الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدلولات نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية؟؟؟؟

خالد عبد القادر احمد

2012 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




قدم المحلل المصري مبررات عديدة للنتيجة التي انتهت اليها انتخابات الرئاسة المصرية, وحدد العديد من العوامل التي لعبت دورا في تحديدها, فاشار الىالعامل الطائفي والعامل الحزبي والعامل الجهوي والعامل الحضري.... الخ. ولا نشك طبعا ان تلك العوامل لعبت دورها في تحديد تلك النتيجة. ولكن دون ان يتطرق احد الى عامل رئيسي لعب دورا حاسما في تحديد النتيجة,
وحتى لا تقفز فورا الى تحديد هذا العامل, علينا اولا الاشارة الى ان معركة انتخابات الرئاسة كانت في الواقع تجري بين قوى تمثل اتجاهين سياسين رئيسين, احدهما له خلفية ثقافية دينية والاخر له خلفية ثقافية ليبرالية, مع تباينات في التماسك على هذه الخلفيات افرزت عددا كبيرا من المرشحين يعكس تفاوتات هذه التباينات, مما وزع كتلة التصويت وقلل فرص حسم المعركة من الجولة الاولى. واضطر الناخب المصري الى جولة الاعادة, مما فرض مواجهة حادة بين ممثلي الاتجاهين الديني والليبرالي,
بالطبع فان في مرشح كل اتجاه شائبة رئيسية, تتعلق عمليا بالمنهاجية الثقافية التي تربى سياسيا عليها, ولا تتعلق بشخصه الخاص, مما يثير في نفس الناخب المصري الفزع من مخاطر محتملة ترتد على الحياة العامة المصرية جراء اختيار مرشح هذا الاتجاه او مرشح الاتجاه الاخر, مما اوقع هذا الناخب في حيرة الاختيار بين خيارين احلاهما مر.
ان النقد الاعلامي الراهن يمس شخص المرشح الديني او الليبرالي عبر انتقاد انتمائه للمنهاج الثقافي السياسي الذي رباه, مما يجعل من الرهاب الاجتماعي من تجربة الماضي العامل الرئيسي المنتج للحيرة التي يواجهها الناخب المصري الان, والذي يربك قدرته على اتخاذ قرار التصويت,
فالصورة الانتخابية للفريق احمد شفيق, تدفع الان عن زمرة الرئيس حسني مبارك ضريبة الانحراف بالنظام الليبرالي نحو حالة التفاوت الكبيرة في العدالة الاجتماعية للحياة المصرية, ونهج القمع البوليسي الحريات. واجهاض مسار بناء اقتصاد وطني سيادي مستقل,
اما الصورة الانتخابية للدكتور محمد مرسي, فانها تدفع ثمن تجربة تيارات الاسلام السياسي في مصر والمنطقة, وهي تجربة يحاصرها ثقافة رفض المضامين التقدمية في الصراع الديموقراطي ورفض المضامين الوطنية في الصراع القومي, والاصرار على ابداء الاستحواذ الطائفي وابداء الاستعداد للجوء لعنف التطرف,
لقد استعاض ( جميع ) المترشحين لانتخابات الرئاسة المصرية عن تقديم برنامج وطني ديموقراطي تقدمي استقلالي سيادي مدرك لاحتياجات التنمية القومية المصرية, بان قدموا صورا شخصية لانفسهم تحفها فانتازيا اعلامية تدعي الشفافية الاخلاقية والقدرة الادارية وهالة التواضع ونهج الانسلاخ عن اصلهم الثقافي السياسي, الامر الذي اعطى الناخب المصري الاحساس بانه يتعرض للخديعة مرة اخرى.
ان مصر كما المجتمعات الاخرى لم تعد تحتاج للافراد الابطال التي يختصر كل بطولتها شخصية الزعيم والرئيس, بل تحتاج الى بنية مؤسسية علمية تخدم مخطط تنمية استراتيجي استقلالي سيادي وطني ديموقراطي, وهو ما لم يكن برنامج انتخابي لاي من مرشحي الرئاسة المصرية,
ان رئاسة مصر القادمة هي _ رئاسة انتقالية _, مهمتها هيكلة الثورة في صيغة دستورية تقدمية تتجاوز المقولة القومية العربية ومقولة الاكثرية والاقلية الطائفية, وتتجاوز حالة اجهاض الاقتصاد الوطني لحساب اثراء وكلاء الصناعات الاجنبية, وهي اطر برنامجية تنطوي على تقديم حلول استراتيجية لكافة مشاكل مصر.
ان تجاوز المعيقين الطائفي والطبقي ستعكسان مردودا اقتصاديا كفيل بتحرير حالة التحضر المصرية من قيودها الراهنة. وهو امر لن ينجزه سوى وحدة توجهها القومي, الشعبي والسلطوي,
ان الثورة المصرية واجهت حتى الان هزيمة تتمثل سعتها في نجاح قوى الرجعية بالحفاظ على الصيغة الطاثفية الاقتصادية التي تحقظ البنية الطبقية التي انتجت النظام القديم, وتعيد لها السيطرة على قرار مصر السياسي الاقتصادي, اما الاسوأ فهو في احتمال ان تسقط السلطة بيد التطرف الطائفي الذي لا يرجع بمصر الى عهد مبارك بل الى ما قبل عهد الخديوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو