الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار على تخوم الطائفية: حمزة رستناوي- رائق النقري

حمزة رستناوي

2012 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هذه المادة هي حوار على هامش مقال لكاتب السطور "الطبعة السورية من شيطان القاعدة"منشور في الحوار المتمدن العدد 3745*
(1)
*يقول رائق : "وصف الميليشيات بالطائفية هذا ينقصه الدقة ففي حلب لا يوجد غير السنة وحجمهم هناك وفاعليتهم أهم من حمص و حماه واللاذقية ." انتهى الاقتباس.
* تعقيب حمزة :
ورد التعبير التالي حرفيّا في مقالي : " و كذلك استخدامه مليشيات طائفية "علوية " لقمع الحراك الاحتجاجي و التنكيل بحاضنته الاجتماعية " انتهى الاقتباس.
أنا لم أكتبْ أن كل الميليشيات التي يستخدمها النظام لقمح الحراك الاحتجاجي هي مليشيات طائفية " علوية " ؟!
لقد استخدمتُ صيغة محدّدة في الكتابة " صيغة النكرة "
- في مناطق توزع العلويين في محافظات : دمشق – حمص - حماة –ادلب – الساحل " قام النظام الاستبدادي باستخدام مليشيات طائفية " علوية " لقمع الحراك الاحتجاجي , فإذا كانت محافظة حلب و المحافظات الشرقية بالصدفة ليس فيها تجمع ديموغرافي لعلويين فالعتب على الجغرافيا ليس أكثر , و الكثير من شبيحة هذه المناطق ليسوا أكثر من وكلاء تنفيذيين للتشبيح , و سيطرة مليشيات النظام في حلب و الرقة و دير الزور آخذه بالتآكل يوما بعد يوم .
- هل الاعتراف بوجود مليشيات طائفية "علوية " يستخدمها النظام هو مناف لبرهان الحدوث أوّلاً , و برهان الفطرة ثانياً ؟!
و هل هذا يسيء للنظام أم للعلويين كبشر و سوريين ؟!
و هل الطائفية في المثال السوري هي تعبير سياسي أم عقائدي ؟!
إجابتي :
هو حجّة على النظام الاستبدادي , و حجّة - فقط - على العلويين الذين يستخدمهم في أعمال القتل و النهب و التشبيح , و يسخّر غرائزهم الطائفية لخدمة السلطة ؟
و وجود مليشيات طائفية "علوية " ليس بحجّة على العلويين عموما , و خاصة على الوطنيين الأحرار منهم , فكل مجموعة سواء كانت دينية أو عرقية أو عائلية فيها الصالح و الطالح الأقل أو الأكثر ..الخ و لا تزر وازرة وزر أخرى .
*ملاحظة : بشكل ارادي أو غير ارادي أخذ الحوار أعلاه طابع صراعي آمل أن يكون باتجاه إيجابي توحيدي و هو من باب المكاشفة و نقد السلطة و المجتمع السوري.
(2)
*يقول رائق : " وبالتالي فالمقطع التالي هو حكم اعدام تتخذه بدون قرائن : “الطبيعة الطائفية للنظام السوري ” كيف تثبتها ؟ هل النظام ينشر مذهبا معينا ؟ أم يعتمد المذهب السني رسميا وتعليميا ؟ " انتهى الاقتباس
*تعقيب حمزة:
في هذه العجالة سأكتفي بالإشارة إلى أن الملاحظات التالية:
- النظام الطائفي لا يأخذ شكل واحد بل هو طريقة تشكل و صيرورة حركية احتوائية احتمالية نسبية , و بالتالي فالنظم الطائفية لا تتطابق بل تختلف عن بعضها البعض وفقا للسياقات الزمكانية .
- وصف أي نظام بأنه طائفي يجب أن يكون بناء على معايير موحدة و ليست منحازة لفئوية طائفية دون أخرى.
- أي سلطة استبدادية تستند على عصبيات عائلية أو عرقية أو طائفية أو..الخ أو جميعها , فطبيعة النُظم الاستبدادية لا تتوافق مع حياديتها تجاه الفئويات الاجتماعية المختلفة , لكونها تقوم أساسا على الولاء الأعمى للزعيم , و النُظم الاستبداديّة تفتقر للنظرة الفردية لمواطنيها بمعزل عن انتماءاتهم الاجتماعية , و لذلك ليس بالمستغرب على نظام استبدادي فاسد – كالنظام السوري - أن يتعاظم المُركّب الطائفي فيه خاصة عندما يمر بصراع يمس وجودها.
- المجتمعات التي تتحوّى الدين بطريقة طائفية – و ضمنا سوريا - و التي لم تنجز حداثتها السياسية بعد , من المتوقع و المحتمل أن تأخذ التعبيرات السياسية فيها – و على رأسها السلطة - أشكالا طائفية.
(3)
*يقول رائق : " هل انطلق المتظاهرون والمسلحون من الجوامع أم من غيرها؟
هل استخدموها كمتاريس ام للتعبد فقط ؟ " انتهى الاقتباس.
*تعقيب حمزة:
-إن انطلاق المتظاهرات من المساجد عقب صلاة الجمعة خاصة في بداية الثورة السورية يجب النظر إليه في سياق المجتمع و السلطة السورية , فصلاة الجمعة هي المناسبة الوحيدة التي تتيح – زمنيا و مكانيا - لكم كبير من الناس التجمع في ظل سلطة أمنية مفرطة القمع , و دليل ذلك لم تنجح خلال الاشهر الاولى المحاولات المتكررة للتظاهر بأعداد مهمة في الساحات و الميادين العامة باستثناء حماة .
-عمليا المناسبتين الأكثر فاعلية في حشد التظاهرات هما عقب صلاة الجمعة و عند تشييع ضحايا عنف النظام , و على سبيل المقال: التشييع يتم وفقا لمراسيم الشريعة الاسلامية بشقّها "السنّي" فهل يعتبر هذا وفقاً لمقياس الصديق رائق ممارسة طائفية ضد النظام الوطني العلماني ؟!
-يمكن تفسير انطلاق التظاهرات عقب صلاة الجمعة بالطبيعة المتدينة للسوريين البالغين الذكور عموما فربما ما يقارب نصف إلى ثلثي السوريين يؤدون صلاة الجمعة , و ليس في خروجهم عقب صلاة الجمعة طالبين الحرية و العدالة و الكرامة الانسانية ما يطعن عن شرعية مطالبهم , على النقيض من ذلك مثلا لو ظهر سلوكيات أو هتافات ذات طبيعة طائفية لكان ذلك عيبا و انحرافا عن بوصلة الحراك الثوري الوطني.
-يجب فصل الديني عن السياسي على الاقل اجرائيا , فمثلا الكثير من الشباب - و أعرف الكثير منهم شخصيا - الذين يخرجون للتظاهر في المناطق الحامية يغتسلون و يتشاهدون قبل خروجهم لوجود احتمالية كبيرة لقتلهم برصاص الامن و الجيش و الشبيحة , فهل في ذلك خرق لوطنية الحراك الثوري الاحتجاجي , و اثارة للنعرات الطائفية؟!
-أخيرا استخدام المساجد في الثورة السورية كقاعدة للانطلاق ليست ثمة سلبية بحد ذاتها ما لم يرافقها سلوكيات أخرى , و كثير من رجال الدين المناصرين للثورة قدّموا أمثلة و عرضوا خطابا وطنيا ايجابيا و دفعوا ثمن ذلك غاليا كما في مثال الشيخ أحمد الصياصنة و الشيخ سارية الرفاعي و الشيخ كريّم راجح ..الخ
-و أما قضية استخدام المساجد كمناطق عسكرية و متاريس فهذه بالفعل ممارسة كانت موجودة من قبل ميليشيا الاخوان المسلمين ابان أحداث الثمانينات , و هي ممارسة سلبية مُدانة سواء بمقياس الدين أو السياسة في الماضي و الحاضر , منذ بداية الحراك الثوري الاحتجاجي سعى النظام جاهدا لاستحضار صورة التجربة السابقة للإخوان المسلمين و تكلم باكرا عن امارات اسلامية و تنظيم القاعدة في محاولة للشحن الطائفي و المتاجرة الخارجية بدماء أبناء شعبه , أيا كان فخروج مظاهرات من مساجد ليس قرينة كافية للطعن بوطنية و شرعية الحراك الثوري الاحتجاجي.
-ابان النضال ضد الاستعمار الفرنسي لعب رجال الدين دورا هاما في تحريض الناس على التظاهر و مقاومة الاستعمار من دون أن يعني ذلك كون رجال الدين هؤلاء طائفيين أو ظلاميين بل النقيض أو الاقرب للصحة
-أين أدلة و قرائن الزعم بأنه تم استخدام المساجد كممارسة شائعة كمتاريس ؟ هل يوجد دليل موثق يبرهن حدوث ذلك فعلاً ؟؟ وليس فبركتة كما في مسرحية الجامع العمري في بداية الاحداث ؟؟ على طريقة قناة الدنيا و الاخبارية السورية ؟؟!
(4)
*يقول رائق : "ولماذا لا ترجح كثير من تصرفات المعارضة أيضا بوصفها مجرد أعمال تحريضة لإحراج النظام ؟ لماذا لا تكون مجزرة الحولة مصنوعه بقصد تبرير قرارات دولية تتطلب ذريعة , ومقتل 100 لن يزيد بعدد من يعلن قتله يوميا فلماذا لا يقتلونهم هم ويكسبون أكثر ؟؟ " انتهى الاقتباس
*تعقيب حمزة:
لم أكن أتوقع أن يقوم رائق النقري – الفيلسوف مؤسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي - بتبرير أو البحث عن أعذار لقتلة الأطفال في الحولة ؟!
- هل يوجد أباء و أمهات قُتِلَ أطفالهم يجاملون أو يكذبون في تحديد هوية من قتلهم ؟! إن أهالي ضحايا مجزرة الحولة يعرفون القتلة و يوجد شهادات موثقة لهم , و يعرفون و دوافع القتلة الطائفية في ارتكاب المجزرة , القتلة هم غالباً جيرانهم من القرى المجاورة و هذه ليست المجزرة الاولى ,و اليوم مجزرة جديدة في القبير في ريف حماة و قبلها في اللطامنة و قبلها في تفتناز و حماة و بابا عمر ؟ و أما شماعة القاعدة فلم تعد تفيد, المطلوب الجرأة في الاعتراف بمن يكون القاتل؟ و من يكون الضحية؟ و كذلك موقف أخلاقي تجاه المجزرة .
و أيا كان الوضع فهذا لا يعفي النظام الاستبدادي من مسؤوليته في حماية المدنيين و القيام بتحقيق غير مخابراتي طبعا لكشف ملابسات المجزرة.
(5)
*يقول رائق : "يعني فعلا أنت هنا أبعد ما تكون عن عرض مصالح تثبت برهان الحدوث بما فيها الحديث عن كون اتجاه القاعدة هامشي في سوريا وتعذر لكونك لا تعلم ان زعماء القاعدة في العالم اغلبهم سوريون وأهمهم من ادلب, السلطة ساعدت في نموهم بسياسات النفاق الديني , ومقالك يؤكد كونها لم تنافق بما يكفي بعد ؟؟" انتهى الاقتباس
*تعقيب حمزة:
جدلا كون عدد من زعماء القاعدة من أدلب, و كذلك في حال وجود للقاعدة في هذه المناطق - و أنا ابن المنطقة و حد علمي لا يوجد حضور يعتد به للقاعدة فيها حتى الان - و لكن هذا لا يبرر ارتكاب المجازر و قتل الاطفال و حرق المحاصيل الزراعية من قبل النظام و شبيحته ؟! .
(6)
*يقول رائق : " لكن ثالثة الأثافي ومفتاح المغالطات الذي يعطل -لوحده – بداهة المصالح المعروضة في مقالك هو:“السوريون الذين خرجوا في ثورتهم ضد الاستبداد لا أظن سيقبلون بالاستبداد أيضا”
ألديهم مشكلة مع النظام ؟ أم مع طائفة رئيس النظام وبعض المتنفذين فيه بنسب وحصص لا تساوي حجم خلفيتهم الطائفية , وكأنهم انتموا الى البعث من اجل المحاصصة الطائفية فقط ؟" انتهى الاقتباس.
*تعقيب حمزة:
نعم لديهم مشكلة مع النظام و مشكلة كبيرة , حيث أن استباح آدميتهم و كرامتهم و نهبهم , و انطلقت الثورة السورية مطالبة بإسقاط النظام و تحقيق العدالة و حق الحياة , و لكن النظام سعى منذ البداية – و بدعم و تستر من مثقفين طائفيين و علمانويين - لتشويه الثورة و حرف مسارها عبر اللعب على الوتر الطائفي و قد نجح النظام باستخدام الطائفة العلوية عمليا كأداة لقمع الثورة و حرفها عن مسارها , فإذا نحن على مشارف حرب أهلية ؟!.
*الاقتباسات مأخوذة من مقال لرائق النقري بعنوان : مفتاح مغالطات يعطل بداهة مصالح : "السوريون الذين خرجوا في ثورتهم ضد الاستبداد لا أظن سيقبلون بالاستبداد أيضا" منشور في موقع مدرسة دمشق للمنطق الحيوي damascusschool.wordpress.com
**المقال الأساس بعنوان " الطبعة السورية من شيطان القاعدة " على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=722&aid=310058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعية الموت التي لايتبئ بها الا من رأى
نائل الصاري ( 2012 / 6 / 7 - 13:55 )
هذه الاوهام التي تنكر الصيرورات النفسية تتناقض مع منطق السلطة ذاتها واقصد شعار الثورة السلمية؟ فالطموح للسلطة وعمليات القتل المتواصلة ستمرس جماعات لها حرفة عالية بالتكيتك والمناورة والاستحواذ وهولاء هم مرشحون ان يكونوا طليعة نواة اي تشكل سلطوي بديل طالما ان الجانب الاكراهي في تشكيل السلطة هو الذي يعرف امتيازاتها ومؤسسيها لكن السؤال الموجه لك الى قدر ممكن ان تضبط انعالاتك المذهبية وتمنع تسللها الى اللاوعي في عملية كتابة هذه المقال فانت الان مستميت تماما بالدفاع عن القتلة المذهبيين دون اي نقد موضوعي يكون على الاقل تقويما لتجنب السقوط في استبداد ثاني الذي تنفيه وكان زوال الاستبداد يعني بزوغ نقيضه -العراق مثالا. لكنك رفضت ان تمسك بالمشرط لتشريح كل الحراك بايجابيته وسلبياته لان باعتقادك ان اي نقد للحراك يقوض عملية اسقاط النظام ومن جهة اخرى اي نقد موضوعي للعواقب ينسجم تماما مع البنى النفسية الصامته التي لاترى الحوادث االا عبر لعبة الطائفية


2 - السلاح النووي- الطائفية
نائل الصاري ( 2012 / 6 / 7 - 14:40 )
ماهي حدود الطائفية المضادة التي تقترحها؟اقصد بعض رجال الدين اقترح منطق ضرورة ان تعيش الاغلبية بسعادة والسعادة لن تتحقق الا بزوال النقيض اما رجال السياسة في قطر والسعودية فمقترحهم هو تكوين جيش سني له حساسيات مذهبية تقوض اي نفوذ ايراني ويقطع جسور العلاقة مع حزب الله ومع ذلك انت تقترح دمغ السلطة باولوية المذهبية قبل الاسبتداد فالحتم هواما غالب او مغلوب وان اي تحول للسلطة باشراف دولي لن يكون له معنى طالما البنى المذهبية للسلطة وليس الاستبدادية لم تفكك واقصد اقصاء العلويين من مؤسسات الجيش والامن والشرطة وبالتالي تعريفهم كاقليلة تابعة لحكم الاكثرية لا مواطنيين على قدم المساواة كما اقترح غليون. في السياسة الاغبياء والغرائزيون دائما يجربون كل الاشياء التي جربها الاخرون لان الحكمة لاتنقل وانما تعاش واقصد افراغ الحساسيات المذهبية الانتقامية الخسئيسة حتى بلوغ الطهر الطهر الكلي عما جرى واستعادة النصر والسطوة لمنح العفو لاحقا. العجيب انك حتى لم تتكلم عن المجازر هناك على قدم المساواة لا بل حتى لم تناقش لما اصحاب القرى المجاورة فعلوا ذلك ان كانت الرواية هي ليست جماعات القاعدة من ادلب والرستن

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -