الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسى وشفيق: إبطال الصوت أم تعطيل الضمير

نصارعبدالله

2012 / 6 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



فى جولة الإعادة سوف أتوجه إلى لجنتى الإنتخابية لكى أشطب شطبا طويلا متصلا على كلا المرشحين الرئاسيين: مرسى وشفيق ، ... بذلك سوف يبطل صوتى، لكن هذا عندى أهون من أن يبطل ضميرى!!، أعلم أن الكثيرين يرون أن مقاطعة الإنتخابات أو إبطال الصوت الإنتخابى هو موقف سلبى أو أنه من الناحية العملية سوف يصب فى مصلحة مرشح بعينه، وأن الموقف الأجدى والأكثر إيجابية بالنسبة لناخب مثلى لم يمنح صوته فى الجولة الأولى لأى من المرشحين اللذبن ستجرى بينهما الإعادة،.. ناخب يرى من حيث المبدأ أن أيا منهما لا يصلح لرئاسة مصر فى المرحلة الراهنة، الأجدى والأكثر إيجابية بالنسبة له هو أن يحدد ولو بترجيح طفيف: أى البديلين هو الأقل مرارة ثم يقوم بإعطائه صوته حتى لو كان رافضا إياه، لكننى لا أرى هذا الرأى لسبب بسيط هو أن الحكم على أى مرشح للرئاسة لا ينبنى ـ ولا ينبغى فى رأيى أن ينبنى ـ على ما سلف منه فحسب، ولكنه ينبغى أن ينبنى أيضا على ما نتوقعه ، وما نتوقعه من كلا المرشحين الراهنين يملأ نفوسنا بالخوف من مجهول لا نستطيع أن نجزم بطبيعته أو مداه سلفا..الدكتور مرسى مهما طرح من التطمينات والوعود التى تقول بأنه سوف يعمل على ترسيخ قيم المواطنة المتكافئة بين جميع أبناء هذا الوطن على اختلاف أطيافهم السياسية، وعلى تأكيد حرية الفكروالعقيدة والإبداع وسائر الممارسات الديموقراطية التى تنبنى عليها الدولة المدنية الحديثة، مهما طرح سيادته من الوعود والتطمينات فإن هذا لن يزيل من النفوس هاجسا يقول بأنه كان ومازال جزءا من جماعة ترمى فى نهاية المطاف إلى تحقيق مشروع دولة دينية خالصة لها، وأنها سرعان ما تتنكر لقواعد الديموقراطية التى جاءت بها إلى سدة الحكم. أما الفريق شفيق فإننا لا نتوقع منه بحكم قربه الشديد من الرئيس مبارك، وبحكم توليه لآخر وزارة قام المخلوع بتشكيلها، لا نتوقع منه على الأرجح إلا أن يكون مجرد امتداد للنظام الذى حمى الفساد وقام بتجريف ثروات الوطن ولطخ يديه بدماء أولئك الذين وقفوا لكى يهتفوا مطالبين بالعيش والكرامة والعدالة الإجتماعية... كلا المرشحين إذن لا نتوقع منه إلا البطش ـ ولو بعد حين ـ بسائر القوى المطالبة بالدولة المدنية المؤسسة على قواعد الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية . .. لقد قبلنا الإحتكام إلى صندوق الإنتخابات فى الجولة الأولى وقد جاءت النتائج لكى تخيرنا فى الجولة الثانية بين البديلين المريرين اللذين لا نستطيع على وجه اليقين أن نحدد أيهما أكثر مرارة، فماذا نفعل ؟ الجواب فى رأيى هو أن نقاطع أو أن نذهب لنقول: لا لكلا البديلين ونبطل أصواتنا، نعم إن هذا المسلك لن يحول دون فوز واحد من المرشحين لكنه فى حقيقة الأمر ليس مسلكا سلبيا تماما من الناحية العملية، لأن الفائز فى حالة اتباعه سوف يفوز بنسبة أقل مما سيفوز به لو قلنا له: نعم ، فإذا ما التزمنا بهذا المسلك على نطاق واسع فإننا سوف نحول دون فوز الفائز بنسبة كبيرة من مجموع أصوات الناخبين قد تغريه بسحق من سوف يعترضون عليه اعتمادا على شعوره بأنهم أقلية ضئيلة. ثم يبقى لى بعد ذلك نداء أخير إلى سائر القوى الوطنية هو أن تمنح الفائز أيا ما كان فرصة كافية لاختبار مدى صدق وعوده وتطميناته، والعبرة فى النهاية بالأفعال لا بالأقوال .
nassarabdalla @gmail.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا