الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعرية ذاتية - سيجارتي المحرمة -

جوري الخيام

2012 / 6 / 1
الادب والفن


قالت لي نفسي اكتبي انصافاً للسيجارة فهي و الأنثى في شارع القهر جيران ... نأخد منها ما نحتاج و نستمني و تنتشي و نقول عنها فتنة و بلاء ... .لو كانت سيجارتي ديانة لعبدت ربها بحق كما لم أعبد أي إله قط..لو كانت نفسها إله لجاهدت لأجلها حتى النصر.و لو كانت سجناً لكفرت بالحرية و أدمنت القيود ....و صرت أحد قضبانها المخلصين..

سيجارتي, خليلتي, صديقتي الوفية أنا لا اجد فيك عيباً و لا أحملك ذنب اذا جاء المرض فاذا كانت الحياة نفسها ستزفنا عاجلاً ام اجلاً الى الموت في أعراس مهما تمهرجت تبقى قاسية بشعة ... فعلى ما يلومك البشر ؟على الإشتعال و الإحتراق ؟ على الإنتهاء و الإبتداء ؟ على ما يلوموك أليس كل شئ مقرر في مجلدات السماء ؟ أليس القدر عنيداً لا يرضى الرحمة و التعديل ؟ أليست أضرارك و السيارة و المصانع والقدر المكتوب سواء؟ لم يلوموك اذا كان العلي الحكيم الشافي المعافي يبتلينا بالسرطان و ما شابه بدخان أو بغير دخان...

سألت والدتي ,عندما كنت مراهقة, لما عندنا نحن العرب تختبئ المرأة لتدخن؟ بينما يشعل الرجل دخانه حيث الدخان ممنوع دون أن يلتفت أحد؟ تارث تائرثها و قالت بالحرف و بنبرة موبخة مخيفة : "إذا كنت تريدين أن تعرفي فلتدخني حين تكبرين!!!!!"بنات دارهم " لا يسألن مثل هذه الأسئلة" وربما كان هذا من أهم الأسئلة طرحته عليها... وبالتأكيد آخرها بما أنني بنت دارنا !!!

و قد أخذت بالنصيحة و أشعلت السيجارة و أعلنت المراهقة و التمرد على عقلية المجتمع المختلة ....و لكني لازلت لا أفهم ما الذي يجعل السيجارة أكثر خطورة حين تمتطي شفاه الأنثى؟ لم يحملونها لقب الفجور و العهر ؟ لم يتوقع الكل أن تصير المدخنة قحبة في المستقبل ....وبالمناسبة فوالدتي قاطعتني لمدة ثلاث سنوات لأنها في يوم عرسي الصغير رأتني أقف في الحديقة مع صديقة كانت تدخن و مع أنني كنت فقط اودعها إلى أنها اعتبرته دليلاً لأن الشكوك كانت تحوم حولي منذ مراهقتي.... لا تستغربوا ففي المغرب مثل يبني عليه الأباء بيداغوجيتهم وهو " مع من شفتك مع من شبهتك"... فكيف لا أتشبت بها وأصير لأجلها عنيدة!!!! أنا لم أعطى فرصة لاكرهها وأخاف أو أمل منها .
و في الحقيقة فحرب السيجارة لم تتوقف عند والدتي, بل ان نارها ازدادت إشتعالاً بعد الزاوج و كانت جد عارمة .... . وقد حاول زوجي بالطرق معي لاطلقها، مع انها كانت لا تفارق شفاهه و عندما كنت أقول له أن يتركها أولاً قبل أن يطلب مني ،أو على الأصح، يأمرني بفعل شئ لا يقوى هو على فعله ، كان يقول " أنا رجل ! لا يعيبني و لا يشوه سمعتي التدخين"

و مع أننا كنا نعيش في أمريكا إلا أنني تجنباً للضرب و المشاكل كنت لا أدخن أمام أصدقائنا في حضوره و أفراد عائلته .... و بما أنني لا أرى عيباً في التدخين الا ضرره الصحي فأنا كنت أستغفله و أهوى إستحماره و المشي فوق غبائه الإنساني و رد عنفه النفسي الذي يمارسه علي من خلال تحريمه علي ما يحلله على بوقاحة على نفسه و كنت اطلب من أصدقائي اذا كنا مجتمعين لوقت طويل و عندما أحس بنقص نكوتيني مزعج ان يشغلوه حتي أدخن ....

لازلت أهوى سجارتي عنداً في كل من يحرمها علي فقط لأني أنثى، و لازلت أدخن لكي أفهم متى صار شرفي و شرف عائلتي و حسن سلوكي يلف في أوراق الطاباكو و ينفث دخاناً ٌفي الفراغ؟ ظننته يسجن في فرجي و يعلق وحلماتي في ألواح المحرمات.... عجيب ذاك الشرف يأخذ أشكالاً مختلفةً الا شكل المبادئ و القيم والنزاهه....

دعيهم يقولون عني و عنك ما يشفي قلوبهم العليلة اتركيهم يقولون أني باختيارك قد اخترت الموت البطيء و قلة الصحة....و أنا اقول انك عطر و زينة لشفاهي و شهوة تنفث من كل الشفاه الأخرى....و الحياة بكل بساطة "بلاك ما بتنحبش و حقيقي ملهاش طعمة" .... دعيهم يقولون انك باغية عاهرة يبللها لعاب المتسلين باختصار أعمارهم

دعيهم يقولون انك سم يهري بدني فانا لا أهتم لأنك اذا لم تهريه متعة ،ستنكل به الشيخوخة اذا طال الزمن....تأكدي انك لو كنت أنثى لزوجتك نفسي و صرت مثلية تعبد النهود ...و تقبل الضرة و الضعف و قلة الحيلة...


لا تهتمي سيجارتي و لا تخجلي من ملاعبة شفتي فأنا منك لا أخجل,دعيني أضم شفتك إلي ،فشرفي يموت على أي حال اذا لامسه الرجل ...تنهكه النرجيلةو النبيذ الفرنسي المحرم وتنحره السهرات وكثرة الاصدقاء والعلاقات اللاشرعية وإن كانت قليلة،و تغتاله تنورة قصيرة أو صورة عناق حار طائش لحبيب أو صديق على فايسبوك ...

لا تهتمي إذا حاصروني بأحكام رب منكر و مجتمع رجعي و "كلام ناس" يقتل الأنثى داخل كل طفلة قبل أن تولد....لا تأبهي فأنا لأقبل شفتك المغرية أريد أن أستشهد بعد كل إستنشاقة 70 مرة و مستعدة لان أجلد وأتلف لكي لا تختبئي اجلالاً لسنة المجتمع و اللحية والشنب...لا تأبهي فأنت أشهى من أي رجل ...و "أنشف من دماغي ما تلاقيش!!! " فعندما أقرر أن أتمسك بشيء فأنا لا اتركه وهذا عيب أنا لا أنكر ،ولكني قليلاً ما أفعل ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 1 - 08:31 )
ما أصدقك حينما تتحدثين عن نفسك
ليتك قريبة مني كي ندخن سوية فأنا قد عشقت السيجارة منذ صغري و ما زلت لغاية اليوم أدخن و أدخن و سأظل أدخن لآخر يوم في عمري
لك احترامي و رشة عطر

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عصام أشهر لاعب فايرووركس: اتحسدت بسبب فرحي ومادف


.. وفاة الممثل الكندي الشهير دونالد ساذرلاند عن عمر يناهز 88 عا




.. الفنانة اللبنانية العالمية ميريام فارس تشعل أجواء كازينو لبن


.. سألنا الناس في مصر: ما رأيك في تصريحات الفنان بسام كوسا حول




.. -خانه التعبير-.. الناقد الفني أسامة ألفا يدافع عن تصريحات ال