الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة مبارك وتأثيرها علي نتائج الانتخابات

موسى سرحان

2012 / 6 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد سلسلة جلسات ، أفرغت المحكمة حمولتها ونطقت بالحكم انهائي بحق مبارك ومع معه من ركائز النظام القديم . حيث حكمت بالمؤبد بحق الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير داخلية حبيب العدلي لثبات ضلوعهما في قتل شهداء الثورة . وأكثر ما يثير الاستغراب فيما جرى داخل المحكمة هو تبرءها نجلي الرئيس السابق جمال وعلاء من التهم الموجهة ضدهم بحجه سقوط تلك التهم بالتقادم ، وبذلك تم رفع الحجز عن فيلاتهم الأربعة . هذا ما يفرض كل المتابعين لما يحدث علي الأرض المصرية أن يعيدوا النظر في مصداقية القضاء المصري الذي وقف صامتا لسنوات ليسمح لقضية بهذا الحجم أن تسقط بالتقادم ، ورافضاً الغوص في تفاصيلها باعتبار انها تمس من تخضع السلطة القضائية تحت سلطتهم ، باعتبار أن التداخل في عمل السلطات هو السمة البارزة طوال الفترة المنصرمة . فالقضاء المصري الذي لعبها بذكاء إلي ان أسقط قضية بهذه الأهمية لهو قادر أن يجد ثغرة ليتمكن من خلالها تبرئة نجلي الرئيس السابق من قضية التلاعب بالبورصة باعتبار انها القضية الوحيدة المتبقية بملفهم . ليسمحوا لجمال مبارك بالعودة إلي معترك السياسة من أوسع أبوابها في حال نجاح أحمد شفيق في جولة الاعادة . بذلك سيكون قادر علي اعادة الاعتبار لأعضاء وأعوان الحزب الوطني المنحل الذين عبأوا صدور الثوار حقدا علي ما زرعت أيديهم خلال الثلاثة عقود المنصرمة وأغرقوا مصر في ديون بمليارات الدولارات ستوقفها عاجزة لسنين أمام دائنيها ، وسيتنفس بلطجية النظام القديم تنفس الصعداء ليعودوا لمجدهم سائرين فوق أجساد شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم ليحيا شعبهم بعزه وكرامة وليعيش إخوانهم وأبناءهم بعدل ومساواة في ظل دولة يحكمها القانون .
مصر الثورة تقف اليوم حائرة أمام خيارين كلاهما مرُ . فالخيار الأول يتمثل بسيطرة حركة الإخوان المسلمين علي كافة جوانب الحياة السياسية ، بما يفسح المجال أمامهم فرض من تراه مناسباً ليكون ضمن لجنة صياغة الدستور والذي يفتح الباب مشرعاً أمام حركة الإخوان المسلمين إلي أسلمة المجتمع من خلال سن ما تراه مناسباً من قوانين لا سيما وانهم القوة الأكبر داخل مجلسي الشعب والشورى . والأكثر صعوبة من ذلك عندما طرح سؤال حول أسباب ترشيح الدكتور محمد مرسي نفسه للانتخابات الرئاسية كانت إجابته بأن الحركة هي من رشحتني وأنا ليس لي علاقة بالأمر . وما يقلق جزء ليس بالقليل من الناخبين المصرين في حال نجاح الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة ، هو أن تحكم مصر خلال السنوات القادمة بنفس الطريقة والأسلوب التي تمت عند ترشيح مرسي لانتخابات الرئاسة . فالشعب المصري ينتابه شعور بالقلق تجاه من سيحكم مصر في ظل هذا الوضع لعدم معرفته بأن الحكم سيكون للدكتور مرسي أم للشاطر أم للمرشد العام لحركة الإخوان المسلمين باعتباره أعلي شأنا من رئيس مصر من وجهه نظر أعضاء حركة الإخوان المسلمين . فهذه الأسئلة تقلق جزء ليس بالبسيط من المصريين وستكون بمثابة البوصلة التي ستوجههم لانتخاب المرشح الأخر أحمد شفيق رغم انه أخر وزراء حقبة مبارك لأسباب عده إضافة إلي ما ذكر سالفاً أهمها الحفاظ استعداده الحفاظ علي مدنية مصر وحماية المسيحيين .
عدم تطبيق قانون العزل ضد فلول النظام السابق ترك أثرهو الأكثر قساوة علي عائلات شهداء الثورة والحالمين بإنهاء حقبة مبارك وأبناءه برمتها ، وما زاد من ضبابية الرؤية في عيون الثوار إنهم أمام خيارين كلاهما مرُ ، مما يفرض علي الجميع العمل بكل جهد لحماية إنجازات الثورة والإسراع بصياغة اتفاق بين مرشحين الثورة لاسيما محمد مرسي وأبو الفتوح وحمدين صباحي ، بحيث يتم الاتفاق علي أسماء لجنة صياغة الدستور بما يضمن حماية مدنية الدولة وعدم المس بالحقوق العامة للأفراد وضمان تداول السلطة ، أضف إلي ذلك عدم المس بمقدرات البلد لا سيما ما يحاك خلف الكواليس بما يتعلق بتأجير قناة السويس لدولة قطر لمدة 99 عام ، وأخيراً يجب تشكيل مجلس رئاسي ثلاثي يكون هو المسؤول الأول والأخير عن إدارة أمور البلد بعيداً عن قرارات ورؤية الشاطر والمرشد العام لحركة الإخوان المسلمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات