الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفجيرات الطائفية تعود بالشعب الى مرحلة ما قبل الدولة

عبد الرحمن كاظم زيارة

2012 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


العراقيون هم من يدفعون الثمن دائما . تفجير مقر "الوقف الشيعي" يودي بحيات 80 عراقيا اضافة الى عدد من الجرحى . جاء ذلك في وقت تسعى فيه كتل سياسية لسحب الثقة عن الحكومة الحالية . ترى هل ان ارواح هؤلاء المغدورين قدمت قربانا للابقاء على الوضع كما هو ، ام انه اجراء انتقامي جاء ردا على اجراءات اتخذها مسؤولون في الوقف الشيعي للاستيلاء على مساجد ومراقد كانت تابعة للوقف السني ؟
قواعد اللعبة السياسية في العراق هي هي لم تتغير ، مصالح اقليمية تضع ارواح العراقيين ومن كل الطوائف والقوميات على كف عفريت ، لايسلم احد من رصاصات وقذائف وعبوات اللاعبين الاساسين ...
وما يقال عن ديمقراطية في العراق هي ليست سوى عملية توزيع للاقطاعيات والامتيازات بين احزاب خطفت تمثيل الطوائف دون موافقة او اختيار العراقيين ، بتبني سياسات العزل والتخويف والقتل .
وفي كل يوم يمر يظهر دليل تلو الدليل على فشل ما تسمى بالعملية السياسية وهشاشة الدولة وغياب دورها ، وان الاحزاب التي تتربع على كراسي السلطة مسؤولة مسؤولية جنائية عما يحصل من حصد مستمر للارواح في كل انحاء العراق .. المسميات مختلفة ولكن الضحية دائما عراقي ..
يريدون لشعب العراق ومجتمعه ان يتجزأ وفقا لعقلياتهم الطائفية المريضة ، ويرديون اثارة الفتنة الطائفية ...
والهدف الابعد هو ادخال المنطقة كلها في اتون النزاعات والفتنة الطائفية الدموية من العراق حنتى لبنان فسوريا فالخليج العربي ..فلايمكن عزل جريمة التفجير المذكور التي اريد لها صبغة طائفية ولا الاعمال المماثلة الاخرى والتي اريد لها صبغة طائفية أخرى عن ما يجري في سوريا ولبنان .. شعبنا والشعب السوري والشعب اللبناني يقع ضحية صراع ارادات دولية واقليمية تريد لمنطقتنا المسماة بالشرق الاوسط ان تسبح بالصراعات الطائفية .
ولقد دعونا ومازلنا ندعو ان لاتنطلي هذه اللعبة القذرة على المثقفين والواعين من ابناء شعب العراق الاصيل ومن ابناء الامة العربية الاصلاء ، وان يتمسك الجميع بمبدأ المواطنة وبالانتماء القومي ، فهما صمام الامان لحياة آمنة ومستقرة ، ويوفران معا بيئة سياسية تنتج انظمة سياسية تشرع بالبناء والتنمية والتحول الديمقراطي والاشتراكي .
ومن الغريب ان نجد ما يسمى باليسار التقدمي اول المنخرطين في اللعبة الطائفية ، ليسجل هذه المرة منسوبه ما كان يدعيه من اممية وعالمية انخفاضا دراماتيكيا حادا صوب العرقية والطائفية ، بعد ان خسر المركز الذي يتغذى منه بالاحلام الاممية في الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابقين .
ان كلا من ايران والسعودية وبسبب طبيعة نظاميهما السياسين تلعبان ادوار خطيرة في اللعبة الطائفية في المنطقة ، وتديران صراعهما البيني والاقليمي والدولي على اسس طائفية صريحة ، واضحت هذه الاسس أمر معتاد التداول في خطابهما السياسي بعد كانا ولردح من الزمن يدعيان انهما نظامان اسلاميان .
ولقد استبشرنا خيرا عندما طرحت فكرة الاتحاد الخليجي ، وأملنا النفس بأن عائلة آل سعود التي تمثل القسيم الطائفي في الصراع الطائفي في المنطقة قد غادرت الرؤية الطائفية وبدأت تعي ضرورة الامن القومي العربي الذي يحافظ على امن واستقلال واستقرار البلدان العربية كما يؤمّن السلم الاهلي والاجتماعي ، ولكن موقفها من سوريا ومما يحدث في لبنان والعراق قد اعطى الفرصة لقسيمها الطائفي المقابل ،ايران ، لتتدخل وتخوض بدماء الشعب العربي المسلم .
وكل ما يحصل هنا في منطقة الشرق العربي وفي اماكن اخرى من الوطن العربي ما هو إلا بعض تداعيات الاحتلال الامريكي للعراق والاطاحة بنظامه الوطني المستقل وهدم للمؤسسات الوطنية للدولة . وان المنطقة بكل اسف ستدخل الفتنة الطائفية على نحو يغيب معه العقل والتعقل ، وانحطاط في مستوى تعاطى الامور العامة وغياب لثوابت ادارة البلدان وتأسيس الدول ، والرجول بالشعوب الى مرحلة ما قبل الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطة بايدن تزيد الانقسام في حكومة نتنياهو| #غرفة_الأخبار


.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. مرشحون كثر وتحديات كبيرة| #غ




.. السعودية تسعى أن تكون قوة نووية محمية باتفاقية دفاع أميركية


.. لجنة طوارئ البلديات في شمال قطاع غزة تعلن جباليا ومخيمها وبي




.. إعلام موال للنظام السوري: مقتل 17 شخصا وإصابة 15 آخرين جراء