الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة فهم الساحة المصرية المريضة

عماد عبد الملك بولس

2012 / 6 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


(مصر هي الحل)

من اللاعبون علي الساحة المصرية الآن؟ و كم لعبة تدور؟ و ما الظاهر من اللعبات و ما المختفي؟ و ما الأهداف لكل فريق؟

الجيش: الذي تلقف كرة السلطة النارية و يحاول ألا يحترق؟ و يحاول أن يوازن بين مصلحته و وطنيته و الاحتفاظ بقوته التي هي من الشعب (الذي ضعفت قوته) و هدفه الحفاظ علي الوطن، من وجهة نظره، فلا يدخل في صراعات مع قوي يري أنها وطنية، و المختفي من اللعبة كثير لأنها من اليوم الأول لعبة تحاول فيها أطراف عديدة الحصول علي ما كان لمصر أو سلب ما هو لمصر، و الجيش و المخابرات لا يستطيعون الكلام و الإعلان، و المحاولون يحاولون بوسائل شتي التغرير و الإخافة و بلبلة الشعب الذي يحاول و لا يستطيع أن يفهم، و في نفس الوقت تحاول هذه القوي شراء مصريين كثيرين للعب لحسابها!!!

جماعة الأخوان: لها مشروعها الذي لن تحيد عنه، ووطنية المشروع أو أولوية الوطن في مشروعهم ليست محل سؤال، فالوطن ليست له الأولوية بل المشروع الديني، و بالتالي كل المبادئ و المفاهيم مترتبة علي ترتيب الأولويات هذا، و الأخوان جاءوا من العمل السري، فبالتالي معظم أعمالهم غير ظاهرة، فالذي يظهر فقط قمة جبل الجليد، هكذا تعودوا، و الثقة في جبل الجليد مغامرة مميتة.

المثقفون: الحقيقيون منهم يحاولون الإفاقة من تداعيات المفاجأة التي توقعوها و لكن لم يتوقعوا تداعياتها و لا حجمها، و تتابع المفاجآت يباغتهم، فتري تحليلاتهم لاهثة مبتورة و بعضها ساذج و الآخر متأخر، و معظمهم اتبع العاطفة أو آثر الصمت.

الثوريون الرومنسيون: يحلمون بـ"يوتوبيا" بدون عدة إلا حياتهم و بدون خطة إلا الغضب، و يعيشون في زمن مختلف و يتقمصون أبطال شبابهم و طفولتهم.

الليبراليون: هم ليبراليون حتي مع الليبرالية، أي أنهم يرفضون الاتفاق كل علي ليبرالية الآخر (!) و هدفهم الحرية من ذواتهم التي لا يفهمونها، و يخفون ديكتاتورا صغيرا يحبونه داخلهم.

السماسرة: لهم أقوي حضور و أعلي صوت، و أحر بكاء و أشد ولولة، و أمر نحيب، و هم دائما يعرضون بضاعة غير بضاعتهم و يهاجمون منتجا ليس لهم، و قد اعتلوا مقاعد الزعماء و المنظرين و الحكماء الوطنيين، و ملأوا وسائل الإعلام المسمومة ببضاعة قاتلة، هؤلاء هم جنود أعداء الوطن، بشكل مباشر و غير مباشر.

أصحاب المال: أدركوا – بحاسة الشم التجارية – احتياج الناس للاستهلاك، و وجود منتجين للوهم، فشارك معظمهم في هذه التجارة الرائجة، و هذا هو المنهج التعليمي للـ"حزب الوطني" الذي سيَس الأعمال و قصرها علي المرضي عنهم، و لذلك، يحاول رجال الأعمال استرضاء السادة الجدد لضمان أعمالهم.

الساسة التقليديون: كمن نزعت عنهم ثيابهم في ليلة باردة، يحاولون الاستدفاء إما بترقيع مبادئهم، أو بتملق الثوريين و ادعاء المعرفة و الفهم لما يريد الشعب، و التستر بنظريات و مواقف لتأييد ما لايفهمون!!! يخفون كل شيء حتي عن أنفسهم، و هدفهم الاستمرار في الملعب.

الساسة الجدد: أصواتهم عالية و منطقهم خافت، يبشرون بالحرية الـ “Take Away” و هيهات أن يتكلموا عن الأثمان و المنطق البسيط الواضح، و يستخمون التعبيرات الملتهبة دائما، و المتفجرة تبعا للحاجة، يخفون رغبتهم في الفهم(!)، و هدفهم إحراز هدف في مرمي لا يرونه.

الإعلاميون: كالملك العاري في الحكاية الشهيرة، دخل أكبر متجر للثياب يجربها كلها و استهوته الأنماط فبات يلعب كل الأدوار، و هو الوحيد الذي لا يدرك أنه عارِ، مع خداع كل المستفيدين من هذا العرض العاري، هدفهم استمرار العرض، و لا يخفون إلا شخصياتهم.

الوطنيون: في أكبر مناحة وطنية ساكتة، لا يستطيعون الفكاك من بكائهم الصامت، و لا يجدون وطنا في أي حديث، أو هم يجدون كل يوم وطنا جديدا لا يعرفونه، فأسرتهم الغربة و باتوا لا يفعلون شيئا إلا إلا شكوي الحنين، و ذلك بعد أن أخرسهم كل من سألوه عن الوطن، و هم الآن بلا هدف...

الطبقة العاملة: الخاسر الحقيقي في كل هزيمة، و من سيدفع أغلب تكاليف المحاولة و الخطأ التي بدأت و استمرت و لا تبدو لها نهاية، يحاولون الوصول إلي الهدف اليومي: لقمة عيش كريمة، و يخفون غضبا مرعبا أوشك علي الانفجار!!!

الطبقة الوسطي: بعد تفتتها المادي، تتفتت فكريا و أيديولوجيا، و هذا هو التهديد الحقيقي لاستقرار الوطن، تتحطم أهدافهم، و يحاولون بناء غيرها، و لا يخفون إلا القلق.

الطبقة الفقيرة: تحت أقدام كل من تقدم ذكرهم، و هم بلا هدف إلا استمرار الحياة

الكل الآن يتعلم بالتجربة و الخطأ، مع عدم إدراكنا أننا كمن في قطار به 90 مليون مصري، و لا يهتم أحد إن كان يقف في محطات أو إن كان يمشي علي قضبان.

و الحل من وجهة نظري بسيط: إعلاء مصر كهدف أول و سرعة رعاية مصلحة المساكين و الضعفاء أولا الذين تطحنهم الأزمة، ثم الاتفاق علي السعي إلي التفاق مع احترام الاختلاف.

نحن نستطيع الشفاء بمصر، و إذا نظرنا و اهتممنا بمصر وحدها، حتي لا نستمر في العيش فقراء في بلد غني ننهب أنفسنا فيه بأيدينا لصالح أي أحد آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحلي كلام
Magdy Girgis ( 2012 / 6 / 3 - 15:09 )
أحلي كلام
إعلاء مصر كهدف أول و سرعة رعاية مصلحة المساكين و الضعفاء أولا الذين تطحنهم الأزمة، ثم الاتفاق علي السعي إلي الاتفاق مع احترام الاختلاف
أحلي كلام

اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال