الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الأسدي يريدها طائفية في سوريا .

راميا محجازي

2012 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يكون الحياد جريمة و عندما يتحول الصمت إلى كفر , تقتل لغة التسامح و يستباح الإنتقام في شريعة المظلوم بعد أن ضاف بنهجه و فاض عن كاهله الرجاء . ولنعلم أنه عندما نبيح صمت الخائف المتخاذل متذرعين له الخوف والضعف نبيح معه دم الإنسان و ما أقسانا عندما نغض أبصارنا و نترك للخوف ألسنتنا فنحيد عن قول حق ضد خاكم فاسد وقاتل استباح دمائنا و أعراضنا و هتك حرماتنا و اغتصب كل حقوقنا وسرق الأحلام من عيون أطفالنا, و زرع على أرضنا الأحقاد و غذاها بدماء الأبرياء .
لمن بعد يمكن أن يغفر صمته و لمن بعد يمكن أن يقبل حياده بعد ما آلت إليه الأحوال في سوريا الحبيبة لا مكان للحياد و لا شريعة تستوجب منا التسامح بعد اليوم ,النظام الأسدي وأدواته من شبيحة وأبواق و زبانية , يقطعون في جسد سوريا شريان وراء شريان و متى وصلوا الى الأوردة لن يبقى عندها و لا حتى فتات من لغة.
بماذا نعذر أي حيادي , أنلتمس له الديمقراطية عذرا ! بما أننا الباحثون عن الديمقراطية التي توجب علينا تقبل الآخر المختلف ؟ في سوريا لم تعد القضية قضية رأي و رأي آخر و إنما باتت قضية ضحيةو جلاد , قضية أطقالنا التي تغتصب طفولتهم و أحلامهم وتتيتم و تتشرد على أيدي نظام الأسد في كل يوم , اليوم قضيتنا أكبر من مطالبة بديمقراطية أو مدنية أو حتى حرية , لقدتحولت صفحات ثورتنا إلى أعداد حمراء و جثث أجساد مقطعة و صور لثكالى و نساء حزينات و معذبات و مغتصبات و الجاني هو جيشنا و قواتنا المسلحة , من أمناهم على أرضنا و عرضنا هؤلاء من كنا نودهم كأخوتنا في الوطن , باتت الإهانات و الشتائم و التخريب و التدمير و القصف والإعتقالات العشوائية لغتهم للتواصل معنا , بل و أكثر من هذا جثث يمثل بها , أطفال تذبح كالنعاج , تحرق , تعذب و تغتصب , و شيوخ تهان بكل قساوة و لؤم .
بماذا نبرر الحيادية بإسم الأخوة التي شبينا عليها و رعتها فينا سوريا الأم؟ أعتقد انها ستلفظنا حتى آخر شبر فيها إن بقينا متخاذلين عن درء دم أبناءها إخوتنا التي تهدر كل يوم و أعراضهم التي تنتهك دون أدنى رأفة أو رحمة .
أي إنسانية هي تلك التي لم تغضب لأجلهم , و أي إنسانية هي تلك التي لم تحزن لحالهم , وأي إنسانية هي تلك التي لم تشجب و تثور على الوحشية التي تمارس ضدهم أي إنسانية هي تلك التي تقعد الصامتين و الحياديين عن نصرة أهلهم و جيرانهم و أبناء أرضهم وأي إنسانية هي تلك التي تبيح لهم الصمت أو الحياد ؟ أي إنسانية هي تلك التي لن تنبذهم إن استمروا في قسوتهم و مبرراتهم الهشة الواهية .
كفاكم بالله عليكم صمتا و حيادية , اليوم سوريا بحاجة إلينا جميعا و تنادينا لأن نكون يدا واحدة ضد الظلم و القهر , ضد الوحشية و العنف , لأجل أن نعيش إنسانيتنا قبل أي شي .
الخوف من الطائفية و الإنتقام الأعمى يقلق الكثيرين في هذه المرحلة , خصوصا بأن النظام الأسدي يسعى لأن تكون حرب نفسية قذرة , و من الطبيعي أن تكون الطائفية نتيجة حتمية ل هول الظلم و التنكيل الذي يمارس ضد كل من يقع تحت أيدي الشبيحة و رجال الأمن في سوريا . فكيف لها أن لاتحقن الأنفس بالغضب و النار, و لكن و إلي هذه المرحلة لا زالت القلوب تدعوهم قبل الحناجر وال أقلام لوقفة حق و شهادة صدق و يد تكون عونا في حماية أرض سوريا التي بات الخراب و الدمار معلم يجذب إليها أنظار العالم , سوريا التي تهب مع كل أشراقة شمس فيها نسائم الدم الندية بدموع أطفال و ثكالى , بعد أن ذبل في أرضها الياسمين .
سوريا التي بنيناها معلما معلما , يد واحدة , تقاسمنا فيها الخبز و الماء ,سوريا التي دللتنا بخيراتها وشاركنا في أفراحها و أحزانها سويا منذ أن خلقنا , جريحة منهكة و تتألم , لم تعلم يوما بأنها ستشهد من بعض أبناءها هكذا هوان و هكذا تخاذل , سوريا التي ربتنا على الحب و الخير و العطاء و غذتنا من الأصالة و العراقة لن تقبل بأن يكون مقتلها بأيدي بنيها , و لن تقبل أن يقتل سوري أخر , و لا أن يصمت سوري عن ظلم سوري أخر لأجل سلطة و سيادة , سوريا لم تغلق أبوابها الأصيلة بعد , فما زالت ترى بصيصا من شعاع الأمل , و تنتظر أن يهب أبناءها ليتعاضدوا سويا و يحموا حماها , و ينصروها نصرة حق , سوريا بحاجة إلى كلمة حق من فيه صامت , علها تخفف من مصابها , سوريا بحاجة ليد حيادي تمسح عنها جراح الغدر , سوريا بحاجة إلينا جميعا قولا و فعلا, لأن خلاصها بأيدينا و مقتلها سيكون بأيدي الصامتين والحياديين و الخونة , يريد النظام الأسدي أن تكون حربا طائفية , و نحن السوريون نأملها ثورة أهلية, نجتث بها الفساد و نضرب بها الظلم بيد واحدة و من حديد .
يد بيد بنينا سوريا و رسمنا أحلامنا في فضاءاتها , و يد بيد سنلملم آلام و جراح سوريا و نعيد بناءها بأجمل الحلل لتكون سوريا المدنية الديمقراطية وطن للعدالة و المساواة و الحب و الحلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا لبشار ولا للعرعور
حلبي ( 2012 / 6 / 5 - 19:33 )
الموضوعية والنزاهة تقتضي ان نعارض النظام السوري الدكتاتوري الدموي البعثي وكذلك جماعات المعارضة والتي في غالبها ان لم اقل كلها اسلامية سلفية ارهابية تريد ان تحكم فينا نهج السلف الطالح ومقالة كهذه لم تشر بتاتا الى طرفي النزاع المسلح ارى انها غير نزيهة.. مع كامل مودتي


2 - معاً دائما
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 6 - 01:10 )
أصالتك و وطنيتك الصافية لمست قلوبنا جميعاً..لنضع أيادينا مع بعض كي نرد عنّا ظلم الطغاة
لك احترامي


3 - رد على التعليقات
راميا محجازي ( 2012 / 6 / 6 - 22:33 )
الأستاذ الحلبي , لست مع أي تطرف من قبل أي جهة سواء أكانت الدموية البعثية أو الإتجاه الإسلامي المتعصب , ثورتنا إنطلقت بأغصان الزيتون لتحقق المدنية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية , و الأهم أنها انطلقت لأجل إعادة ال إنسانيةالتي انتهكت من قبل النظام الأسدي
الشعب السوري شعب متنوع و محافظ في أغلبيته , تنوعه سر حيويته, و محافظته سر عراقته , لا بد من مشاركه الكل المختلف ولا مكان للإقصاء فسوريا لجميع السوريين بالنسبة لي لا أجد ما يقلق طالما أننا جميعا نبحث عن سوريا دولة مدنية ديمقراطية حرة . لدي بعض العتب على كلمة السلف الطالح فأمامنا في الغد الكثير من العمل لبناء سوريا من جديد و إعادتها نضره بعد الثورة و من الضروري علينا جميعا احترام فكر اللآخر المختلف بغض النظر عن اعجابنا أو رفضنا له
السيدة ماجدة :نحن معا وسنبقى معا يد بيد حتى نبي سوريا الحلم
و لكم خالص احترامي و مودتي راميا



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |