الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جثامين تعود بردا وسلاما الى قراها

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


وقت مبكر مع الندى، والشمس ما تزال خجلة، والسماء تميل الى الازرق الباهت بظلال من الغيوم والصمت، خشية من ان يعطي لون زرقتها لمعانا يشي ببعض الفرح، الاحبة يصطفون على جنبات الطريق ينتظرون لقاء يأتي بعد طول غياب، ينتظرون احبة يصطفون هم ايضا لكن بصناديق خشبية، اللقاء سيكون دون سلام او حتى كلام، لقاء الاحبة سيكون دون احضان او حتى قبلات، لقاء صامت وصوت من طرف واحد، لقاء بالزغاريد ليس بهجة بالحرية، بل انتصارا للانسانية.
بالعلم الفلسطيني عادت الجثامين ملفوفة، فهل تراه سيرفرف خفاقا فوق مآذن القدس وكنائس القدس.

مقاتلين كانوا، دفعوا حياتهم ثمنا للحرية وعدالة القضبة وحقهم بوطن شأنهم شأن سائر الامم، مقاتلين كانوا وشهداء قضوا سنوات موتهم في مقابر الارقام.
بمقابر الارقام كانوا يدفنون بطريقة غير انسانية، بعضهم مضى عليه هناك قرابة الاربعين عاما، مقاتلين كانوا وحان لهم ان يشعروا بالراحة وهم يدفنون بكرامة وانسانية بين ذويهم ومحبيهم.

صلاة متأخرة اقيمت عليهم، اكاليل الزهور شيعت عودتهم، بالتحية العسكرية استقبلوا، لكن الاسماء والهويات اختلطت ولم تعد واضحة، هل نحضن بطاقة الاسماء ام نحضن العظام، لسان حال الشهداء يقول ليس مهما ان تختلط عظامنا، وليس مهما ان يحمل احدنا اسم الاخر فكثيرة هي الاسماء التي حملناها بمشوار كفاحنا، لكن الاهم اننا نستقر بحضن دافئ، ونسقى بماء بارد، آذاننا تصغي الى تمتمة الشفاه بالفاتحة او الدعاء، نحيا حق عودتنا الى قرانا مثلما يحلم كل فلسطيني غادر قريته ومدينته قسرا.

بالدموع والاماني استقبل ذوي الشهداء شهداءهم، اللقاء بهم كان اشبه بلقاء الابطال، احدى الامهات تغلبت على حزنها بفرحة اللقاء حين قالت: انه صار بأمكاني ان ازور قبر ابني، رغم انه ميت فأنني احسه وقد عاد اليّ الآن، استطيع ان التف حول نعشه كلما تملكني الشوق، احدى الامهات بكت وهي تستذكر امنية زوجها ورغبته باستقبال جثمان وروح ابنهما وهو يزفه بيديه للشهادة.

بالمقابل كانت هناك اسر صدمت حين عرفت ان ابناءها المفقودين كانوا مع من عادوا من الجثامين، لكن رغم مرارتهم فأن ابناء فلسطين لا يبخلون عن فلسطين بفلذات اكبادهم.
بعيدا عن الساسة واهدافهم من مثل هذه الخطوة التي يرى الكثيرون انها تصب في خانة احياء عملية السلام التي يعودون اليها بين الحين والاخر لمزيد من الجولات التي لا تسفر الا عن لقاءات من اجل تبادل الصور التذكارية، فأننا لا نريد ان نستذكر الا زغاريد الامهات وفرحة الرجال وهي تستقبل جثامين الابطال وكأنها تستقبلهم للحرية.
نحيي فلسطين وشعبها ونقول ما النصر الا صبر ساعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| نواب يتشاجرون داخل البرلمان الجورجي


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات الخلاف الإسرائيلي بشأن -اليوم




.. رجل في فلوريدا بعمر ال 66 عاما يكتشف صدفة أنه ليس أميركيا


.. العربية ويكند | استطلاعات الرأي تساعد على التنبؤ بنتائج الان




.. العربية ويكند | مركز -بيو للدراسات-: هامش الخطأ في استطلاعات