الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / راحتجينة عجاجتها

سلمان عبد

2012 / 6 / 5
كتابات ساخرة



هناك مثل شعبي متداول : " تعاركت الخيل من جرد السايس " والسايس هنا هو المكرود الذي يشتغل في اسطبل خيول الفايخين ‏للعناية بها ، يهتم باكلها ويعتني بنظافتها ويسهر على راحتها ، ويهيئها للفايخين حين يطلبون الركوب عليها للمتعة او للصيد وياخذ ‏باله من سلوكها وتصرفها وحسن اخلاقها ، لانها ان شبعت وابطرت فانها تتعارك فيما بينها وكثيرا ما يكون عراكها وبالا على صاحبنا ‏السائس المكرود ، فيصير " وسطاني " ويتلقى ضرباتها ( ازواج ) لحماية الخيل بعضها عن بعض ، وهذا الامر ليس سهلا بل يدفع ‏ثمنه بالكسور والرضوض و " التنعنع " ، وحين تنتهي المعركة تعود الخيول الى معالفها وقد نفست عن كربها وطابت انفسها ، ‏فيتعالى صهيلها من الغبطة والانشراح ولا باس من حفلة حمراء على اشلاء صاحبنا المكرود ، هذا الحال يشبه الى حد بعيد ما نعيشه ‏الان ، فصناع المحن والازمات وافتعال الضجيج وتبادل الاتهامات ، وكشف المستور والتهديد بالوثائق ، فهذا يريد سحب الثقة وذاك ‏يتحدى ان يمس له طرف ، تماما كخيول الاسطبل عراك ومهاترات على المغانم والكراسي ولا شيء غيرهما وتاركين " المكاريد " ‏لمصيرهم وحياتهم المرة وفشلهم المريع بتقديم ما وعدوا به ، من يريد ان يتاكد من هذا الكلام عليه ان يستقل " الكيا " ويستمع الى ‏كلام الناس ، او يذهب الى مساطر العمال ويتحدث اليهم ويسألهم ، عليه ان يجلس في المقاهي والنوادي والمحلات العامة والشوارع ‏، ويستمع ، وقبل هذا وذاك ، لينصت الى خطب الكربلائي والصافي " المرجعية " ليطلع بنتيجة مفادها انهم غير مؤهلين لادارة البلد ‏، ان صناعتهم للفتن والازمات والمماحكات والعركات ، ستقود البلاد الى الدمار والخراب ، ولهذا ايضا ، نحن المكاريد نقلق اشد ‏القلق لان نارهم ستحرقنا ، وسينالنا الكثير من اذاهم و " نطيح بيهة " بينما هم " يفلتون " واكثرهم من يحمل جنسية بلد اخر غير ‏العراق بعد ان ياخذوا ما خف حمله وغلى ثمنه ، يدنا على قلوبنا ، فالاتي يجعلنا نرتجف خوفا منه ، القضية ليست مناطة بهم وانما ‏سينالنا الكثير من الاذى . ‏
‏ روى السيد محمد صالح عبد الباقي التكريتي قصة " اليهودي " في كتاب " جمهرة الامثال البغدادية " قائلا :‏
يحكى ان احد اولاد التجار اليهود كان في خانقين ، واثناء وجوده فيها سقطت منارة احد الجوامع ، فلما عاد الى بغداد اخبر والده ‏بسقوطها ، فقال له والده : راح تجينة عجاجتها ، فاستغرب الولد من اجابة والده ، فقال له : وكيف تصل عجاجتها الى بغداد وخانقين ‏بعيدة عنا ؟ اجاب الوالد : ستصل عجاجتها وستشاهدها ! وبعد ايام حضر احد جباة الحكومة الى محل التاجر اليهودي وقال له : ان ‏منارة جامع في خانقين سقطت ونظمت قائمة بالمتيرعين لجمع المبالغ منهم بغية اعادة تشييدها ، وانت من جملتهم وعليك ان تدفع ‏عشر ليرات ـــ وكان ولده حاضرا ـــ فدفع له المبلغ ، وتسلم منه وصلا رسميا بالمبلغ ، ثم التفت الى ولده فقال له : هذه عجاجتها .‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة