الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يبدل الإنسان بغير الإنسان

رغد نصيف جاسم السراجي

2012 / 6 / 7
حقوق الانسان


يكاد الواقع الطبيعي لمجتمعنا يكمن وراءه حب الكسب السريع وبغض التعب والمسؤولية وتحمل المشقة ، وكيف يمكن تكليف الإنسان في مجتمعنا أن يتحمل مختارا مرارة الألم الدفاع عن الحق ومؤمنا بمقولة سيدنا أمير المؤمنين .... لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.
هنا تصبح الألوان رائعة من الإيثار التي سنشاهدها في الإنسان الذي يؤثر ولده وصديقه على نفسه بتمسكه بالقيم والمبادئ.
و نتساءل كيف يتحقق كل ذلك ؟..كيف يتم خلق طبيعة جديدة داخل الإنسان تجعله يضحي إلى حد ما بمصالحه الخاصة ومكاسبه المحدودة في سبيل المجتمع ومصالحه وتصبح تلك هي القيم والمكاسب في حياته الجديدة التي نسعى إليها. كلنا يعي واقع مجتمعنا العراقي حاليا الذي هو نتاج ظروف غير طبيعية مر بها العراق منذ ثلاثة عقود ونيف أدت إلى إفراز مفاهيم وأسس جديدة تكاد تحكم المجتمع لتضفي صورة عليه بألوان مبهمة وغير مفهومة.
لقد أفضت هذه الفترة إلى قيم جديدة انعكست نفسيا وثقافيا واقتصاديا لتشمل كل أوجه المجتمع.
إذ أدى سقوط الكويت في العام 1990م، ومن ثم بغداد في العام 2003م، إلى حوادث "الفرهود" الذي أنتج لنا طبقة اقتصادية كادت أن تأخذ زمام الأمور في المجتمع إذ من يمتلك المال يمتلك السلطة، فكيف الحال إذا ساد جهالها؟
إن شيوع فكرة الكسب السريع وبدون جهد بخلاف.. لكل مجتهد سعيه ..أدت إلى ترك بصمتها على نسبة من الجيل الذي نشئ في ظل هذه الظروف , وقد نجد بعض المفاهيم غير المسؤولة ترتسم بصورة واضحة لدى بعض أعزائنا الطلبة بكافة مراحلهم الدراسية، وفي الأغلب الأعم نجد فكرة النجاح بدون جهد وهذه تؤدي
1
مستقبلا إلى رسوخ فكرة الحصول على المال بدون مشقة. وهذا هو الظلم للمجتمع وخراب العمران. إن النهوض بهؤلاء أمر ليس باليسير كما انه ليس بالعسير فلعل إعطاء منحة إلى طلبة الدراسة الابتدائية وصولا إلى طلاب الجامعة وفق قاعدة لكل مجتهد سعيه أو نظرية الثواب والعقاب، أي نعطي المنحة بشروط وهي سلوك الطالب والتزامه ودرجاته وفي حالة إخلاله بهذه الشروط يجب أن يسترد ما بذمته. مثل هذه الشروط سوف تفضي إلى إحساس الطالب بالمسؤولية تجاه نفسه والمجتمع،وهنا يدرك أن المال العام هو لخدمة الصالح العام.
وعندئذ سيتم انتزاع من صميم الإنسان طبيعته بحب الذات وإبداله بحب الجماعة والسعي , وهنا يشعر بالانتماء إلى المجتمع فهو جزء منه ,وسعادته ومصالحة تمثل جانبا من السعادة العامة ومصلحة المجتمع .
إذ أن المجتمع هيئة قائمة لحساب الكل وكل فرد فيه له حقوقه المادية والمعنوية, وان لكل مجتهد سعيه.
وأخيرا لا حاجة إلى القول أن تفعيل قاعدة لكل مجتهد سعيه, تحتاج إلى منظومة متكاملة من العمل والجهد الفكري التربوي التثقيفي والإعلامي تشمل كل فئات الشعب وطبقاته من اجل إن تصبح هذه القاعدة مذهبا يعتنقه الجميع ويؤمن به طوعا لا كرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق