الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب

أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)

2012 / 5 / 31
الادب والفن


في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب

(1)
مساء الخيرِ،
سيَّدة الصباحِ
مساء العشب يا زينبْ
مساء التينِ،
والزيتونِ،
والعنبِ

مساء العشقِ،
والعشَّاقِ،
والأشواقِ،
والتعبِ

.. وقال النيلُ (زينب بنت هذا النخْلِ،
ربَّتها المراعي في حدود الياسمينِ،
وبين أحضان الغمامِ
وزينبُ غبْطةٌ تكفي لتدجين الوداعِ،
وسُلْطة الدمْعاتِ في بهْو الغرامِ)

وزينبُ حين تذهب في الفراشةِ،
تسْتعير الزهْر من روحي،
تناولني كواكبها،
أدورُ،
أدورُ،
تلْصقني بفستانٍ من البلّورِ،
أعلنُ أنني طيرٌ ربيعيٌ،
وشفَّافٌ ،
أنسِّق غبطتي،
وأنام مختوماً بخمرٍ قادمٍ من همْس زينبْ

وزينبُ تلبس – الآن – انتشاءً غامضاً،
وتشكُّ غبطتنا جميعاً في ملابسها،
تدجِّجنا بنيلٍ من كلامٍ عاطفيٍ،
ثم تعْزفنا على وتر العناقِ،
تعيد تنسيق الشوارع وِفْق إيقاع الصبايا،
زغْردتْ نعناعةٌ في فمِّها،
قالت لها:
أنا لا أساوي فائض الإدهاشِ من فمك الصغيرِ،
ولا أساوي ريش عصفورٍ يزقْزقُ في حدائق ضحْكتكْ
ولكنِّي أساوي حقْلَ قمحٍ،
كان يجذبني إليكِ،
ويسْتعيركِ,
كي يراني في بيانو بسْمتكْ

(2)

وزينبُ فاتنةٌ تسْرق – الآنَ – مكْياجها من صفاء البحيراتِ،
تعزفُ فالس الرحيل الحزينِ،
منمْنمةٌ بنشيد البراءةِ،
غارقةٌ في طنافس بهجتها الدائريَّةِ،
حوْلَ ضفائرها نجمةٌ،
وارتياحٌ بحجْم غناء التلاميذِ يوم التخرُّجِ،
تمشي الحكومات فيها،
وتعْبرها الدول المرحليةٌ،
منذ ثلاثين عاماً،
تؤجِّج محْرقة الرقصِ،
والشدْوِ،
و (القدْلةِ) الملكيَّةِ،
منذ ثلاثين عاماً،
تعدُّ مفاتنها للزفاف المؤجَّلِ – دوماً،
وللسفرِ الكوكبيِّ،
وأرْديةُ الفتيات الجميلاتِ،
كانتْ تراسلها باليواقيتِ،
تغْمرها بالعصافيرِ,
والشَجَرِ العاطفيِّ،
وتنْشدها في مساء القرنْفل والانسجامِ،
تبشّرها بخريفٍ من اللازورْدِ،
وزينبُ تصعدُ – منذ ثلاثين عاماً –
إلى ظلِّ أنشودةٍ ستتوّجها بمديح الشعوبْ

وزينبُ طالبةٌ من جنوب الأغاني،
تحبُّ الطبيعةَ،
تقْطف من شجر الرقْص ورْدتها،
لا ترى في المواويل غير المراثي/،

طرْحتها اهترأتْ من حفيف الأماني،
تمارسُ (يوغا( التفاؤلِ،
والحيويَّةُ صادحةٌ كالفضيحةِ من غصْن قامتها،
أشعلتْ في القرى شمْعة البؤساءِ،
الشباب أحبوا السيناريو الذي كتبتْه العصافيرُ في صوْتها،
أخذتْ لوْنها من كواكب دهشتنا،
وسقتْهُ بإغماءة الفتياتِ الجميلاتِ في قمَّة العشْقِ،
ألْقتْ فضاءً من الموسلينِ على (الكوش) المنزليَّةِ،
زينبُ ليس لها نسبٌ غير صُحْبتها للسكارى،
ومن هجروا الريفَ،
مشغولةٌ دائماً بمصير الفراشاتِ،
والسيسبانِ،
وتقرأ طالعها في رحيل الأراجيحِ،
تهوى اصطياد الفراشات في سلَّة الوقْتِ،
طالعةٌ من عراجينَ في لوْنها جوْقةٌ،
قلتُ (يا زينب الحيويةَ:
أينَ عناوين لونكِ)؟؟
- في غبْطة البائع المتجوِّلِ,
في ذكْريات البناتِ عن الولد العاطفيِّ،
وفي نهْنهاتِ السكارى،
وفي شارعٍ غامضٍ قرْب روحي"
....وهرولتُ في الأرضِ،
صِحْتُ:
(سلامٌ على "لون زينب" أنّى ذهبْ
سلامٌ على "لون زينب" حين تنام عليه البيوتُ،
سلامٌ عليهِ إذا غاضَ أو فاضَ في أرْضنا الحامضةْ)

(3)

نحنُ (زينب وأسامة الخوَّاض) اتفقنا على،
وقرَّرنا أنْ نرسل مديح عناقنا إلى جيراننا الذين لا يحبّون زوجاتهم،
وإلى القطَّة التي كانت تراقب عناقنا،
وعلى الذين يحبّون "لون زينب"،
أن يعْبروا على جسْر الجسارةِ،
كي يشاهدوا المديح الذي مرَّ في ساحة الحُبِّ ثمَّ اختفى*1.

(4)

.....................
.... فلْتصْبروا من أجْل فُلُّ ناحَ في فستان زينبْ
ولْتضْربوا مِنْ أجْل أسورةٍ،
يراودها حنينٌ غامضٌ لمسامِ زينبْ*2
.......
..........
هامش:
*1 - من بيان تضامني قصير مع الحالة العاطفية الراهنة لزينب.
*2 - مقطع من مُلْصق مهمل صدر بتاريخ 1/1/1986م .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان