الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المدى- و ديمقراطية تكميم الافواه !

مهند البراك

2012 / 6 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تشير احداث متنوعة الى تعرض صحيفة "المدى" البغدادية الى الضغوط و التقييد المتواصلين منذ اكثر من عام . . و يتعرّض موقع صحيفة المدى الألكتروني في الفترة الاخيرة الى هجمات تستهدف اسكات الموقع و محاولات لحجبه اثر بدء الصحيفة بنشر مقابلة رئيس تحريرها السيد فخري كريم على قناة الحرّة عراق الفضائية، التي طالب فيها رئيس الحكومة علنا بـ" الوضوح و التمسك بالدستور، او الاستقالة " ، و بالابتعاد عن " تصوّر ان مصير البلاد متوقف على ارادة شخص بعينه ".
و بعيدا عن انواع التقييمات و الاجتهادات في عراق العجائب، يرى عديد من المثقفين و اصحاب الرأي، ان صحيفة " المدى" تشكّل صوتاً واضحاً من اصوات الحقيقة في البلاد، و بالاخص منذ ان بدأت بالوقوف مع المطالب و الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل اكثر من عام، التي برزت منها احتجاجات ساحة التحرير الاسبوعية في بغداد، و التي لاتزال تندلع بين حين و آخر مطالبة بالخدمات و بحرية الرأي . .
و فيما عملت "المدى" ذات الفكر الديمقراطي الليبرالي . . على تقريب الديمقراطيين و اليساريين و الاسلاميين الداعين الى الاصلاح الاجتماعي، بانواع الفعاليات و نادت بالاخوة العربية الكردية و بحقوق الاقليات القومية و الدينية، و عرّفت و تعرّف بالتاريخ السياسي و الاجتماعي القريب للبلاد في محاولة للتنوير و للحفاظ على تراثها و ذاكرتها . .
في مهام قد لاتستطيع ان تؤديّها صحف و مؤسسات تقدمية و يسارية لاسباب متنوعة سواء كانت سياسية او حزبية او غيرها، في زمن التقلبات الفكرية و السياسية العجيبة و الطغيان الهمجي للمصالح الانانية لافراد او لمنافع غير مسبوقة في البلاد . . و في مناخ خانق من الصراعات الدينية و الطائفية التي توصم كل اختلاف بالكفر و باللاأخلاقية
مشكّلة بذلك منبراً ديمقراطياً ضرورياً لناشطي و حملة الافكار التقدمية بتقدير مثقفين و مفكرين و متابعين . . لمساهمتها و قربها من صنّاع القرار اليوم، و لكونها تنطق بحقائق هامة و حقيقية ـ كما تثبت الاحداث ـ و من قلب الصراع الجاري بين الكتل المتنفذة، في وقت يجري فيه التعتيم على كثير من القرارات المصيرية و الاتفاقات الثنائية و الجانبية بين الاطراف المتنفذة، التي صارت تصريحاتها لاتكتسب المصداقية بسهولة في وقت يختلط فيه الحابل بالنابل.
و يشير سياسيون الى ان تعرّض "المدى" الى تلك الضغوط . . و هي الداعي النشيط و المحرّض الى العملية السياسية و ديمقراطيتها التوافقية منذ بدايتها . . من موقع حاولت فيه ان يكون موقعاً ديمقراطياً ليبرالياً يسارياً حديثاً واجه الكثير من الجدل . . يدلل على درجة خطورة ازمة العملية السياسية الجارية في البلاد، و اختلال موازينها المُعبّر عنها في الدستور. و بدلالة تصاعد هجوم الفئات الاسلامية المتطرفة عليها لكشفها المتواصل للمستور، اضافة الى تواصل هجوم و حقد ورثة الدكتاتورية عليها منذ كشفها كوبونات النفط و مواصلتها على نهجها .
و يرى كثيرون ان الضغوط على "المدى" ماهي الاّ جزء من سياسة تكميم الافواه التي تتبعها حكومة المالكي، التي بدأت بالانكشاف علناً و على نطاق واسع . . منذ مواجهة اجهزتها الخاصة بالرصاص للمتظاهرين المطالبين بحقوقهم الدستورية في الخدمات و الحريات، و ادّت الى سقوط عشرات الشهداء منهم . . جزء من سياسة منظمة لإسكات و ضرب القوى الديمقراطية و اليسارية و الليبرالية. السياسة التي يتطلب من القوى المستهدفة بها التضامن و الاصطفاف معاً لإدانتها، و الاعلان عن ان حل الأزمة السياسية لايتم بالاسكات و تكميم الافواه، و لا بالحلول الفوقية . . كما عملت الدكتاتورية و انهارت بها، رغم محاولاتها للبقاء باساليب الايهام و الخديعة و اللعب على تناقضات القوى السياسية و تأليبها بعضاً على بعض باثارة الفتن و الشعارات المنافقة . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل