الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 6 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حكم إستفزازي فاسد متوقع من قضاء فاسد ؛ هذا مطلع رسالة قصيرة نشرتها ظهيرة اليوم الثاني من يونيو 2012 بعد مدة وجيزة من إصدار الحكم الفاسد على آل مبارك و بعض أعضاء عصابتهم من الذين شاركوهم تلك المحاكمة .
حكم فاسد ، و معروف لماذا هو فاسد ، صدر عن قضاء فاسد ؛ و فساد القضاء المدني أمر لم أمل الحديث عنه منذ الحكم الجائر الذي صدر في 2005 بحق د. أيمن نور ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : محافظ الجيزة القادم .
متوقع ، أمر أيضا سبق أن أشرت إليه في مقالات عدة ، و للتذكرة أقول بإختصار : سلطة أعوان مبارك تريد حالة فوضى تبرر بها بقائها في السلطة بشكلها الحالي ، أو في صورة إنقلاب عسكري يأتي بوجوه عسكرية مباركية جديدة ، أو بإنقلاب سلمي إنتخابي ، أي بإنجاح شفيق مرشح الإستقرار المزعوم ؛ و كما ذكرت آنفا ، فإن تلك الحلول الثلاثة تحتاج فوضى ، لهذا فإن الحكم القضائي الذي صدر اليوم ، كما وصفته في أول سطر في هذا المقال ، حكم إستفزازي ، لأن هذه هي وظيفته الأهم ، لأن السلطة الحالية لا تريد معاقبة مبارك بأي صورة ، و إنما تريد إستخدامه لمصلحتها ، و مصلحته ، ضد مصلحة الشعب .
لأترك وصف الحكم ، و الهدف منه ، فهما أمران سبق الحديث عنهما بالتفصيل في مقالات سابقة ، و المعالجة عالية تكفي لتذكير القارئ بما سبق أن نشرته .
المهم الآن هوالحديث عن رد الفعل ، و أخص بذلك رد فعل حزب كل مصر - حكم .
ميدان التحرير ممتلىء الآن بعشرات الآلاف ، على حد وصف البي بي سي العربية البريطانية ، و أيضا الجزيرة القطرية ، و هو رقم ليس بالكبير حتى الآن ، و لكن ربما يكبر في الغد ليصبح بمئات الآلاف ، و لكن بكل صراحة فإن الرقم لا يشكل فارق أهمية ضخمة لدينا في حزب كل مصر - حكم ، مادام تعدى المائة ألف ، فلا فارق لدينا بين مائة ألف و نصف مليون .
نعم لن يفرق بالنسبة لنا في حزب كل مصر - حكم ، لأن لنا رؤية للمستقبل ، و تجربة ماضية مرة خضناها في الفترة تبدأ بسقوط مبارك و حتى مذبحة ماسبيرو في التاسع من أكتوبر 2011 ، و هي المذبحة التي عدها حزب كل مصر - حكم نهاية لمرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، تلك المرحلة التي إتصفت بالنضال الثوري السلمي ، و بداية مرحلة النضال الإنتخابي ، و التي يلزمها الهدوء .
العدد كما قلت لا يفرق لدينا ، لأننا لا ننسى ما أطلقت عليه في وقت مبكر للغاية : جُمع قتل الثورة ، و ذلك في مقال يحمل نفس العنوان كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من مارس من العام الماضي ، 2011 ، و أرجو أن ينتبه القارئ الكريم للتاريخ جيداً .
منذ وقت مبكر ، و في مرحلة كان فيها الشعب مشحون بالزخم الثوري ، قامت مجموعات مشبوهة ، منها : حركة السادس من إبريل ، و كفاية ، و البرادعيين ، و حركات أخرى مدعوة بالثورية ، يسارية و ليبرالية ، بتفريغ الزخم الثوري الشعبي حينئذ في ما لا ينفع الثورة ، و بالتالي في ما يضر بالشعب ، و كانت النتيجة هي ما وصلنا له اليوم ، و ما وصلنا له اليوم ليس بالهين ، لأنه ليس فقط فشل ، بل و أيضا لأنه مصبوغ بدماء شهداء تعدى عددهم الألف حالياً .
إننا في حزب كل مصر - حكم ، لا تحجب أعداد المتظاهرين في التحرير في وقت كتابة هذا المقال ، أعيننا عن حقيقة الوضع .
إننا بالفعل لا تأخذنا الحماسة ، لإننا لازلنا نرى نفس القيادات القديمة التابعة للأجهزة الأمنية السرية ، و بخاصة المخابرات السليمانية ، و هي القيادات التي أهدرت ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، في جُمع متتالية بلا أي طائل ، هي من تتصدر الصورة في ميدان التحرير مساء اليوم ، فهناك الإبريليين ، و البرادعيين ، و الكفايتيين ، و الناصريين الحكوميين التابعين لأحد المرشحين الرئاسيين الخاسرين ، و الذين ينتمون لحزب صنعته الأجهزة الأمنية في عهد مبارك .
أيضا سيلحق بالجمع في التحرير د. مرسي مرشح الإخوان ، و هذا طبيعي لأنه كمرشح يهمه الوجود في كل تجمع كبير ، و مسألة ترشحة ستجعله شديد التحفظ في الأفعال لا في الأقوال .
المهم لدينا في حزب كل مصر - حكم هو النتيجة التي ستفضي لها تلك التظاهرة ، أو التظاهرات .
هل ستلغي الحكم ، و تعيد المحاكمة ؟؟؟
ما الهدف الذي في أذهان الحضور ، أو بالأحرى قياداتهم ، و ما هي خططهم ، لو كانت هناك خطط ، غير خطة تعكير الأمن ، لتبرير أقوال أحمد شفيق بإنه مرشح الإستقرار و الأمن ، و الأخير منهما صحيح ، فهو مرشح آخر من مرشحي عمر سليمان .
لأختصر الحديث ببسط وجهة نظر حزب كل مصر - حكم في هذا الشأن :
إذا لم يكن هناك أي نية للقيام بحدث كبير ، مشابه للثورة الفرنسية ، فلا داعي الآن لإفشال الإنتخابات الرئاسية ، أو عرقلتها أو تأجيلها ، أو دعم أحمد شفيق بأي شكل .
إذا لم يكن في نية هؤلاء القادة الذين نصبتهم المخابرات السليمانية كقادة ثوريين أي نية سوى التظاهر ، و الهتاف ، و إعطاء السلطة فرصة أخرى لإرتكاب مذابح أخرى ، مثل مذابح أكتوبر و نوفمبر و ديسمبر ، فإنني أدعو أعضاء حزب كل مصر - حكم للحذر عند المشاركة حتى لا يتورطوا في أي أعمال تؤدي إلى تكير الأمن ، و بلا أي طائل .
مشاركة حزب كل مصر - حكم ستكون فقط لو كان هناك نية لقلب اللعبة ، و إسقاط كل القواعد التي وضعتها السلطة خلال الفترة الإنتقالية ، ليأخذ الشعب بنفسه زمام الأمور .
في التاسع من فبراير 2012 كتبت مقال : كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه .
المقال واضح مضمونه من عنوانه ، و يمكن تطبيقه هذه الأيام ، بإستغلال حالة الغضب الشعبي ، بتوجيهها وجهة ثورية صائبة ، و تحقيق ما كان يجب أن يتم في الأيام التي تلت الخامس و العشرين من يناير 2011 .
حزب كل مصر - حكم سيشارك فقط في عملية زحف شعبي إلى سجن طرة ، حيث يفترض أن مبارك الأثيم ، و حبيب العادلي السفاح ، يقبعان هناك ، ليتم الإستيلاء على السجن ، و تحويله من سجن يقع تحت سيطرة أعوان مبارك إلى سجن يسيطر عليه الشعب ، مع ملاحظة ضرورة عدم إطلاق سراح أي سجناء ، حتى لا يفر مجرمون مدانون ، و أيضا يجب تجنب سفك الدماء ، و إذا كان إقتحام السجن و السيطرة عليه ستتسبب في إراقة الدماء ، و لم يرغب الحرس في التسليم ، فيمكن محاصرة السجن ، و منع دخول أي أطعمة لحين تسليم مبارك للشعب ليتحفظ عليه في مكان أمين ، كمستشفى المنيل الجامعي ، لحين تسليمه لسلطة منتخبة عادلة ، تعيد محاكمته .
حزب كل مصر - حكم ، كما لم يسهم في تضليل الشعب في 2011 ، ففضح و أدان جُمع قتل الثورة ، فإنه لن يشارك اليوم في تضليل الشعب في تظاهرات بلا طائل ، بل و بلا هدف واضح ، و لن يتسبب في عرقلة الإنتخابات الرئاسية ؛ فقط سيشارك في عمل مدوي ثوري سلمي يقلب المائدة في وجهة السلطة الحالية ، و يدشن لثورة أخرى حقيقية ، و ليست أعمال فوضوية مثل ما حدث في كل من نوفمبر و ديسمبر من العام الماضي 2011 .
إما نضال ثوري سلمي مدوي جاد فعال مثمر ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات .
إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نيتجة الإنتخابات الرئاسية .
لكن حزب كل مصر - حكم لن يزحف وحدة ، و التنسيق واجب مع الوطنيين المخلصين .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الحادية عشر و ثمانية و عشرين دقيقة مساء ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم على توقيت جرينتش بثلاث ساعات ، في مساء يوم السبت الثاني من يونيو 2012 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه