الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانتهازية السياسية و المحاكمة
عماد عبد الملك بولس
2012 / 6 / 4مواضيع وابحاث سياسية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/4288ba40-4a21-4f06-9e53-9ecc2b831e3b.jpg)
تأبي السياسة المصرية الثورية إلا أن تتربع علي قمة البراجماتية (النفعية و الانتهازية السياسية) بما قد يخالف الخلق الرفيع من تقدير المقامات و الترفع عن إذلال الضعفاء.
فالناظر إلي المشهد يري فئتين ضربتا بأحكام القضاء عرض الحائط و نصبتا من نفسيهما قضاة للقضاة، برغم أن اجراءات التقاضي لا تنتهي و لا تفرغ، و أدوات العدالة متاحة و تكاد تكون مجانية، و تلقفتا الفرصة الساخنة للنفخ في نار العاطفة للمرة المائة ألف، و لتهييج جهلاء الشعب الذين يتمنون الفرصة للاحتفال و الرقص، حتي علي جثة العدالة.
الفئتان المخطئتان و اللتان أرهقتا الشعب المريض و التائه و المتعب من الحياة ذاتها، هما الأخوان المسلمون و اليساريون الثوريون، برغم عدم التقائهما الأيديولوجي، التقيا علي البراجماتية الآن و في هذا الموقف الدفاعي (!) لأحدهما و الهجومي للآخر، فالأخوان يهجمون علي شفيق خلف ستار المحاكمة بالعزف علي نغمة الشهداء، بهدف الانتقاص من رصيده الشعبي المتنامي، و اليساريون الثوريون لا تفوتهم الفرصة للتشدق بنفس أغنية الشهداء و المصابين المساكين (وهم كمحرضين يحاسبون أيضا علي الدفع بهؤلاء إلي القتل)
و برغم اتهام اليساريين للأخوان بإهدار حق الشهداء في سبيل المناصب، فهؤلاء لا يتعلمون و لا يرون إلا الثورة و الغضب و لا يدركون ألاعيب السياسة التي تمرس بها الأخوان، بل هم يساعدونهم – بسذاجتهم – للوصول إلي مكاسبهم.
إلام تهدف الفئتان؟ و هل يستحق الأمر كل هذه الضجة؟
تهدف كل فئة إلي مكاسبها السياسية، و لا تأبه أيهما للشهداء (!) فأول حق للشهداء هو إعلاء المبادئ التي استشهدوا من أجلها بالعقل و بخطة و بهدف:
بالعقل: من ضحي بحياته، ضحي بها من أجل الحق و العدل، فلا يجوز أن ندوس الحق و العدل ولو بحجة طلب الحق و العدل.
بخطة: باب القانون و الضغط السياسي مفتوحان إن كان هناك هدف واضح و خطوات معلومة متفق عليها وبثبات، أما الرقص السياسي فلا مجال له في الحديث عن حق الدماء.
بهدف: أين ما تحقق لمصر في هذا السياق؟ دعوني أسأل أهالي الشهداء أنفسهم: هل يفضلون سداد ديون مصر علي حق أولادهم أم لا؟ هل يفضلون إنقاذ الشعب المصري كله أم قتل المتسببين؟ فبهذا يصير أيناؤهم أبطالا وطنيين خالدين، دعوني أسألهم بعيدا عن التجار و التجارة، ماذا تفضلون؟ و كيف تريدون القصاص؟ هل بالتدمير أم بالبناء؟ هل يرضيكم أن يتاجر بدماء أبنائكم المتاجرون؟ و أعلم أن الدولة كان عليها التقاط طرف هذا الخطاب و لم تفعل (!!!؟؟؟)
سؤال ساذج جانبي: لماذا يثور هذا و ذاك إذا جاءت الأحكام علي غير ما يرضون و يغمضون العين إذا راقت أهواءهم، كان الأجدر – لولا التجارة – بهؤلاء و أولئك إن كانوا صادقين بالثورة – و أنا ضدها و لكن للقياس – علي أحكام أبو قرقاص.
المشهد ليس بحثا عن الحق كما يبدو، بل هو بحث عن السلطة كالعادة، و سينجح فيه – إذا نجح – الأخوان كالعادة بينما يضرب و يصاب و يقتل الساذجون من اليساريين.
الجديد، أن الشعب بدأ في الإدراك أن لا أحدا من الفصيلين يهمه إن كان يدفع البلد إلي الهاوية طالما في سبيل مكاسبه السياسية، و اليسار يتوهم أن أصوات "حمدين" تبشر بانتصاره و تريد استثماره بسرعة، و لا يدركون أن غياب الاختيارات الجيدة هو الذي دفع بالناخبين إلي اختيار الأقل سوءا، و ليس في هذا شرف و لا انتصار، الأجدي هو التمسك ببناء معارضة قوية حقيقية لأي من القادمين للسلطة.
سيحفظ الله مصر كما حفظها، و سيخزي كل التجار و المغرضين و العملاء، و ستستيقظ مصر، ليستسلم أعداؤها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صلاة العيد بين الأنقاض في قطاع غزة • فرانس 24 / FRANCE 24
![](https://i4.ytimg.com/vi/xvuzFS2j0-U/default.jpg)
.. البيان الختامي لقمة سويسرا: تحقيق السلام يستدعي إشراك جميع ا
![](https://i4.ytimg.com/vi/nGn-zy4A454/default.jpg)
.. هدنة تكتيكية تثير الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية | #رادار
![](https://i4.ytimg.com/vi/N0DO5u2Q7ug/default.jpg)
.. محادثات التهدئة بين شروط هنية وضبابية نتنياهو | #رادار
![](https://i4.ytimg.com/vi/qzOxKuO7Z7M/default.jpg)
.. جدل واسع بإسرائيل إثر إعلان الجيش توقفا تكتيكيًّا للعمليات ج
![](https://i4.ytimg.com/vi/gmuZKuewDf0/default.jpg)