الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله لن يكون الا نفسه

حسن عماشا

2012 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لقد عبر الخاطفون للزوار اللبنانيين العابرين في الأراضي السورية (ومن ورائهم) عن ضحالة في التفكير وجهل مدقع في فهم طبيعة حزب الله. الذي لا يمارس السياسة ولا يأخذ خياراته الوطنية والقومية وإجراءاته العملية بناء على رد فعل أو يأخذه حادث عارض هنا أوهناك. أن حزب الله يكاد يكون وحده من بين القوى السياسية العربية والاسلامية الذي يرسم سياساته ويحدد تكتيكاته اليومية على مختلف الصعد بناء على استراتيجيته. والتي تشكل البوصلة لخطه ومواقفه السياسية.
ان تاريخ حزب الله وتحديدا منذ تولي السيد عباس الموسوي الأمانة العامة للحزب ومن ثم بعد استشهاده تولى السيد حسن نصر الله هذه المسؤولية. وضع المقاومة في وجه العدو الصهيوني أولوية مطلقة تعلو فوق كل اعتبار ( بغض النظر عن أي رأي في صوابية هذه الاستراتيجية أو عدمها - هذا هو حزب الله) ؛ لم تنجح أية قوة محلية او اقليمية او خارجية في استدراجه الى اولويات اخرى سواء بالترغيب والرشوة او بالتهديد والإبتزاز. هكذا خرج حزب الله من حروب الزواريب في لبنان. وهكذا لم يخضع للإعبارات المذهبية والطائفية يوم طرح مشروع "جزين أولا" وجندت له قوى محلية واقليمية ودولية وفي طليعتها الفاتيكان كما انخرطت فيه قوى طالما قدمت نفسها على انها وطنية تقدمية. وتجاوز كل المواقف التي حاولت تصوير تكثيف العمليات في منطقة جزين على انها استهداف لمنطقة مسيحية وفي مقدمتها موقف البطريك السابق مار نصرالله صفير.
قد تخلى حزب الله عن المكاسب الطبيعية في السلطة والادارة العامة التي تتناسب مع حجمه الشعبي للخروج من دائرة التنازع والتنافس عليها مع شريكه في الطائفة نبيه بري وحركة أمل. خدمة لهذه الاستراتيجية.
وبعد العام الفين عام التحرير حيث اعتبرت كافة القوى السياسية اللبنانية ان مرحلة المقاومة انتهت وراحت تبحث عن كيفية اعادة صياغة دورها في الحياة السياسية اللبنانية جاءت حرب تموز لتكشف أن حزب الله اعد العدة لمرحلة ما بعد التحرير دون أن تأخذه اغراءات السلطة والتنازع على حصصها. رغم بعض السلوكيات التي كانت توحي بعكس ذلك وضيق الأفق الذي نظرت فيه القوى السياسية اللبنانية للتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر. حيث تبين انه هذا التفاهم وفر الخلفية الآمنة للمقاوم إبان عدوان تموز.
حتى كان الزلزال الذي هز لبنان والمنطقة بإغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورغم التوتر الكبير الذي اصاب لبنان وتركيز الاتهام على سوريا بعملية الاغتيال وفي ظل حشّد كبير لبناني وعربي ودولي لم يسبق له مثيل يستهدف سوريا ويطالبها بالخروج من لبنان خرج الأمين العام لحزب الله يعلن الوفاء لسوريا والالتزام بالتحالف معها في مواجهة كل التطورات. ولم ترهبه التعبئة المذهبية والدعاية العربية والدولية التي استهدفت سوريا.
لم يكن موقف حزب الله ينطلق من اعتبارات اخلاقية او الوفاء لسوريا بسبب دعمها للمقاومة وحسب. بل أن استمرار سوريا على موقفها في دعم المقاومة وعدم الانخراط في المشاريع الأمريكية يشك أساس الموقف لدى حزب الله وهو دفع ولا يزال أثمان باهضة نتيجة هذا الموقف ولا يزال.
انه من السذاجة والجهل اعتبار أن حزب الله يمكن أن يغير مواقفه هذه خضوعا للإبتزاز بخطف مجموعة من الزوار او استدراجه لمعارك جانبية تلهيه عن خياراته. فقبل عملية الخطف وبعدها لن يكون حزب الله الا نفسه.
حسن عماشا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24