الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير السياسي الشامل وعقبه التبعيه الدينيه

جورج المصري

2005 / 2 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يحاول بعض المحلليين السياسين في معرفه نتائج التغييرات السياسيه المقترحه علي الساحه العربيه ومن المقترحات التي يعتقد المحللون السياسين انها من المحتمات من اجل خروج المنطقه بأكملها من خطر الارهاب الديني و الانهيار الاقتصادي هو فصل الدين عن الدوله فصل تام .
وبالطبع يعتبر هذا نوع من الكفر حيث ان المتدينين يعتقدون او هكذا صور لهم او هكذا هو منهجهم ان الدين الاسلامي هو منهج سياسي يحكم تصرفات المجتمعات في كل شئ .
في الحقيقه ان هذا الاعتقاد اعتقاد يجانبه الكثير من الخطاء ليس بمعني ان الدين لايوجد به بما يكفي من حكم التصرفات اليوميه ان لم تكن التصرفات بصفه عامه انما تفسير الدين اعتمادا وأستنادا علي تفسيرات يمتد عمرها الي 14 قرن وتتفق مع وضع ومكان محدد وبطباع شعوب معينه جعله غريب في وسط عالم ديناميكي التغيير و التطور و البحث هو سمته وصفته الرئيسيه.

فلذلك عندما يطالب المسلمين بتطبيق الشريعه الاسلاميه خارج الدول الاسلاميه يجد غير المسلمين صعوبه في فهم هذا المنطق وتلك المطالب . فليس من المنطقي ان تتطبق شريعه تعتبر المسلم افضل لمجرد انه مسلم ولايوجد في الشريعه اي معيار لغير المسلمين في تعاملاتهم مع المسلم . فالشريعه تحدد ان الرجل المسلم هو السيد و الامر الناهي ولايأتمر بغير مسلم ولايصلح غير المسلم لقياده المسلم . فمن النظره المحدوده للشريعه في التعميم وهو مبدئ مرفوض في الدوله العلمانيه او الدوله الديموقراطيه .. فالتعميم بأن كل ماهو غير مسلم يصبح فاسد وضلال وكفر هو مبدئ رجعي ليس له اي اساس من الصحه؟

فان اخذنا الامور بنظره علمانيه بحته ان عصر النهضه البتروليه في الدول الاسلاميه مثل السعوديه لم يلحقه اي تطور حقيقي في البنيه الانسانيه فنري الشعب السعودي يعيش في حالة انفصام في الشخصيه تصل الي الدرجه المرضيه. فمثلا يعلق المسلمون في تلك الدوله علي ان بعض الدول العلمانيه تعطي للشواذ الحق في الحياة و الزواج علي انه مظهر من مظاهر التسيب المسيحي في حين ان هذه السياسه ليس لها اي دخل بالمسيحيه لامن قريب او بعيد . أنما يرجع فهمهم الخاطئ الي ان المسيحيه حياة شخصيه تحكم الشخص و تصرفاته الشخصيه بغض النظر عن المجتمع. فالمسيحي ديموقراطي بالمولد و بالتعاليم لافروض في الحياة المسيحيه ومن الخطئ كل الخطئ ان نعتقد ان الفروض هي مايسمي الحدود فالحدود في المجتمع المسيحي تنبع من ارتقاء الانسان وحريته في الاختيار وعلي الرغم من ان المسيحي يرفض رفض بات كافه التهم الموجهه اليه من كونه يبيح المحرمات فالمسيحيه في الواقع حدودها اقصي واقوي من حدود الاسلام ... فالاسلام مثلا يصنف الاخطاء ويصنف الحدود ويصنف الناس ويصنف الجنه ويصنف النار و بالتالي لا يجتهد البعض في ارنقاء مرتيه اعلي لاقنتاعه بان هذا مايكفي فمثلا الشيهد له من الحوريات مايفوق الشخص العادي فكم نري شهداء وكم نري غير شهداء .. السبب هنا ان 42 حوريه ليس بقليل في انني اعيش واتمتع بحياتي لاخر دقيقه والثمن للشهاده 30 حوريه ذياده ليس بدافع يكفي كل البشر في تفجير انفسهم مثلا.
أما في المسيحيه فجزاء الخطيه هو موت و الموت هنا هو اقصي عقوبه ممكن ان يتخيلها مسيحي لانه موت ابدي او بمعني اصح جهنم للابد . فالحياة الابديه في ملكوت الله هي مايبتغيه الانسان المسيحي فلم نجد في المسيحيه ان هناك شاذ او قاتل او مذنب او ذاني سوف يدخل ملكوت السموات.

ومن هنا تحدث البلبله في افكار المفسرين و المحليين السياسين فهم لايفهمون ماهي علاقه حريه الانسان في اختيار ممثليه من يثق في قدراتهم العلميه و العمليه في قياده امور الدوله و ان حريه الاختيار تعتبر كفر وعمل من رجز الشيطان؟

هكذا ما نراه في التعليقات الاخيره من علماء المسلمين السُنه اين كانوا عندما كان الشعب العراقي يقتل ويسحل واين كانوا عندما كانت اعراض البشر تتعرض لأشنع عمليات التعدي علي يد النظام الحاكم؟ هل صدام حسين كان من العدل و النزاهه بحيث انهم لم يطلبوا من الشعب العراقي مقاطعه أاستفتاءات الرئاسه عندما كان ينجح صدام بنسبه 101% . اين كانوا من اعمال اولاد صدام ؟ الم يهتكون عرض النساء ويسرقون اموال الشعب واقاموا الحدائق الغناء واقنتوا من الحيوانات و السيارات بالملايين.

هل سكوتهم كان خوفهم من الحاكم اكثر من خوفهم من نفس الاله الذين يدعون ان الانتخابات العراقيه انتخابات باطله لان من اقامها كافر ؟ هل السكوت عن الباطل فضيله في عصر صدام و الصياح و قتل ابناء العراق فضيله لانه ضد كافر ؟ الم يقتل السنه من المسلمين اكثر مما قتله الامريكان؟ هل قتل الامريكان الحسن و الحسين ؟

التغيير آت لامحاله فالشعوب العربيه تتطلع الي يوم التحرر و التحريير من الحكومات العنصريه حكومات غائبه عن الوعي يتخيل ملوكها ورؤسائها انهم خليفة الله علي الارض ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ملايين الناخبين يصوتون لاختيار رئيسهم الجديد وقيس سعيّ


.. هل تباغت إسرائيل أميركا بضرب منشآت إيران النووية؟




.. خليل العناني: هناك تغير إقليمي قادم وأمريكا لم تعد قوة عظمى


.. غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت




.. الكوفية حاضرة في مهرجان وهران الجزائري