الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية العراقية الجامعة و حماية الأقليات

قبس السرحان

2012 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كم أسلفنا أن تعزيز مفهوم الهوية العراقية كهوية عليا جامعة سيساعد في القضاء على النبرة الطائفية و التعصب في البلاد ,
و من هنا نجد أن الأمة العراقية هي الضامن الوحيد لحماية الأقليات - كما يحب أن يسميها البعض - الموجودة في البلد و الدافع لتعزيز إنتماءهم للعراق أينما ذهبوا ..
فالجميع يجب أن يعي ينتمي إلى ارض واحدة و تأريخ مشترك واحد , ومن هنا نجد أن هذان العاملان هما اللذان يميزان الأمة العراقية ..
و هذا ما نؤكد عليه في نشرنا لمفهوم الأمة العراقية و سعينا لإستنهاض الهوية العراقية كهوية جامعة عليا مع الحفاظ على الهويات الفرعية و حمايتها و الدفاع عن حقوق معتنقيها من العراقيين و أثارهم و أموالهم و تراثهم ..
بهذه الخطوة فقط سيستطيع الجميع من أن يبرهنوا للعالم بأن لا فرق بين عراقي و أخر سوى بعراقيته و إنسانيته ...
و إذا ما أردنا الرجوع إلى أصل الأديان و الطوائف و الأقوام في أمتنا العراقية .. نكتشف أنه لا يجود عامل مشترك بينهم غير أرض العراق التي عاش عليها آباءهم و أجدادهم تفاعلوا عليها و شكلوا فيما بينهم تأريخا مشتركا ..
و هم مستمرون في العيش عليها لصناعة مستقبل هذه الأمة من خلال الحفاظ على كينونتهم الأساسية و هي هوياتهم الفرعية التي لا يختلف عليها اثنان بأنها جزء من ثقافة هذه الأمة .
و هنا يتبين لنا إن الفرد العراقي إذا نظر إلى ما حوله و جرد نفسه من أفكاره النمطية و ترك الأفكار التي تحمل طابع التعصب و التطرف الذي يعني فرض الأمور على الآخرين بالقوة و الترهيب ,
سنجد أن كل فرد عراقي قادر على التعايش السلمي مع بقية مكونات الأمة العراقية بدون حزازيات من خلال وعي باطن سيخبره حينها أن الهوية العراقية هي الهوية التي تجمعه مع الآخرين ..
و بذلك سيتقبل جميع الأفراد دون استثناء و سيتعامل معهم بناءا على تلك الهوية العراقية لا على أساس هوياتهم الفرعية ..
و بذلك سنقضي على الشعور بوجود أغلبية و أقلية دينية أو مذهبية أو قومية و ما شابه .. مع التأكيد على خصوصية كل مكون و فرد ..
فلكل عاداته و حرياته على أن لا تتعارض مع المصلحة العامة للجميع .

و في مقالي هذا أحب أن أبين إن الفرد العراقي قادر على التكيف والالتزام بمفهوم المصلحة العامة للمجتمع و نشر روح التعاون إذا ما إمتلك إرادة نحو تحقيق هدف و حلم كبير كحلم قيام الأمة العراقية التي تجمع بينه و بين الآخرين مع التأكيد على قدرة هذه الأمة على إستيعاب كل ما هو جديد.

و أخيرا و ليس أخرا أحب أن انوه للفرد العراقي أيا كان يحمل من الهويات الفرعية ..
بأنه جزء لا يتجزأ من الأمة العراقية و مكوناتها و تعدديتها و تنوع مفاهيمها الفكرية ,
لنعتمد على هذا المفهوم و لنعش بسلام على أرض واحدة و أمة موحدة التي إذا ما تحققت و قامت و أصبحت مفهوم يدرس و يثقف عليه كافة الأجيال القادمة , سيتغير المجتمع و يصبع بالفعل عراق جديد ناهض نحو الرقي و التطور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين