الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أمن الدولة ازاح أمن المواطن
اسعد الامارة
2012 / 6 / 1الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ان الانظمة الدكتاتورية والمتسلطة على رقاب الشعب بنت لانفسها اسوارا واعتقدت انها ستحمي بها نفسها فأقامت النظام البيروقراطي ودعمت سلطة الامن والاستخبارات والمخابرات ومنحته سلطات غير محدودة ومارست انتهاكات لحقوق الناس ندر مثيلها في التاريخ المعاصر رغم ان معظم الناس في هذه الشعوب تعرف تماما ان هذه الانظمة التي ادعت الوطنية والبعض منها ادعى القومية والبعض الاخر تطبيق الشريعة الاسلامية هي منصبة من قبل امريكا تحديدا وكلف هؤلاء الضباط المغامرين باستلام السلطة وتنفيذ ما يؤتمرون به فبلغ التشدد الامني ذروته لحماية رأس النظام وأسرته ومؤسساته العسكرية اولا واهملت أمن المواطن الذي اضطهدته الوطنية بأسم الوطن واضطهده النظام بأسم الامن الداخلي والخارجي ومؤسساته الاستخبارية المتعددة.
اظهرت الانتفاضات في الدول العربية والتي سميت بربيع الحرية مؤشرات لا حصر لها من متغيرات في البنى السياسية والاجتماعية والنفسية والادارية والاقتصادية بالدول العربية ومنها متغير ألامن الذي يعد من ابرز واهم المؤشرات لما له من صلة مباشرة بأمن الدولة وأمن المواطن المسلوب.
يعرف الامن على انه منع الاشخاص غير المخولين من الحصول على معلومات تتعلق بالامن الوطني او القومي وهناك انواع مختلفة من الامن مثل أمن المطارات وأمن الموانئ وأمن المؤسسات الحكومية وهي المصالح الحكومية والمصانع فضلا عن الامن المتعلق بالمواطنين مثل الامن الصناعي او الامن الغذائي او الامن الخاص بالمحلات التجارية وبشكل ادق هناك الامن الذي يتعلق بالمجتمع وسمي بالامن الاجتماعي وكذلك الامن النفسي ..الخ من تسميات عرفت في المجتمعات المتقدمة وحققت في تطبيقاتها اعلى درجات الخدمه في الامن والنظام .. ونقلت هذه التجارب الى دول العالم الثالث ولكن بابشع صورها حينما اختزلت كلها الى الامن العام الذي يتعلق بحماية السلطة ومؤسساتها فقط وبمرور الوقت حتى اصبح رجل الامن في الدول العربية تحديدا والعالم الثالث عموما يشكل قوة مضافة لشخصية العاملين في هذا السلك فيقول (د.غسان حسين سالم ود. الحارث عبد الحميد) في كتابهما علم النفس الامني ان طبيعة عمل رجل الامن هي اظهار للقوة وتمتع بالسيطرة ادت الى تعزيز سمات جديدة في شخصيته او حتى خلق صفات وخواص جديدة ايضا نمت في اعماقه الغرور او السلوك الحاد والشعور بالعظمة وخاصة في البلدان التي تعتمد أنظمتها السياسيه في الحكم على سلطة رجال الامن ، فالانظمة العربية قامت على سلطات مطلقة لرجال الامن حتى ان بعض قادتها هم من رجال الامن والمخابرات السابقين او ممن تبوأ بعضهم ادارة مؤسسات امنية واستخبارية فتحولت البلدان العربية بالتدريج على وفق نظرة السيد الرئيس الى مؤسسات أمنية مغلقة وجميع المواطنين في هذا البلد هم قطيع يتبع لهذه المؤسسة الامنية بقيادة السيد الرئيس وحاشيته فضاعت حدود الامن العام (امن الدولة) وحدود أمن المواطن (الامن الاجتماعي ، النفسي ، الغذائي ، امن الافراد وممتلكاتهم مثل المحلات التجارية او عياداتهم الخاصة او مختبراتهم الطبية او صيدلياتهم ..الخ ) المهم أمن السيد الرئيس / أمن الملك ومؤسسات الدولة وكل ما عداه لا يساوي شيئاً اطلاقا ً ، فأهمل المواطن وحقوقه في الدولة حتى اصبح لا يساوي شيئا اذا تعرض للسرقة او النصب او الاحتيال او التعرض للمضايقات الحدودية من دول الجوار لانه لا يساوي شيئا بالنسبة للدوله التي ينتمي لها او يحمل جنسيتها وضاعت الحقوق كما حدث ويحدث للعديد من العاملين في بعض الدول .
ان نعت المواطن الذي يخالف الدولة بالرأي بمختلف النعوت ابسطها الخونة وهي اللغة السائدة اليوم في كلام واحاديث بقايا القادة العرب "خلفاء الرسول وسلالته" حيث يوصف الثوار بالخونة والمطالبين بالتعديلات والتغييرات بالخارجين على القانون ..نفس النبرة والوتيرة من خمسة عقود واكثر في الدول العربية وتناسى هؤلاء الحكام بانظمتهم الدكتاتورية الامنية ان عصا الديمقراطية التي يتوكأ عليها المنتفضون هي اقوى من عصا الامن واستخدامه حتى العصا الكهربائية في التعذيب في سجون رجال السيد الرئيس- سجون الملك او من يشابهه في السلطة .
اختزلت الانظمة العربية بتجربتها السالفة السيئة السمعة والصيت عن الامن وامن الدولة وأمن المواطن كل معنى للانسانية عند الانسان العربي حتى انها سجنت شعوب بأكملها في كهوف مظلمة من اجل بقاء النظام ورأسه ولكن لم تستمر الاحوال فكان رد الفعل المساوي له في القوة والمضاد له في الاتجاه .. فبقدر القهر وسنوات الخوف من الاجهزة الامنية جاء التمرد الرافض للنظام باسره وبكل مؤسساته بغليان فردي وجمعي وشعبي وجماهيري فانقطعت اوصال الخنوع والسكون والخوف والاستكانه لسلطة رجل الامن فعلتْ الاصوات بدون حوار واصبح الكل يتكلم ولا احد يسمع ولا يلتزم بما يقرره السيد الرئيس ورجالات الامن سوى كلمة ارحل ..تنحى .. لا نبالغ اذا قلنا انه عنف السلطة المجنون الذي اكتوت الشعوب منه وبه فكان رد الفعل ثأر الناس بكل الشرائح ومحاولة قهر السلطة باجهزتها الامنية ونموذج ذلك في كل دول السيد الرئيس والتأجيج قادم للبقية ممن يحملون صفة التسلط حتى وان كان حزبه يقود السلطة وينفرد بإدارة الدولة لوحده.
نعم انها مأساة الاحزاب الشمولية في الادارة والتسلط الامني ويمكن ان تنتهي مأساة الحكم الشمولي بمأساة الفوضى الشاملة والتسيب المطلق وهي محنة ثانية ستعيشها الشعوب ستتناسب تناسبا عكسيا مع محنة الحكم الشمولي والاستبداد وتسلط أمن الدولة او المخابرات او الاستخبارات على مقدرات ورقاب الناس .
ان التغيير سيشمل ايضا كل الانظمة التي اطاحت بالانظمة الشمولية وستطيح بالحكومات التي تخفي وراءها احزاب شمولية جديدة سواء تتسم بسمة الدين السياسي او بالديمقراطية العرجاء لانها محاولة منقوصة وعرجاء فالناس تتحرك دافعياً للرد على الظلم الذي يحسون به حتى وان كان من يدير السلطة جاء بعد التغيير وانتخب !!! ويقول "فانمان ويتيغرو" ان الردود على الظلم يمكن ان تحدث على الصعيد الفردي وصعيد الجماعة على حد سواء بطريقة متماثلة الى حد الظن بأن الحرمان قد وقع إما على الفرد أو على الجماعة او ممن هدرت حقوقهم رغم مشاركتهم مقارعة النظام الدكتاتوري .
ان الديمقراطية ليست فكرة فنتازيه كما يفهما الحكام الذين جاؤا بعد التغيير حتى وزعوا المناصب لمنتسبيهم في الحزب وآثروا بها لانفسهم فقط وتناسوا ان الديمقراطية هي أذنٌ تسمع وعينٌ ترى ويدٌ تعمل وليس حزب يملئ المناصب لمنتسبيه فقط.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه
.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و
.. مراسل العربية: استهداف صاروخي لجنوبي حيفا ومدينة قيساريا الس
.. الصحراء الغربية: دي ميستورا يلتقي مسؤولين من جبهة البوليساري
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في جنازة الف