الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستراتيجية الواضحة ضمان للافاق المشرقة للشعب والوطن

سعاد خيري

2012 / 6 / 4
سيرة ذاتية


الاستراتيجية الواضحة ضمان للافاق المشرقة للشعب والوطن
تتيه اعظم الامال وتحبط اعلا الهمم اذا لم تكن الاستراتيجية الوطنية واضحة ومستندة الى الواقع , وتحليل تناقضاته الاساسية وتحديد التناقض الرئيس وعلى اساسه يحدد الهدف الرئيس والقوى الاساسية المعول عليها تحقيقه واخيرا سبل ووسائل تحقيقه.
لقد ادت التطورات الاخيرة في العراق الى بروز طيف واسع من المواقف داخل الحزب الشيوعي دع عنك داخل القوى الوطنية الاخرى , وعموم الجماهير , رغم التأكيد المستمر على الهدف الرئيس لشعبنا, وهو انهاء الاحتلال, في صحافة الحزب الشيوعي وفي تصريحات مسؤليه, وبعض القوى الوطنية , الا انه لم يجر تناوله في استراتيجية علمية متكاملة ومترابطة. من شأنها ان تنير الطريق امام المناضلين وتعزز ثقتهم بانفسهم وبالانسانية, وتفجر طاقاتهم وتطلق ابداعاتهم . فبين كوكبة رائعة من الشيوعيين عادت الى الوطن , لتنهض بدورها في الدفاع عن حرية الوطن واعداد الجماهير لذلك, من خلال تثبيت وترسيخ تواجد الحزب الشيوعي بين الجماهير , يعمل معها ويشد ازرها , يتعلم منها ويعلمها, يوحد قواها ويشد لحمتها , يعزز ثقتها بقدراتها وتعزز مواقعه , تصونه وتغذيه بافضل ابنائها , وبين كوادر تدعو الى حل الحزب الشيوعي بمختلف التبريرات ! وتدعوا لمهادنة قوات الاحتلال ! والى الانتظار السلبي حتى يستعيد الشعب قواه ومعنوياته!! وبين هؤلاء واولئك مختلف المواقف الوسطية.
لم يكن ذلك غير متوقعا بعد انهيار النظام الدكتاتوري وفرض الاحتلال . فهذا التغيير لا بد ان ترافقه تغيرات في اصطفاف وتوازن القوى . وعلى ضوء الاستراتيجية الواضحة والمقرة يتحدد موقف الافراد وحتى الاحزاب. فلا يبقى مجال للتلاعب بمشاعر البسطاء وافكارهم.
فما هو الواقع الذي نعيشه !! لقد اعادتنا الدكتاتورية الى مرحلة الاحتلال الذي اقرته القوات الغازية تحت شعار * التحرير* لتذكر شعبنا بالشعار الذي احتلت بريطانية العراق لمدة نصف قرن , تحت لوائه, في مطلع القرن الماضي!! واقرت هذا الواقع الامم المتحدة بفضل توازن القوى على الصعيد العالمي . فلا زالت العولمة الانسانية تعاني من ضعف الطليعة الفكرية والتنظيمية التي تضمن وحدة جميع فصائلها , وتربط بين اهدافها الانية والمستقبلية, وتكسبها الديناميكية المتصاعدة دائما في مواجهة العولمة الراسمالية بكل جبروتها الاقتصادي والعسكري والايديولوجي.
فالتناقض الرئيس الذي يعيشه شعبنا هو بين قواه الوطنية عامة والامبريالية العالمية المتجسدة بقوات الاحتلال. واذ يحتدم الواقع بعشرات التناقضات , تنيجة مخلفات عشرات السنين من الارهاب الدموي والابادة الجسدية والسايكولوجية والتدمير الشامل للاسس الاخلاقية والمثل, باستخدام افتك الوسائل الايديولوجية وفي مقدمتها سلاح فرق تسد!! الامر الذي يفرض على القوى الواعية اخضاع كل هذه التناقضات للتناقض الرئيس!!
ان الهدف الرئيس هو التحرر من الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي الموحد. ولتحقيق ذلك لابد من,
1- عقد مؤتمر وطني لانتخاب حكومة ائتلافية مؤقتة تضم جميع فصائل الشعب العراقي وقومياته. مهمتها فضلا عن ادارة الحياة العامة للشعب , اعداد مسودة الدستور والاعداد للانتخابات العامة باشراف الامم المتحدة
2- توحيد القوى الوطنية على الاسس الوطنية وفي مقدمتها اجلاء قوات الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي الموحد.
3- تنظيم وتعبئة كل فئات الشعب التي باتت بعد كل سنوات الارهاب والكوارث تفتقر لابسط حقوق الانسان وربط كل هذه النضالات بالهدف الرئيس , انهاء الاحتلال! وليكن شعارنا في هذا المجال شعار مؤسس حزبنا * قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية* ان التعاون والتضامن بين القوى الوطنية تجاه العدو المشترك هو الضمان لفرض الديموقراطية للجميع وتحقيق الهدف الرئيس . كما ان الجماهير المنظمة في مختلف اشكال التنظيم الديموقراطي هي السياج الواقي للقوى الوطنية من ضربات العدو , والمصدر الوحيد لمده بالدماء الجديدة وبالخبر والتجارب الحية.
4- التفاعل الدائم والمتطور مع الحركات العالمية المناوئة للعولمة الراسمالية ومع المنظمات الدولية من اجل ضمان حقوق شعبنا التي تقرها جميع القوانين والاعراف الدولية فضلا عن ردع قوات الاحتلال عن اقتراف مزيد من الجرائم بحق شعبنا وارغامها على الالتزام بالقوانين والاعراف الدولية.
5- مكافحة الانتظار السلبي , والمفاضلة بين الاهداف على حساب الهدف الرئيس, بين الاحتلال والنظام الدكتاتوري , واتقاء الضربات بتقديم التنازلات المبدئية, التي لا تخدم سوى ترسيخ الاحتلال واعطاء الفرصة لقواته لبث سمومها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية بين صفوف شعبنا, وتمزيق وحدته الوطنية ويسهل تنفيذ مخططاتها .
ولابد من اختيار وسائل واساليب تحقيق هذه الاهداف , انطلاقا من الواقع الوطني والواقع العالمي. ان الارتباط المتين بين هذه المهمات وبالواقع الوطني والعالمي يفرض الاسلوب الديموقراطي السلمي في الكفاح ولاسيما في حل التناقضات والمشاكل بين فصائل القوى الوطنية . اما حل التناقض الرئيس فيتوقف اختيار اسلوبه على اسلوب قوات الاحتلال . فشعبنا بامس الحاجة الى الامن والسلام وممارسة حقه في تقرير مصيره, واختيار سبيل تطوره. وسيعمل بكل الوسائل السلمية والديموقراطية لتحقيق ذلك , تسنده كل القوى الخيرة في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية