الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفريق احمد شفيق..خيار الطبقة المتوسطة

محمود الفرعوني

2012 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الفريق شفيق ظاهرة أكثر منها فرد من أتباع النظام السابق هبط علينا بالبارشوت كما يزعم منافسيه. ظاهرة شفيق تخص الطبقة المتوسطة المصرية أكثر من أي شيء أخر وكانت بدايتها في 67؛ فبعد الهزيمة مباشرة تأكدت الطبقة المتوسطة بشكل بدائي أنها عاشت الأوهام في كل حياتها وأن الزعيم الذي يطيح بأعدائه يمينا ويسارا كان مجرد خيال جميل وأن شعار أمجاد يا عرب أمجاد مجرد أغنية ولا تزيد.
ظلت ظاهرة الرفض تتفاقم وتكتسب دعماً من كتابات هنا وهناك وإن بدأت على استحياء واحتجاجات كلها تؤكد رفض الطبقة المتوسطة لسياسة الحزب الواحد والرأي الواحد حتى عام 76؛ في هذا العام أنشأ السادات تجربة المنابر لتنهي وجود الاتحاد الاشتراكي وتبدأ مرحلة جديدة من الأحزاب؛ إلا أن ظاهرة الحزب الواحد استمرت في عهد مبارك ممثلة في الحزب الحاكم مع وجود أحزاب كرتونية محاصرة من الأمن وغير قادرة على تقديم بديل حقيقي؛ واستطاعت الطبقة المتوسطة من خارج الأحزاب التبشير بثورة 25 يناير المجيدة وكانت شعارات وأفكار الثورة عيش- حرية- عدالة اجتماعية- كرامة إنسانية أي أن فكرتها المحورية هي التداول السلمي للسلطة وعدم احتكارها من قبل أي فصيل وضد جميع أنواع الوصاية والاستبداد تحت أي مسمى؛ فقد حزمت الطبقة المتوسطة أمرها لصالح دولة القانون والمواطنة؛ الطبقة المتوسطة تحلم بدولة مدنية عصرية تقود ولا تقاد تحتكم لقانون ودستور تعاقدي مع إنهاء الحكم الشمولي بجناحيه السياسي والديني وهو ما يستطيع أن يقوم شفيق بتحقيقه. فشفيق رجل بلا برنامج ايديلوجي معين لكنه مع الحريات الفردية والدولة المدنية والمواطنة وهذا ما ترغب فيه الطبقة المتوسطة في عمومها بعيدا عن أوهام العروبة أو تجييش الجيوش لقتال الكفار والمشركين وهو لا يمتلك حزب استولى على البرلمان والنقابات واللجنة التأسيسية للدستور ولم يقسم ولاء الطاعة لمرشد وليس لديه أبناء حاصلين على جنسية دولة منحازه ديما للكيان الصهيوني بل سيكون رئيسا لكل المصريين وسيطبق القانون على الجميع بدون تمييز وهي أماني وأحلام الطبقة المتوسطة المصرية اليوم.
الظاهرة دائما أقوى من الشخص الذي يمثلها في لحظة ما؛ وهذا الشخص ألان هو الفريق شفيق. هذا الشخص الممثل للظاهرة قد لا يدرك أبعادها بشكل دائم. ظاهرة الطبقة المتوسطة المصرية الساعية لتحديث مصر والوصول بها إلى دولة مدنية هي اليوم الظاهرة الابقى والأقوى والقادرة على الاستمرار وهو ما سينجح الفريق شفيق في تحقيقه.
فإلى كل مصري ومصرية معتزين بمصريتهم وفخورين بها؛ إلى كل الرفاق الليبراليين واليساريين الأحرار الصراع الآن ليس بين فلول وثورجية بل بين الدولة المدنية والدولة الدينية بين الحرية والاستبداد بين النور والظلام بين العلم والجهل بين المدنيين ومرتزقة الأديان بين استمرار أول وأعظم دولة في التاريخ البشري وبين واللادولة.
تقول الأسطورة المصرية الرائعة أنه في هذه البقعة المقدسة وقفت إيزيس تلملم جسد زوجها أوزوريس بعد أن قتله أخيه ست الشرير في أول صراع بين الخير والشر في تاريخ الإنسانية. فهل سيفعلها أحفاد الفراعنة العظماء ويلملموا جسد الأمة المصرية حتى لا يأتي يوم يحكمنا فيه ماليزي أو تركي ويومها سندفع جميعًا الثمن ونحن مقهورون؟
01224934517








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على التعليق
محمود الفرعوني ( 2012 / 6 / 1 - 18:06 )
شكرا استاذ الفريد ده بعض ما عندكم؛ أ/ عمرو نتمنى ان الناس تعي اللحظة دي ولا تختار الفاشية الدينية حتى لا تتحول مصر إلى صومال جديدة الدولة المدنية راسخة في مصر من ايام محمد علي مش عايزين نرجع لعصر المماليك او الاحتلال العثماني وشكرا على التعليق

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها