟!!

جودة بركات

2012 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك أن الإنسان البسيط الذي عايش الأحداث المتتالية في مصر في السنوات العشر الأخيرة يشعرُ بحالةٍ من الاستقرار النفسي والعصبي، فليست مشاحةُ الاصطلاح وكثرةُ المصطلحات على ترادفها تعني له كثيراً من الأهمية، حتى أن طالباً (جامعياً؟!) سألني ذات مرة: ما معنى كلمة "فلول"؟ وهل ضد مصطلح "التوافق الوطني" مصطلح "النفاق الوطني"؟ .. ومنذ ذلك الحين وأنا أرصد الكم الهائل من توليد الألفاظ اللغوية والمصطلحات المعرفية .. التي بلا شكٍّ سيتوقف أمامها الباحثون طويلاً في السنوات القادمة، وليس أدل على ذلك من العدد الكبير من رسائل الماجستير والدكتوراه التي انهالت بعد 25 يناير على أقسام الدراسات اللغوية والإنسانية بالجامعات المصرية.
على الجانب الآخر وفي السياق ذاته فإن الطفرة النوعية في هامش الحرية وحجم الجرأة والتعبير عن الذات قد أحدث حالةً من الخلل والاضطراب النفسي والوجداني لدى قطاعات أخرى كبيرة في المجتمع المصري؛ وخصوصاً قطاعات الشباب المتحررة، وقطاعات النخب التي تشعر بأن لديها القدرة على التوجيه وقيادة الدفة في هذه اللحظات العصيبة من عمر الوطن .. وهنا استوقفتني بعض العبارات المنتشرة على لسان مجموعة من هذه الطائفة، على سبيل المثال تجد من يقول: أنا أريد الحرية .. لهذا يجب أن أتظاهر وأن أعبر عن رأيي، وتجد آخر يقول: أنا حر الإرادة .. لهذا يجب أن أتظاهر وأن أعبر عن رأيي.
الأول: يشعر - ابتداءً - بالظلم والقهر، وينفي عن نفسه امتلاكه لهذه الصفة (الحرية) التي خلقه الله عليها، والتي يقرر بها تصرفات حياته اليومية، وكأنه يريد أن يسترعي الانتباه، ويلفت إليه الأنظار – ليس إلا ليقول: يا قوم إني بشر.
والثاني: أحسن حالاً من الأول، فهو يشعر بأنه آدمي مكرم، وبأنه إنسان، وبأنه حر، وبأن لديه إرادة .. لم يكن يستخدمها سلفاً، أو يستخدمها في نطاق ضيق .. لظروفٍ أو أسباب يعلمها القاصي والداني، ثم هو يقرر الآن أن يتوسَّع في استخدامها .. ويفيد مجتمعه بهذه الطاقة التحررية الكامنة فيه ..
والسؤال الآن: إلى أيهما نحتاج في هذه اللحظة أكثر من الآخر؟
أعتقد أن النوع الثاني هو الأنفع والأجدى لهذه المرحلة، وبأنه يجب على النوع الأول أن يخلي الساحة، ويلتقط الأنفاس قليلاً .. حتى يمهد (أحرار الإرادة) الطريق أمام (مريدي الحرية) .. وحتى لا يشتت كل منهم جهد الآخر .. ويفوت الفرصة على الوطن في الاستفادة من حماس جميع أبنائه ... وفي هذا المعنى ينصح الفيلسوف الألماني ليبنتس Leibniz في موسوعته الفسلفية قائلاً: "الحرية تكونُ أوفر وأكثر .. كلَّما كان الفعل صادراً عن العقل، وتكون أقل وأصغر .. كلَّما كان الفعل صادراً عن الانفعال" .. ورُبَّ طالبٍ للمجد لا يبلغه .. ورُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من قــائــل!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ