الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الثوريتن التونسية والمصرية

محمد بوجنان

2012 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بوجنان محمد

لست أدري لماذا أحسست وأنا أتابع المحاضرة التي ألقاها الصحافي الذائع الصيت السيد عبد الباري عطوان بطنجة بدعوة من مؤسسة الملك فهد للرجمة أن الكلام بدأ يرتج عليه وأخدت تصيبه الفهاهة والرتج وبدت صورته مهزوزة مهزومة لا أثر فيها للعنفوان الذي كنا نتابع به مداخلاته على الجزيرة إبان حروب لبنان والعراق وغيرها . بدت كلمات الرجل أبعد ما تكون على الإقناع والتأثير وباءت كل محاولاته في استحضار روح المد القومي من خلال حكايته الأثيرة مع رسالة عبد الناصر فاقدة لطعمها لكثرة ماكرلاها الرجل حتى أصبحت معلومة للناس يتوقعونها في كل محاضرة ولا يخيب ظنهم فقد عادت من المكرور المعاد لتلميع زمن الناصرية ومن ثم البحث عن مسوغ لإقناع الناس بأن الأسدية هي آخر معقل للعروبة , وعندما يحس بعدم التوفيق يلجأ إلى أسطوانة المشروخة في التدخل الأجنبي من أجل الإستحواذ على النفط العربي .أتساءل إن كان علينا أن نضحي بنصف الشعب لكي نحمي إييولوجيا العروبة والبعث التي يصر أقطابها على إهانة شعوبهم ويتفنون في قتلهم بطرق تنم عن وجود خلل ما في العلاقة بين الشعوب والعسكر الذين أبانوا في أكثر من مرة عن حقد لا ينكن تصوره في معاملة الثوار والتنكييل بهم بما لا يدع مجالا لفهم حقيقة مفادها أن عقيدتهم موجهة ضد شعوبهم وليس ضد أعدائهم ولتكن هذا العدو إسرائيل التي ما فتئوا يبررون بهاديكتاتوريتهم ,يبدو لي أن الرجل محرج ولا يعرف كيف يتعامل مع الوضع ولقد صدق زميله حين اعترف بكثير من الشجاعة بأن الإنسان ويقصد بالضبط موقف جريدة القدس التي يترأس فرعها بالأردن لا يسعه إلا أن يعبر عن موقف فصامي من الوضع الحالي فلا يعرف الوجهة التي يأخذها من الأحداث ,تعبير أقل وقاحة من الدفاع المستميت على أطلال متهدمة, رئيس فقد كل مصداقيته حينما أعلن الحرب على شعبه وخرج عليهم بالدبابات التي يشتريها من حر مالهم لأن ما يجنيه من مال لنفسه يشتري به لزوجته أحذية ملمعة من الألماس لتطأ بها على مشاعرهم
وفي حديث آخر عن مصر الذي يمثل جزء من ارتباط صاحبنا بالناصرية كعقيدة و,العروبة كمبدأ يسمو فوق كل مبدأ ويسبق كل التزام حتى ولو كان في ذلك دعوة للقضاء على الخصوصيات الثقافية في دول والأنكى أن موقف الرجل مما يحدث في مصر يزيد موقفه غموضا ووضعيته كاستراتيجي مأساوية ذلك أن جل توقعاته باءت بالفشل وكل استشرافاته المستقبلية منيت بخيبة أمل لا نظير لها , فما يحدث في مصر الآن لا يختلف المصريون في تقديره فقد خرج الملايين من المصريين للشارع للتعبير عن رفضهم لهذه الأحكام السياسوية التي يرونها غير منصفة وتبتسر تجربة القضاء المصري الذي أصبح في حكم البعض آلة في يد المجلس العسكري الذي يديره مع مصالحه , فالغاية ليست هي محاكمة مبارك كأيقونة للفساد بمحاكمة يعرف المصريون إن هم قبلوها أنه سيكون لها ما يتبعها وستنتهي إلى لاشيء أي ستنتهي بتبرئته كما هو الشأن مع أبنائه وستبدأ مرحلة التطبيع مع الديكتاتور من جديد . لهذا فإن محاكمة مبارك لم تمثل شيئا ولا يمكن تصنيف ثورة المصريين على غرارها كأفضل ثورة في الربيع العربي والتمادي في البحث عن جذورها التاريخية للعودة من جديد للناصرية كرمز خالد للتغيير في العالم العربي للتأكيد على الريادة المصرية كأنها غاية . لا يريد عطوان أن يقدر ثورة التونسيين حق قدرها بل ينظر ‘ليها باستخفاف شديد عندما يقارنها مع نظيرتها المصرية لأنها بالنسبة إليه لا ترقى رغم أهميتها بالنسبة له لما يجري في مصر وموقفه تضحده الأحداث لأن الإنصاف يقتضي لأن لا يرتهن للمواقف وأن لا تحركه الإيديولوجيات بل أن يستقرئ الأحداث بحياد وموضوعية وأن يعترف بأن شرارة الربيع العربي انطلقت من سيدي بوزيد وأن تونس تستحق شرف الريادة وأن الهالة التي تحاط بالثورة المصرية والأهمية التي تتمتع بها والتي لا يمكن أن ينكرها أحد لا يجب أن تغير الأولويات والاستحقاقات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا