الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من طقس درعا البارحة:

فلورنس غزلان

2012 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ البارحة وهولاكو ينتقم من الجياع ...يفتح حممه عليهم...يريد أن يختم انتصاراته الموتية بأحداق بريئة تخلصت من خوفه..ولقنته درساً في الخوف...قرر أن يبطش بمن جمع المستحيلات في قبضته وسجل السطر الأول في صفحة تاريخ مظلم..كان طفلاً يلعب ..لكن قامته تطاول السماء..كتب السطر الأول في قرآن الحرية...صرخ ووقع على صرخته...لأنه لايخاف هولاكو ..ولا يعتقد في روحه الطِفلية النقية أن دراكولا مازال يحيا بين القبور ميتة الضمير..سطَّرَ الجملة الأولى" الشعب يريد إسقاط النظام" ...وأشهَدَ الكون كله ...أنه ماء الحياة الدافق من أصابع عكازها قلمها...مشت وخلف خطاها كان الندى يزهر ورداً حيث يصل صدى صيحاتها..عرفوا أن الرعب لايمكنه أن يعيد تشكيل خريطة الوطن..فهموا بحسهم الفطري ..أن لاقاع لأرض يقف عليها الطاغوت ..رسموا حروفهم ومضوا يتقافزون فرحاً...فقد أشعلوا بحروفهم...
"ثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة".
لكن حجاج الشام...لايحتمل رائحة الحرية..تزكمه ،تقلقه وتطحنه رائحة سطورهم...تخنقه صيحاتهم الآملة، كيف ينهض من جَوَّعهم كي يخضعهم...فيقوضوا كل الوقت الذي أضاعه في تشييد الخراب؟!
أين رحلت مملكة صمته التي ذبح صوتها وأخرسه؟ أين رحلت كل الجثث التي تكومت منذ الخامس عشر من آذارولم تستطع حتى اليوم أن تُكَّفن أصواتهم؟..هذي النقطة من جسد الوطن السوري مازالت عصية على حرائقه..أما وصلتهم أخبار أفعاله في شامةٍ أخرى تتوسط وجه الوطن؟. أما لقنتهم درساً كي يلوذوا بالرماد ويفارقوا الحياة ويعودوا إلى الهمس والتحول من بشر إلى شعب من مومياء ؟
فها قرر حجاج دمشق أن يرسل وفوده التفاوضية ولغتها قذيفة دبابة كل خمسة عشر ثانية.."هكذا أفاوضكم على موتكم...على احتضار أطفالكم أعدائي الأولين"....إن مرَّ ببابكم صاروخ فهولاكو يستلقي ضاحكاً..إن أحدثت قذيفة الهاون حفرة في حديقتكم فهولاكو سيشرب نخب فرادته في قراءة طالع من سيموت في كل لحظة ..فينعم بهدوء ولو لليلة واحدة
إنه يفاوضكم ياشعب أذرعات...يُسَيِّرُ رعب مدافعه بين الصلاة والصلاة..بين مئذنة وكنيسة...ينشر جنوده ويَرُشهم فوق المباني...لكل قدرة خاصة على ايقاع فجيعة متنوعة النتيجة..طوال ليلة أمس والصواريخ ساهرة حول جدرانكم ترشقكم بنواقيسها ..لتستيقظوا...فقد حان وقت التضرع...تضرعوا لحجاجكم ...فوحده القادر على وقف طرقات الساعة ..وحده من يوقف صوت الأزيز..وحده من يطفيء الحريق..وبأمره ونهية تفتح الزنازين وتغلق...ألا تريدون النوم يا سكان الحجارة السوداء؟ أما أدركتم بعد أن سطوة الحجاج في قطع الرؤوس وتوزيع الأحزان خارقة للأساطير؟!
تضحك الطفولة في أحياء درعا وتشهق الأمهات.. رغم اللوعة...مهدهدة صغارها المرتجفة..:لاتقلقوا ياعصافيري فقد قارب الفجر على البزوع...والحجاج وطواط يخاف الضوء...
لن يستطيع أن يغلق أبواب الأرض ولا نوافذ السماء..لايملك لها مفاتيحاً..فنحن فقط من يحفظها ويحملها في قلبه منذ آلاف السنين..لايعرف الحجاج اتجاهات الريح ولا يفقه في الجغرافيا والتاريخ ..إلا لغة التآمر وسلطة العصا..لايعرف أن دروبنا مهما وضع فيها من ألغام قادرة على ترحيله من جسد الوطن..قادرة على معرفة اتجاهات اللغة القديمة منها والحديثة..لايمكنه أن يفك رموز وطلاسم الحب في تلاويينا..ولا يعرف مواعيدنا مع الحلم ولا تواقيت اختراقها لخرائطه المُضَلِلَة..لاشك أنه يتقن لغة الجريمة ..لكن عارها واضح المعالم يتلبسه كهباب الفحم ويلَوِن وجهه بسواد أبدي لن تغسله كل مياه المحيطات..ولن تطهره من ربق وآثام ما يقترف كل كحول المخابر..فدم الطفولة يلاحقه...ويخرجه شريداً متشرداً دون وطن..فالأوطان لاتأوي الخونة والمجرمين..سترون جسده متفسخاً على أطراف المدن..يفقد السيطرة على قطراته..سيشهد العالم عليه في محاكم تختلف بقُضاتِها عن وهم قوانين فصَّلها...ليحكمكم.
لم أستطع اجتياز عتبة الليل..ولا غسل وجهي من حزن بيوت لم تنم..وقلوب رقصت رجفاً في أحياء مدينتي العتيقة..أتعجب لمدنٍ تنام منتشية في خمرة الدم..تطلق خُطبها المنافقة ، وتكتب دعوات تمهرها بالخوف عليكم وعلى حبكم بأخوة خجولة أو صداقة مثلومة.".أن تحاوروا بالحسنى..ضعوا قمصان الشهداء بينكم..وتعانقوا"!!..فالحجاج يعتمد في صولاته على سماسرة العصر وتجار السياسة..وأنتم..تجارتكم هي هذي الأرواح المُقدَمة على مذبح حريةٍ تعشقكم وتهيمون بها...يطالبونكم بمفارقة الضحايا ونسيان الحق...يطالبونكم بإطفاء شرارة أشعلها طفل أكثر رجولة من جثة تحكمكم في جبل قاسيون..ومازالت تستطيع النطق...رغم أنها مصلوبة من قدميها..فكيف نبايع ولا نخجل من دم يجأر بالحق ويطالب بالعدل؟..حاوروا..ففي الحوار محبة! ...أسأل دعاة الحوار..من منصات الدمى..الحوار يدور بين أحبة وأشقاء لادم بينهم ولا عداوة...أما التفاوض فبين عدو وعدو ..بين من أخذ ولدي وسرق بيتي..وبيني..لا أفاوض على دمه..ولا أقايضه..بل أجدع أنف من مسَّهُ بسوء..أفاوض على من سرق بيتي ، فإن أعاد حقي..أشاور قلب الوطن إن كان قادراً على الصفح..وله وحده حق القرار والفصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء