الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين

طارق محمد حجاج

2012 / 6 / 7
القضية الفلسطينية



السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين
بقلم/ طارق محمد حجاج
لقد أوصى الرئيس الأمريكي ترومان: أن تشجع أمريكا كليهما –المانيا وروسيا- على الاقتتال حتى الاستنزاف ( اذا أدركنا أن الرابح المانيا، علينا أن نقدم العون لروسيا، وإن قاربت النصر روسيا، علينا بمساعدة المانيا. وبذا سيقتتلا حتى يخسرا أكثر رجالاتهما، برغم أني لا أريد هتلر منتصرا تحت أية ظروف)... من كتاب الدبلوماسية لـ"هنري كيسنجر".
تلك هي الصورة الحقيقية للسياسة الخارجية الأمريكية، وبالكاد هي مثال وواقع لسياسات باقي الدول الأخرى على الصعيد الدولي، فالظاهر منها مد يد العون للمساعدة والباطن منها قطع اليد التي ستمتد لقبول هذه المساعدة، هذه هي السياسة التي لا تعرف الصدام والخصام، هي الصورة المشوهة عن الصورة الحقيقية القائمة بالفعل، أو الصورة التي يسعى أحد الأطراف أو كلا الطرفين للوصول إليها، فهي لعبة ذكاء ينسج خيوطها السياسيون وتنفذ بصورة طيبة تحت ظلال العلاقات الدبلوماسية.
فلم يعد للكراهية الظاهرة والترهيب والتخويف في الحديث ذاك الأثر وذاك السيط كما كان في العصور القديمة وحتى العصور الوسطى، لقد اتفق الساسة على مستوى دول العالم كافة على أن تسود هذه السياسة في التعامل بين الدول للحيلولة قدر الامكان دون نشوب مشادات كلامية وتصعيدات خطابية في لهجة الحديث المتبادل والابتعاد عن التراشق بالمصطلحات العدائية.
ولئن كان الاتفاق بين الدول على اتباع واعتماد هذه الصيغة الدبلوماسية للتعامل والتحاور بين الدول، إلا أن الوجه الآخر للسياسات الخارجية الدولية لم يكن أبدا محل اتفاق أو اجماع دولي، فالسعي الدؤوب للسيطرة وكسب النفوذ والدخول في الأحلاف وحماية المصالح الخارجية ما زال يحول دون وجود نوايا صادقة للقيام بمثل هذه التعاهدات والاتفاقات، لذلك فالسياسة الخارجية للدول تحاول أن تظهر بصورة حسنة للرأي العالمي، في حين أنها تحمل في باطنها الكثير من الويلات التي تهدد مصالح الدول الأخرى.
لقد أطلت عليكم في التقديم وألتمس منكم العذر على ذلك، ومن وجهة نظري فلإطالتي ما يبررها ويدعم من وجودها، فهي لم تكن مجرد كلمات رصت بشكل يتناغم واصول الإنشاء، بل هي مقدمة حقيقية ومدخل تمهيدي سليم لتوضيح هذه الفكرة.
وكما باقي المقالات التي تنشر فقد جاء مقالي ليعالج مشكلة حقيقية قائمة يسلط الضوء على خفايا السياسات الدولية تجاه القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية محور الصراع العربي الإسرائيلي، وتحتل مكانة عظيمة في نفوس الشعوب العربية والإسلامية، لذلك فكل الدول تحاول أن تفتح لسياستها الخارجية باباً على القضية الفلسطينية، ليكون لها دور في توجيه هذا الصراع، وتفتح لها نافذة على دول الوطن العربي والإسلامي لتشارك في رسم السياسات الدولية.
وما أريد أن أعنيه هنا أن السياسات الخارجية للدول والمنظمات الدولية وإن كانت تدغدغ مشاعرنا وتلهب حماسنا سواء بالتصريحات المؤيدة للقضية الفلسطينية أو بالمساعدات الإنسانية والاقتصادية من جانب، أو دعمها لفصيل فلسطيني أو أكثر سواء في السر أو العلانية من جانب آخر، فهي لا تعني بالضرورة أنها تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، فربما تكون النوايا والأهداف الباطنة ذات نتائج كارثية وخيمة على الشعب الفلسطيني.
إن الدول عندما تضع سياساتها تأخذ بعين الاعتبار مدى وعي المجتمعات التي تنوي التعامل معها، ومن المؤسف أن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني غير ملمين بالعلوم السياسية وغير مطلعين على الأحداث والمجريات الدولية مكتفين بالأحداث المحلية، وغالبا ما تقتصر الرؤية على النظر إلى الظاهر المبهج والمفرح للسياسات الدولية، ولا تتعداها بنظرة ثاقبة وتحليلية لمجريات الأمور، فمن أحد المسلمات في السياسات الدولية أن الدول لا تقم بخطوة إلا لتستهدف تنفيذ عمل معين وهدف بعينه تريد الوصول إليه وتحقيقه، فيجب أن تكون التساؤلات حاضرة دائما في ذهنك، وتتساءل عن الهدف الحقيقي لهذا التصرف أو ذاك، اما أن نفرح ونغني ونرفع اعلام وشعارات لأحد الدول الداعمة لأحد الفصائل الفلسطينية المقاومة، بالرغم من الفروق الصارخة والاختلافات الواضحة في الدين والأهداف والسياسات بين الداعم والمدعوم، ونبرر قبولنا وفرحتنا بهذا الدعم بأن كل من يدعمنا فنحن نرحب به فهذا الخطأ بعينه، لأن الدعم لم ولن يكن دون شروط مسبقة مهما حاولت الفصائل أن تبرر ذلك، ولنا مثال حي على ذلك "دولة قطر" و"قناة الجزيرة القطرية"، دعونا نرى التناقض في الأفعال والأقوال، أولا تحولت قناة الجزيرة القطرية لدعم المقاومة الفلسطينية ودعمت الحركات المعارضة "الاسلامية" في فلسطين، في حين هاجمت السلطة الفلسطينية بشكل غير مسبوق، وبالقطع فهذا التودد وذاك الهجوم لا يخدم القضية الفلسطينية وإنما عمق الخلاف وتسبب في الانقسام، والآن يعزز ويزيد الشرخ الفلسطيني الذي يضعف القضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وفيما حاربت قناة الجزيرة السلطة الفلسطينية بوثائق ويكليس، فقد تضمنت أحدى الوثائق أن رئيس قناة الجزيرة "وضاح خنفر" عميل لأمريكا منذ العام 2005م، فقد كان يرسل التقارير قبل نشرها للموافقة عليها من الاستخبارات الأمريكية، فهل يعقل ذلك؟؟!!
وبالنسبة لدولة "قطر" قطر الدويلة الصغيرة التي تحاول أن تأخذ دور دول كبرى على صعيد السياسات الخارجية، فجاءت أو( أوجدت) لتضرب وتهمش دور مصر والسعودية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي، فوقفت قطر ضد سياسات مصر والسعودية ودعمت الحركات المسلحة والمعارضة في الوطن العربي، خاصة حركة حماس، واستقبلت خالد مشعل بديلا للرئيس محمود عباس في القمة التي دعت إليها، والتي دعت إليها كل من حماس وإيران، فهل يعقل أن تدعو مواطن كخالد مشعل لينوب عن رئيس دولة؟؟، أي تخبط هذا وأي انحطاط في الأخلاق، فالمصلحة واضحة شق الصف الفلسطيني، وعلى صعيد منفصل كيف تقف قطر مع الحركات الاسلامية وتحتضن القرضاوي الذي بات مفتي لمصالح قطر في العالم الإسلامي، وكيف يجلس رئيس رابطة علماء المسلمين في دولة تحتوي على أكبر قاعدة أمريكية في الوطن العربي، في حين لا يجرؤ مرة واحدة على نقد ذلك؟؟ وكيف تدعوا قطر لحرية فلسطين ودعم المقاومة وهي تدعم امريكيا التي توفر الدعم لإسرائيل انطلاقا من الأراضي القطرية؟؟ فأي تناقض هذا؟؟؟ ولماذا لا تسمح قطر بدخول الفلسطينيين إلى أراضيها أسوة بالسعودية والأمارات وغيرهما؟؟.... تساؤلات لا أجوبة لها.
فالمؤشرات كلها تدعم الرأي الراجح الذي يفيد بأن الوجود والتحرك القطري في الوطن العربي جاء بدفعة من الولايات المتحدة الامريكية التي وعدتها بموقع أفضل على الخريطة الدولية، اذ ما نجحت في ضرب السياسة المصرية والسعودية، واستحوذت على قبول ورضى الشارع العربي والفصائل الفلسطينية المعارضة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تدغدغ
عمر ( 2012 / 6 / 7 - 04:03 )
عجبتني تدغدغ


2 - آين آالمجيبَ ومن آالمسآولـ .. !!
بشار ( 2012 / 6 / 7 - 15:49 )
مقـآالـ وحوآرر جميل وكلامَ مرتبَ وصريح ْ ،،

بآتتَ القضيه الفلسطينية كآس كلآ يشرب منه على ذوقة فتسآلتكَ وآضحةَ ومبينةَ ولـكنْ آين المجيبَ والمسآول عن هذة التسآلاتَ .. !!

ولـآ سيمآ بآن الدولـ العربية كلها تعرف وملمة بكل هذة الامورر ولـكن يا آسفآ على ما ضاع من اعمارنا فى سمآع آكازيبهم وتخططاتهم المسابقه لكل فعل او حدث

يعطيكـ آالعافيةَ وجميل ما خطتَ آنآملك آخ طارقَ )


3 - آين آالمجيبَ ومن آالمسآولـ .. !!
بشار ( 2012 / 6 / 7 - 15:51 )
مقـآالـ وحوآرر جميل وكلامَ مرتبَ وصريح ْ ،،

بآتتَ القضيه الفلسطينية كآس كلآ يشرب منه على ذوقة فتسآلتكَ وآضحةَ ومبينةَ ولـكنْ آين المجيبَ والمسآول عن هذة التسآلاتَ .. !!

ولـآ سيمآ بآن الدولـ العربية كلها تعرف وملمة بكل هذة الامورر ولـكن يا آسفآ على ما ضاع من اعمارنا فى سمآع آكازيبهم وتخططاتهم المسابقه لكل فعل او حدث

يعطيكـ آالعافيةَ وجميل ما خطتَ آنآملك آخ طارقَ )


4 - تسلم يا دكتور بشار
الكاتب طارق محمد حجاج ( 2012 / 6 / 7 - 19:57 )
وشكرا لكل من مر على مقالي

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة