الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في قصيدة ( مذاق النّار) للشاعرة هيام مصطفى قبلان / جوتيار تمر

هيام مصطفى قبلان

2012 / 5 / 31
الادب والفن





قراءة في نص " مذاق النار" للشاعرة هيام مصطفى قبلان / جوتيار تمر
( مذاق النّار)
للشاعرة : هيام مصطفى قبلان

أشحذ الفرح الباكي من غابات الشّوق
من احتلال الذاكرة ..
يتعثّر همسي ثملا
بين تفاصيل وجهك
لحوافر خيلك صهيل
من نداءات بعيدة ...
صبّ الكأس خمرا وارتع في ظلال السّهد
نعاسك وفحيح الأجنّة ...
نغتسل بماء الشّعر
نلامس تعاريج السّكون
لا .. ترقص على وجعي ....
.... لا تعتذر ...
لحلم الفرح .... مذاق
... النّار .....
_____________

القراءة : جوتيار تمر

مذاق النّار
لأنّه مذاق النار فانه يجب أن يكون مذاقاً ذا شجون وأنين،، ولأنّه مذاق النّار فانه يجب أن يتخطى البرودة في المشاعر ، البرودة في الاستقطابات الدلالية،، وعليه أن يتحول الى نار تلتهم الروح بمصداقيتها، عنوان يستفز ذهنية المتلقي لتجبره على تذوق المعنى قبل الخوض في معالمه.

أشحذ الفرح الباكي من غابات الشّوق
من احتلال الذاكرة ..

البدء بفعل حركي ذاتي قائم على اظهار الحالة النفسية للذات الشاعرة ك" "أشحذ" دليل منذ البدء على التفاعلية التي يجب أن نتلقاها من النص بين الذات الشاعرة والكلمات المنتقاة من معجمها، لاسيما والعنوان كما سبق وقلنا جاء ملتهباً، لذا فان حتمية الحراك الدلالي استوجب على شاعرتنا أن تبدأ ب " اشحذ" مما يعني فعل يعتمد على نفسية الشاعرة نفسها، أقصد بأنّ الفعل هنا داخلي جواني، حتى ان الشحذ أتى لما هو متصل بنفسية الشاعرة نفسها" الفرح الباكي" من أين ولماذا؟ من الشوق والشوق مستفز بطبعه للذاكرة.

يتعثّر همسي ثملا
بين تفاصيل وجهك

هذا التقطيع الدلالي الصوري مبهر في نص هيام لكونه يضعنا أمام تخيلات متعددة في آن واحد،، على الرغم من نمو النص بتنامي ملحوظ وبترابط حسّي وجداني وصفي متكامل،، الاّ ان المشهدية حاضرة وبقوة في نصها،، فبين اللوحة المذاقية والحركية في التقطيع الأولي جاءت الكلمات تعبّر عن الحالة نفسها بدقة وبروح التعري " يتعثر" ، "ثملا " وكذلك بتقنية اظهار العلة التي خلفت هذه الحالة" وجهك".

لحوافر خيلك صهيل
من نداءات بعيدة ...
تلك الصورة شاردة عن التعثرات الداخلية ولكنها متكاملة مع حركية " اشحذ" والتفاعلية الذهنية الحسية الوجدانية مع الحالة المؤثرة في مسار النص مسبقاً " مذاق النار" فالحوافر هنا لاترسم مشهد معركة انما تشحذ الفكر والروح والقلب والعقل بتلك النداءات التي تمنطق البعد واللا خيار.

صبّ الكأس خمرا وارتع في ظلال السّهد
نعاسك وفحيح الأجنّة ...
نغتسل بماء الشّعر
نلامس تعاريج السّكون
لا .. ترقص على وجعي ....
.... لا تعتذر ...
لحلم الفرح .... مذاق
... النّار .....

الانتقال بهذه السرعة من مشهدية الحوافر والنداءات الى " صبّ" ربما أعاق مشهدية الحدث الشعري والحالة الشعرية لدى هيام،، ولا أعلم لماذا استعجلت الأمر هنا،، ولكن على ما يبدو أنّ هيام أرادتنا أن نعيش حالتها كما هي تريد وكما تصور لذا لايضر عندها ان تكون حركة الكاميرا هنا سريعة ومتجاوزة لبعض أصوليات التصوير المشهدي، في سبيل خلق التفاعل النّصي الشعري المؤدي بالنهاية الى استكمال المشهد في نفسها أولا ،، وبالفعل استطاعت من استكماله لاسيما في تلك الاستعارات والالتقاطات المتوحشة اذا صحّ التعبير " ارتع،، فحيح،، ترقص على وجعي،، "، ولتلتهم النّار في الأخير تلك المذاقات المتوحشة ب " لا" أتت محمّلة بوجيعة ذاتية على حالة مدوية ونداء خفيّ وظاهر في آن للآخر بأن يعيش ما تعيشه الذات الشاعرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟