الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو - حسن أوريد- الذي نُريد ؟

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2012 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



يتألم القلب ، وتهتز المشاعر، وتحترق الدواخل لكل إنسان غيور على ما يجري بالمغرب من تجاوزات في كل المجالات و على رأسها مجال حقوق الإنسان ، حيث الهجوم البوليسي الوحشي بالعصي ، والهروات ، وخراطيم المياه ، وكل وسائل القمع لتفريق المتظاهرين من المتضررين في مختلف المجالات من العمال ، والفلاحين ، والطلبة ، والعاطلين من حاملي الشهادات ، والمواطنين من المتظاهرين السلميين ، حين يتعرضون للإختطاف ، و الإغتيال و التعذيب الوحشي ، و الإعتقال التعسفي ، و كل أشكال الإهانة ، لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن احتجاجهم على سياسة الحاضر بالمغرب ، التي لا تختلف في شيء عن سياسة الماضي ، ومع ذلك يهتم المثقف الذي كان عليه أن يكون الصوت الثوري الطليعي للجماهير المستعبدة و المقهورة ، بأشياء و مواضيع أخرى بعيدة كل البعد عن الواقع المغربي ، وما يترجاه الشعب من هذا المثقف بين قوسين ، و فيما أن المسؤولية الفردية والجماعية تتطلب دق ناقوس الخطر ، و التنديد بجرائم الديكتاتور محمد السادس وقبيلته العلوية في حق الشعب المغربي وماليته العامة المنهوبة من قبل المافيا العلوية ، فإن الجميع يلتزم الصمت و الحياد بل تروج الأبواق الإعلامية العكس مدعية سير المغرب نحو الديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، حيث ممارسة التدليس ، و التعتيم والتضليل ، و التستر على الجرائم التي يتعرض لها المغاربة بمختلف شرائحهم الاجتماعية ، في غياب تام لمن يدعي أنه سياسي أو مثقف ، لكن مهما طال الزمن فإن التاريخ سيكشف يوما كل المتواطئين ، والخونة من المتسترين عن جرائم الديكتاتور ، وأعوانه ، فلا يعقل أن ينتحر الشباب في البر عندما يقرر المعطلون من حاملي الشهادات الانتحار الجماعي بقلب العاصمة ، وفي البحر عندما يحاول الكل الهجرة من أجل لقمة عيش ، إذ لا أذان تصغي لهم ولا من يرحمهم ، فما يسمى بالمؤسسات من برلمان وحكومة ، وجيش ، و أمن ، وبلديات ، وجماعات قروية ، وصحافة ، فإن الكل مسخرو منشغل بتوفير الراحة ، والأمان للحاكم الطاغي المستبد الذي لا ترحم عصاه أجساد الأبرياء .
إن المثقف لايحدد من خلال تأليفه لكتاب أو لكتابين ، أو لأكثرهما ، بل المثقف هو الإنسان الشجاع ، البسيط و المتواضع ، الجرئء ، المخلص لقضايا الشعب و التاريخ ، و الانسانية. المثقف هو الإنسان الشقي المغمور بهموم الشعب و الجماهير الكادحة المقهورة ، وليس السعيد الذي لا يهمه سوى العلاقات السلطوية التي تربطه بالحاكم الطاغي ، لأن شقاء المثقف الحقيقي يكبر كلما كبرت إهتماماته بقضايا الإنسانية جمعاء ، وخاصة القضايا الشعبية التي تتطلب من هذا المثقف الدفاع عنها ، بكل ما أوتي من وعي ومعرفة ، و ثقافة ، و إنسانية ، وعلى رأس هذه القضايا قضية حقوق الإنسان التي تفرض على المثقف الوقوف في صف من يدافع عنها ، و من يطالب ويناضل من أجلها ، وليس الوقوف في صف من يدنس تلك الحقوق ، لأن مجرد الصمت عن التجاوزات ، و المس بحقوق وبحرية الإنسان كيف ما كان إنتمائه ، ولونه ، وعرقه ، وأصله ، و وضعه الإجتماعي ، هو في حد ذاته الإصطفاف إلى جانب العدو. لأن المثقف هو من يهيب نفسه ، وماله ، ووقته ، وتجربته ، وحنكته ، وخبرته لخدمة الشعب المقهور ، والمضطهد و المستعبد ، باستخدام صوته وقلمه كمثقف يحظى باحترام لذى الكثير ، وتحويله من قلم إلى سيف ورشاش من العيار الثقيل لإثارة قضايا الشعب ، ومواجهة الحاكم الطاغي عبر التأليف ، و الإعلام و اللقاءات الدولية و الوطنية ، مهما كان ثمن ذلك ، لأن المثقف الحقيقي لا يتوجب عليه أن يجري متسابقا لتحقيق مكتسباته الشخصية و العائلية على حساب الشعب المقهور، الذي يلتف ورائه كلما أصدر مؤلفا ما ، أو كلما حل بمكان ما للاستماع إلى نظرياته و أرائه في قضايا هامشية لا تنفع الشعب المقهور في شيء. من السهل أن يتم صنع مثقف ما و الترويج له إعلاميا لإظهاره و كأنه من الحجم الكبير ، رغم أن صيته لايتجاوز مدخل البوغاز كي ُيسمع بالضفة الأخرى ، حيث يتواجد المثقفون الحقيقيون الذين أهدوا أنفسهم لخدمة الإنسانية قولا و فعلا ، وعلموا أتباعهم لمواصلة طريقهم في ذلك. لكنه من الصعب الجهر بالحق من قبل هذا المثقف المصنوع في وجه الحاكم الطاغي ، الذي صنعه ، وأحسن صُنعه .
لقد حكمت القبيلة العلوية بقبضة من حديد على المغرب ، وتحكمت به في كل شيء ، وأهانت فيه الإنسان و الطبيعة و التاريخ ، و الجغرافية و الحيوان، ونهبت فيه كل شيء ، وحرفت فيه القيم والمبادئ ، حيث صنعت الإعلام ، و القضاء و القوات القمعية ، و الجيش الموالي لها من المحسوبين على السياسيين ، و المثقفين ، و العسكريين ، والقانونيين ، و الحقوقيين بعدما استدرجتهم جميعا عبرتوزيع الرشاوي ، و الإمتيازات ، و الإغراءات ، وإغنائهم أفرادا وجماعات من الأموال العامة عبر النهب و السرقة ، و التزوير. ومع ذلك نجد أصواتا ، و كتابا ، ومؤلفين يدافعون بما يحملونه من علم و معرفة على مافيا هذه القبيلة العلوية التي يتزعمها الديكتاتور المفترس محمد السادس ، ومن هنا نتسائل هل لايزال هناك بين الرماد بالمغرب مثقف شجاع استطاع أو يستطيع تسمية الأشياء بمسمياتها ، وتوجيه أصابع الإتهام إلى مافيا القبيلة العلوية مباشرة ، التي لا تخفى جرائمها في حق الشعب المغربي على أعين و مسامع الرأي العام الدولي؟
من السهل كذلك أن يصبح المرء بالمغرب مثقفا إذا سخرت له كل الأموال الشعبية ، و السلطة و النفوذ حيث يستطيع الإطلاع على كل شيء ،خاصة إذا ترعرع ونما بين أحضان الديكتاتور الذي سخر له كل شيء بدءا بالخدم ،والحشم و الأقنان و العبيد ، موفرا له كل الوسائل الضرورية لتنمية معرفته ، وتطوير خبرته ، وتفجير كفاءاته بهدف تحويله إلى بوق من الأبواق المدافعة عن شرعية ومشروعية الديكتاتور ، حتى وإن كانت تلك الشرعية مزيفة ، أو في كل الأحوال إلتزام الصمت حيال جرائم الديكتاتور، و الإهتمام بمجالات أخرى ، لا تعكس طموحات الشعب المقهور الكادح . لكنه من الصعب أن يتحمل هذا المثقف مسؤوليته ، أو يشعر بجسامتها ، وثقلها أمام الشعب ، ليتحلى بالشجاعة ويتطرق إلى جرائم الديكتاتور التي شملت جميع المجالات و المستويات بالمغرب ، خاصة إذا كان هذا المثقف قد تعلم بالقصر كبؤرة للفساد ، وعمل به كناطق رسمي له ، ثم الرمي به خارج أسوار القصر ليشتغل وليا للديكتاتور على ولاية مكناس ، وبعد ذلك أمره للعودة لرفوف القصر كمؤرخ لتاريخ الديكتاتور، والقيام بتنظيف هذا التاريخ الملطخ بدماء الشعب المغربي ، لتقديمه في صورة مزيفة للأجيال الصاعدة.
وهذا بالضبط ما حصل للمدعو ـ حسن أوريد ـ الذي قفز عن طموحات الشعب المغربي الهادفة إلى فضح الديكتاتور و القضاء عليه لوضع حد لجرائمه ضد المغاربة ، كما قفز عن القضية الأمازيغية التي تستحق كل الإهتمام لما تعرضت له من إضطهاد و إبادة من قبل القبيلة العلوية و أنصار مكة ، و المدينة ، إذ تهرب من هموم الشعب ، ومن إثارته للقضية الأمازيغية ، وصار يهتم بالمورسكيين الذين لا يشكلون حتى صفر فاصلة عشرة أصفار ثم خمسة ، لأن القضية الأمازيغية قضية وطنية حساسة ، حيث أنه على علم أنه لا توجد دولة بالعالم تحكم أغلبية شعبها من قبل أقلية لقيطة ، ويتم نبد أسمائها ، ولغتها وتاريخها إلا بالمغرب ، ومادام المثقف المغربي مصنوعا ومصطنعا من قبل الديكتاتور فإنه بذلك لن يكون مطيعا ومواليا إلا لصانعه للترويج للصناعة الفاسدة لنفس المصنع الذي هو قصر الديكتاتور، فهل يتجرأ يوما ما المثقف المغربي من أمثال " حسن أوريد " الذي نريد منه أن يصطف إلى جانب الشعب بعدما لفظه ، ونفضه القصر ليس لقلة خبرته ، بل لكثرة الدسائس و المؤامرات المحبوكة ضده من قبل محيط الديكتاتور ، فإذا كان يشعر بالخيبة و الأسى مما تعرض له من دسائس ، فإنه من الفخر و الإعتزاز ، و الشهامة لو خرج عن صمته القاتل ، ليصطف إلى جانب الشعب المغربي ، وذلك بأن يتعاطى في كتاباته ، واهتماماته إلى قضايا الشعب المغربي المستعبد ، لأن القاسم المشترك بين سياسة الماضي و الحاضر بالمغرب هي العصا لمن عصا ؟ فلا مكان للأخلاق ، و النزاهة ، و الحرية ، و الصدق ، و الإخلاص ، و الإنسانية ، و الحياد بمحيط الديكتاتور. وهذه حقيقة لابد أن يتقبلها كل عاقل يحب الخير للمغرب و للمغاربة قولا وفعلا.

علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردام – هولندا
00316797058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا