الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعقاب شهر حزين

حيدر تحسين

2012 / 6 / 5
الادب والفن


وحبيبتي مسكنة الروح

تتراكض الي الافكار في اخر المقعد من الباص،
تبعد نفسك بعد كل هذه السنوات عن وطن، ورغم هذا العناد تجد انك ما زلت ذلك الطفل، عائدا من المدرسة وتبحث في المنزل عن وجه أمك
فحين نكبر لا نفتقد الكثير من الناس، قدر ما نفقد الكثير من ذاتنا، كأن تبحث بين أسنانك عن بقايا حلوى اشتروها لك في الأمس، وتبحث في يديك عن بعض الأوساخ التي لا تريد غسلها ، كأنك تحافظ عن بقايا لعبة ما.. او مرحا مع صديق ما، فتعتقد انك اصبحت ناضجا بعد هذا،
لا تستطيع نكران انك نشأت في مجتمع ما زالت تلاحقه اشباح البداوة حتى في طريقة تحضره، وما زالت الجاهلية وسر المعلقات تعشش في مكتباته لتبقى حاجز كبير يفصلك عن التمدن،
ولو خيرت الجدران وكل الأشياء البيضاء، كأن تكون ورقة من دفتر او بقعة ضوء، لو امتلكوا حق الاختيار، لأعلنوا قرفهم من كل كلمة بائسة جاءت من ثقافة الخيمة والبعير،
انها ثقافة تجبرك ممارسة الحب في الظلام، خفية عن عيون الناس، متناسية تماما صرير الأسرة والتأوهات، ومخيلات المراهقين،
لا تعترف بالنهار لحاف لها يخفي عريها، لكن تسمح ان يمارس المحتلون اغتصاب احدى مدنها لا تخجل منها، بل تفتخر ان يذاع خبر اغتصابها على القنواة الفضائية،
يالها من ثقافة لا تفصل بين دعارة وطن ودعارة بيت، وبعدها ما لك الا ان تفتقد وطن ليس ذلك الذي يطمع به محتل، او يبيعه عملاء النفط الخام والسوق السوداء، بل ذلك الوطن الذي يسلبه منك مجتمع يحاسبك حتى على أحلامك، يحاسبك حتى على ذكرياتك،

وانا الذي ظننت اني سأنتشل حبيبتي، سرقوها مني ايضا
آه!
كان في صدري صرير من جنون الخافق
وطفل كان يخشى ان لا سبيل لبيته غير الفراق
انها ليلات، تحذف ساعاتها حين يجتاح الحنين
العاشق
يعدهم يوم بعد يوم، ثم اسبوع بعد أخر دون علم الناضجين
هل يعلمون الناضجين حبيبتي.. احبك مثل العراق؟


اعترف، ان كنت ادعي دور الكاتب الذي يلهمه جمالها فقط، وطالما الهمني، وان ما يجمعني معها انها تملك الجمال يصنع الخيال ورقصة بين فترة واخرى، حيث تتعدى روحي الأفق وتنشطر ذاكرتي لأكثر من فضاء،
لكن الآن بعد ايقنت اني حقا فقدتها، شعرت بتلك الغصة التي لا تطرق باب القلب الا بطرقة حب،
كنت اسمعها على لسان جميع النساء بعدها و معها، اني احبها هي فقط
في كل لحظة حب ارى وجهها يدخل عيني قبل اي ضوء
ودون ان ادري رحت اتفقد اشيائها في خزانة كنا قد وضعنا فيها معا، كل شيء قابل للحب، ووجدت هناك قمرا يخصنا، ومائدة لا تسع لغيرنا وشمعتان على قياس لهفتنا،

يا حبيبتي الشعر يولد في وجوه الجميلات وتحفظه العانسات
والحب في عيناك حنين، وعنوسة لا تجامعها ذكريات
اما احبك او اضيع...
مخالب حمراء تجتث لحمي
احتاج الم اكثر
يرسو على ضفاف الجسد جنوني
كأني احل قطع من الرموز البابلية
ومن السراب فتحت بوابة للأبجدية
يا جسد يولد منه الليل ويولد السهر
مجازفة ان اشتهيك دون التمرد والوقوف
تحرر الغائب عن الوعي، في اللا محال
اصبحت حرا انتقي ما اشتهي منك الحروف
عشر دقائق!
اشتهيك من بعيد
اتسكع على السرير، ثم يهبط في حلمي الخيال
تسمرني عنبتان
تتوقف اصابعي عن الولوج
في شفتيك قبلة تختبئ خلفها قبلة
استلقي حبيبتي
دعي القلب يلقي اغماضتهة
هذه المرة الاولى التي ارى فيها ان بضائع الجنس، اثقل من باخرة الجسد،
اغرق!؟..
ما الضير في ذلك، ما دامت ارسو على شفتيها (مينائي الأخير).. ما يضحكني انها تطلب مني ترك الخمرة
جسمها خمري!.. انها امرأة تريد ان تحتكر جسدي لماركة جسمها، وتعقد صفقة حب مع جميع اعضائي لمدة قرن
ادمنتها..
حبها اوبرالي المشاعر، الصراخ والنفير والرقص،
ماذا تفعل في السماء يا إله اذا لم تكن خالقها،
جسمها خرافة الحوريات في البحر وبدأت تصديق الخرافات،
أؤمن بإنوثتها
فينوس حرريني من طلسم قبلة،
ارسو على شفتيها، عاشق غريق
هل ان مقدار الحياة قبلة؟
اسحبيني من عرين سطوتها
ان العاشقات كإناث الأسود
كيف سأمتطي صحوتي واستجمع قواي؟

وانا عائد الى منزلي، نسيت تماما ما عليّ قوله لها، لبست وجهي الحزين عندما غلقت الباب خلفي... قبل ان تغلق الباب سرقت منها اخر قبلة ممكنة
انها امرأة ازلية، احبها فقط كل يوم،
مثلا افتتح الصباح بفنجان قهوة فأدعي انها قطعة سكر.. احب الحياة معها، واكتشف دون ان تدري... تحبني
تحبني وانا المجنون بخصرها، لم اكتشف بعد سر شفتيها وتلك النشوة
أحببتك كما أحب الشباب الفتيات،
نعم صرخت..
نعم أهديتك ذكرياتي، وضعت جميع ما املك من مشاعر، أفرغت جيوبي من شهواتي للنساء كي أتذوق حرارة المشاعر في قبلك
وأعشقك يتيم التجارب

كان ذات نورس في السماء يحمل غصنا، فأخبرني صديقي انه مثلك يبني بيته، وللأن صديقي لا يدري انه لم يعد للعش ساكنة جديدة، لقد اكلت البداوة اصابعها وكسرت جنحيها فما عادت تطير اليّ.

لست مخطئة، لكن شعوبنا تمنحنا اجنحة لنحلق في سماء رومانسيتها الوهمية ، مع شمعة نوقدها ونخفي ضوئها كي لا يرانا الأخرين، وسوناتا القمر تجمعنا على مائدة من سراب،
وحين نتخطى حدود الخيال، يسلبون منا حتى ذاكرة السعادة، فنخجل من ذلك الحب الغير مشروع، وقتها حبيبتي
ما عليّ سوى ان احتفظ باخر قبلة منك وحضن ظننت اني لن احيا بعده،
واعود اجر خاطرتي الى رحلة اخرى في اللاوعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة