الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائفة بدل ضائع

جقل الواوي

2012 / 6 / 2
كتابات ساخرة


طائفة بدل ضائع

كان يستمع الى الأخبار بقلق و خوف عيناه شاخصة الى الشريط الأحمر الذي يقرفص اسفل شاشة التلفزيون متحديا مادا لسانه على طول السخرية التي يحتويها،فلان يقول و علان يصرح و فليتان يهدد. جميع الشخصيات المهمة و غير المهمة في العالم تقول ان البلاد متجهة نحو حرب أهلية و بعضهم يسميها حرب طائفية، رئيس امريكا ووزيرة الخارجية الرجل ذو العينان الصغيرتان الذي يتكلم و كأنه يئن من الألم بان كي مون زعماء أوربا كبيرهم و صغيرهم و شخصيات أخرى لم يسمع بها طوال حياته كل هؤلاء يقولون بأن حرب أهلية تقف خلف الباب.حاول تخفيف حدة القلق بالإسراع بفصفصة البزر المكوم في الصحن أحس بألم في اسنانه الأمامية و تملح في شفتية شرب ما تبقى من الماء الراكد في قعر الكأس و تمطى بكامل جسدة و كأنه يعد نفسه للحرب الطائفية.

شاهد المناظر التي يبثها التلفزيون طوال الوقت لأطفال مقتولين مشوهي الأجساد، شعر بالغضب و الضيق و لكنه تناول عشاؤه ذلك المساء و نام استفاق مذعورا ثم عاد الى النوم ،نهاره التالي كان هادىء داهمته صور الأطفال و فارقته بسرعة بعد أن نظر الى ثلاجته الخالية، هز انبوبة البوتوغاز المقلوبة رأسا على عقب يريد ان يعتصر كل قطرة فيها لتغلي دولة القهوة مرة واحدة على الأقل و لكن أمله خاب فقد خبى الضياء الأزرق الذي ينبعث من ثقوب راس الغاز و أنسحب الى الداخل. ترك هو الآخر اسطوانة الغاز رافعة رجليها بإستسلام و أندفع الى كمبيوتره، الأنثى التي تلقب نفسها "الشق الكبير" لا ترد على طلب الصداقة الذي ارسلة، اسم الشق الكبير يحمل مدلولا فاسقا يروق له. يبدو أن لا مكان لشخص آخر داخل ذلك الشق الكبير لذك فهي لا ترد.

تذكر الحرب الأهلية أو الطائفية مرة أخرى عندما عاودته صور الأطفال المقتولين و تصريحات المسؤلين. يريد أن يعد نفسه لها، سمع عن حروب أهلية كثيرة قديمة و حديثة قرأ في مكان ما بأن حروب ما بعد موقت النبي كانت حروبا أهلية، حروب كهذهه لا تشغل باله جيشان يواجه أحدهما الآخر يمكنه أن يختبىء حتى تنجلي الأمور،و لكن هناك حروب تتجول فيها مجموعات مسلحة بعتاد مخيف بنادق سيوف و رماح و خوازيق كيف السبيل للتخفي أمام هؤلاء تذكر قصص قبعة الإخفاء و كذلك مسلسل الرجل الخفي، يمكنه أن يعتمر القبعة حتى تنتهي الحرب الطائفية و بعد أن تهدأ الأمور يعود ليملأ انبوبة الغاز و يكمل قهوته براحة و خلال فترة إختفائه قد تكون الشق الكبير قبلت صداقته.
يجب أن يعد سلاحا للحرب الأهلية المقبلة، يعرف البنادق و المسدسات و العربات المدرعة عندما كان في الجيش تدرب عليها و لكنه نسي كل شيء الآن و ليس لديه ينادق و لا مسدسات، اسرع الى المطبخ أنبوبة الغاز غيرت من وضعيتها فقد سقطت على جانبها و تدحرجت بعيدا عن الغاز و الأنبوب المطاطي يستلقي كحبل سري ميت. سكين المطبخ ينفع لديه نوعان واحد بمنشار و الآخر أملس و الإثنان بلا حد ماض لا يقطعان باللبن، لديه مطرقة وزن نصف كيلوغرام من النوع الذي يستعمله نجارو الباطون، تبدو جيدة، و لكنها لا تكفي إذا قذفها في وجه الطائفيين سيبقى أعزلا. يجب أن يجد سيفا السيف منظره مخيف و قد يرهب العدو و لكن اين سيجد سيفا. كل هذه اسلحة من مخلفات العصور القديمة مسدس أخف و اسهل و فعال اكثر صوت الطلقة وحده يبعث على الرعب.

و لكن قبل الإستعداد و تحضير الأسلحة يجب أن يعرف اين سيقف في اي طرف سيحارب، فكر قليلا بطائفته لم يتذكر رجع الى بطاقة الهوية لا يوجد شيء دائرة السجل المدني هيئة علمانية لا تذكر هذه الأشياء، جواز السفر؟ ليس لديه جواز، رفضت وزارة الداخلية منحه جواز سفر لأنه لم يستطع الحصول على موافقة من الجهات المختصة،لا يستطيع أن يسأل ابوه لأنه قتل في الحرب و ماتت أمه بعد ان تزوجت بعدة سنوات بسرطان الثدي.أخوه الوحيد هاجر منذ زمن بعيد بعد أن حظي بموافقة الجهات المختصة و أنقطعت أخباره، نظر الى نفسه في المرآة لا بد أن لكل طائفة شكل مميز، لم يجد في وجهه ما يدل على طائفة مد لسانة و شد جفن عينه السفلي فلم يجد ما يريد. شعر بالوحدة و الخوف، كيف سقطت منه الطائفة؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء