الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أنقذ المالكي : إسرار الساعات الاخيره!!

عزيز الدفاعي

2012 / 6 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سبق ان اشرنا في مقالين سابقين الى خلفيات ألازمه السياسية ألراهنه وما يمكن ان تتمخض عنه باعتبارها ليست مجرد ازمه عابره او طارئة على الواقع السياسي الراهن في العراق الذي عرف من الاحتقان الكثير والذي أصبحت نخبه أكثر مهارة في ألمناوره وفي لعب الأوراق السياسية بحذاقه تفوق لاعب البوكر المتمرس .
وفيما سارعت بعض الإطراف إلى إلقاء أوراقها في هذه ألخانه او تلك على مائدة الروليت وفق حسابات الربح والخسارة بغض النظر عن تداعياتها على الواقع العراقي وهمومه فان إطراف أخرى وجدت ان هذا النفق لابد ان تكون له نهاية محدده تعتمد على نيل المكاسب الحزبية والفئوية قبل أي اعتبار أخر مستنده على قدره الإطراف الأهم والشريكة في هذه أللعبه على ممارسه عمليه التصعيد وشد أعصاب الخصم او الخصوم الآخرين او انتظار تفاعلات الحدث الذي عمدت فيه بعض الإطراف إلى الرهان على تحويل جزء من الصراع الى الشارع كما هو الحال في إيه ازمه بين النخب الحاكمة أملا في الرهان على التصعيد الطائفي الذي تجسد في تفجير مقر الوقف الشيعي في بغداد ودخول بعض الأبواق لتكمل النشاز في الجوق الذي أذهل الشارع العراقي الذي بات أكثر خبره ودراية بدوافع هذا التصعيد الخطير الذي شل الحياة وانذر بعواقب وخيمة خاصة في ظل معرفه الناس وقلقهم مما سيجري فيما لو سقطت الحكومة.
اذا كانت الإطراف المناوئة لرئيس الوزراء التي حولت القضية مع الحكومة الى( ثار شخصي) او تصفيه حسابات بالدرجة الأولى مستغله الأخطاء وانفراد حزب الدعوة ونقص الخدمات وكان يفترض بها أن تقدم المبررات الموضوعية لأقاله المالكي في مشروع طلب سحب الثقه كان لابد ان يرفع للبرلمان لا لرئيس الجمهورية لطالباني الذي بحذره ومكره الشديد القى بالكره في ملعب النجيفي والذي لم يكم طرفا محايدا في هذا الصراع بصفته رئيس البرلمان بل خصما لدودا فان هذه ألازمه أكدت على حقيقة النوايا وتعثر مشروع الشراكة ومبدأ التوافق ألاثني على حساب الهوية الوطنية الواحدة شبه الغائبة منذ تأسيس مجلس الحكم وحتى اليوم .



كان يفترض بهذا المشروع ان يطرح في البرلمان او المؤتمر الوطني وان يصاغ بعناية ويكون خطابا موجها للمواطنين يكشف مبررات طلب نزع الثقه عن الحكومة التي يستحوذ المناوئون للمالكي على اغلب مقاعدها الوزارية لكي يعرف الشعب حقيقة ما يجري ومبرراته إسقاط الحكومة ليكون القرار معبرا عن الاراده الشعبية وبما يعز عمليه التداول السلمي للسلطة بدل كل هذه الدسائس واللقاءات السرية التي تعيد أجواء الانقلابات بصيغه جديدة .
كان بإمكان معارضي المالكي الاستقالة الجماعية من الحكومة بدلا عن هذه ألازمه التي مورس فيها اكبر قدر من التصريحات والاتهامات والأضاليل والإخبار غير الشفافة لتوتير الأجواء السياسية وشل عمل الحكومة ونقل ملف الصراع إلى الخارج كالعادة مما يؤكد مجددا ان الاستقواء بالخارج صاحب ألكلمه الفصل في كل ازمه هو من بين أعمده الدستور غير المكتوب في عراق ما بعد صدام حسين .

الصدر يون والعراقية والأكراد رغم حساباتهم المتناقضة تماما والتي يجمعها العداء المشترك للمالكي تسببوا في في طرح تساؤل هام إمام التحالف الشيعي وهو انه إذا كان 159( نا ئبا في التحالف الوطني ) لم ينجحوا في منع إسقاط حكومة المالكي كسيناريو مطروح فما هو حال بديله والذي سيكون مدينا للأكراد والعراقية في وصوله للسلطة هذا فيما لو اتفق احد داخل التحالف على البديل ؟؟؟
ثم هل يستطيع الصدر يون لوحدهم أداره العملية وهم بين قوى مختلفة خارج التحالف الوطني وداخله تكن لهم العداء وتعتبرهم مجرد( حصان طروادة ) وستتهمهم بشق وحده التحالف الوطني والخروج حتى على مرجعيه السيد الحائري....؟؟؟ كيف سيتعامل الصدر يون مع القضايا الخلافية خاصة مع الأكراد حول ملف كركوك والنفط وهوية الحكومة ونفوذها الغائب تماما في كردستان ؟
حتما سيكون الرابح هم الطرف الأخر العراقية والأكراد بمديات متباينة وانية بالنسبة للعراقية واستراتيجيه بالنسبة للأكراد لاختلاف جوهري بين توجهات الطرفين ... مثلا ماذا سيكون موقف علاوي حول الخلاف بين القوى العربية في ألقائمه العراقية في المحافظات السنية الأكثر انشغالا بهموم المناطق المتنازع عليها ككركوك وديالى والموصل وصلاح الدين ؟؟
في الطرف الاخر كيف سيتعامل حزب الدعوة والمجلس الأعلى والفضيلة والبدريون وبعض المرجعيات المتنفذه في النجف وباقي الاجنحه المنشقة عن العراقية وجبهة التغيير الكردية في معركة تشكيل حكومة بديله لو نجح سيناريو إسقاط المالكي ؟؟؟ هنا سيكون احتمال إجراء انتخابات مبكرة احد الحلول ألقائمه والذي سيرسم خارطة مغايره للتحالفات قد تخفف من حده اللون القاني للمشروع الطائفي الذي هو سرطان الدولة العراقية ومشروعها المدني لكنه لن يلغيه لأنه أصبح واقعا راسخا بجذور؟
لعبه شد الأعصاب والتصريحات التي فجرها الأكراد بعد قراءه متانيه للخلافات بين إطراف حكومة الشراكة الوطنية التي ولدت مشلولة وبدون نوايا صادقه للشراكة أكدت أنهم أي الأكراد أصبحوا اللاعب الأهم في الساحة العراقية من خلال العزف الماهر على وتر الخلافات والصراعات بين العرب وبما يخدم مصالحهم بالدرجة الأولى ويخفف من شده الاحتقان في كردستان حيث لعب لبرزاني ولطلباني دورين مختلفين على المسرح لبلوغ هدف واحد كان مبنيا حسب تصورنا على ترويض المالكي وانتزاع اكبر قدر من التنازلات منه وليس إسقاطه للخشية من أن يكون البديل أكثر تشددا تجاه مطالب الأكراد... وهو ما خدع الصدريين وقاده العراقية وبعض الأطراف الخارجية التي تتعامل مع تداعيات الفشل في الملف السوري و التي أغدقت العطاء للمعسكر المعادي لرئيس الوزراء املا في تسجيل نصر إقليمي غير مباشر ضد نظام الأسد الذي يلقى دعما كبيرا من موسكو والصين وطهران .

هذا التحول المفاجئ في ميزان أللعبه يمكن قراءته من تحركات المالكي خلال الساعات الماضية بعد صمت محير وتصريحاته الواثق بهزيمة مناؤيه وزيارته لكل من صلاح الدين والموصل معقل العراقية وإعلانه عن وسقوط مخطط الاطاحه بحكومته الذي راهنت عليه إطراف داخل التحالف الوطني وخارجه علانية او في السر .

حيث أشارت إنباء غير مؤكدة بشكل موثوق بان رئيس الوزراء قد عقد صفقة مع لبارزاني بوساطة لطالباني لإنهاء المازق وبحسب تلك المصادر فان الصفقة تتعلق بموارد الإقليم النفطية التي هي أهم ما يشغل الأكراد حاليا والتي فجرت الصراع بين بغداد واربيل وقد اشرنا له سابقا وربما الاتفاق معهم بالمقابل على أمور أخرى قد تزعج كثيرا باقي الإطراف السياسية المحرجة التي ستشعر انها قد خدعت قد تظهر بعض ملامحها لاحقا او ربما ستبقى طي الكتمان على غرار الصفقات السياسية بين قاده الكتل الرئيسية في أزمات كهذه وهو ما سينعكس على خفوت حده التصريحات في الساعات القادمة التي ربما ستركز على أسباب فشل مشروع إسقاط المالكي وعدم نجاحه وكيل الاتهامات لطهران !!!!
ويربط المراقبون بين هذه المعلومات وإلغاء زيارة نجيرفان البارزاني التي كانت مقرره لطهران والتي كانت ترمي الى إقناع الإيرانيين بتبديل المالكي بعد عوده صلاح ألعبيدي القيادي في التيار الصدري من طهران خالي الوفاض واعترافه بان طهران ترفض رفضا قاطعا تغيير المالكي باي بديل ومهما كانت المبررات والدوافع لان في ذلك إضعاف للعراق وتقويه للقوى الاقليميه الأخرى التي تشن حربا سافرة في المنطقة من هنا جاء تركيز كتله الأحرار على الاستفتاء الخاص بالانتخابات البلدية بدل معركة إسقاط المالكي المصيرية بالنسبة لهم التي وعد بها السيد مقتدى الصدر باقي الحلفاء السياسيين .
فيما تراجع احمد ألجلبي وتمسك المجلس الأعلى بالحكومه الحالية والدفاع عنها رغم أنهم ليسوا طرفا فيها.. وأكد حزب الفضيلة قدرته على قراءه الأفق الملبد بالغيوم بمهنيه وحرفيه لا تخرج عن الثوابت وما يحاك خلف الكواليس وهو موقف يستشرف نهجا مستقبليا يخدم الحزب والعملية السياسية في المستقبل القريب التي ستكون اكثر تعقيدا فيما لو تصرفت الكتل المتصارعة بردود الأفعال المتشنجة التي لا تراعي المصالح ألوطنيه.
كما يلاحظ أيضا تغير تصريحات صقور العراقية خلال الساعات الماضية والتي اتسمت بخفه حدتها فيما التزم آخرون الصمت ومن بينهم اسأمه النجيفي وشقيقه اثيل وصمت القادة الأتراك الذين التقوا بعض قاده العراقية والاكراد في اسطنبول خلال الأيام الماضية وإلقاء هذه الإطراف اللوم على السيد مقتدى الصدر باعتباره يخضع للضغوط الإيرانية!!!

بالمقابل ارتفعت حدة تصريحات المالكي ضد من وصفهم بمزوري التواقيع( وهم ستة برلمانيين) فيما كشف برلماني أخر لمصادر رسميه في دمشق ان دوله عربيه قدمت 3 ملايين دولار لكل نائب يوقع على طلب إسقاط المالكي الذي توعد بمعاقبه من تحالفوا ضده وانه سيكشف أوراقا وإسرار هامه حول ما جرى خلال الأسابيع الماضية ... وعلى غير المعهود بدا صقور حزب الدعوة يصرحون بان مقتدى الصدر يشق الصف الشيعي ويفتت وحدة التحالف الوطني وينال من هيبه المرجعيات الدينية وان مواقفه وتحالفاته منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم انفعاليه متناقضة بعدما كانوا يتحفظون على ذكره بالاسم الصريح خلال الأيام الماضية. بل وذهب بعضهم الى توعده بالعقاب وفتح ملف المرحوم عبد المجيد الخوئي والحرب الطائفية و التلويح بعرقلة مشروع العفو العام الذي قدمه الصدر يون للبرلمان العام الماضي كأحد الأوراق الهامة للفوز بالانتخابات البلدية حيث ينتظر الآلاف من جيش المهدي هذا القرار .
من جانبه بدا قاده التيار الصدري متخبطين في تصرفاتهم فتارة يخرجون للتظاهر دفاعا عن قائدهم ويرسلون له البرقيات للقيام بزحف مليوني إلى النجف يجيبهم عليه بالتروي .. وتارة يصرحون بأنهم مازالوا مصرين على سحب الثقة من المالكي وإنهم لا يخضعون للضغط من إي جهة كانت وهو ما سيعقد علاقتهم بطهران التي لا ترى أي بديل أفضل من المالكي في الفترة ألراهنه وربما أقدم الصدر يون في حال انسحاب الأكراد من هذه أللعبه إلى حفظ ماء وجههم وسحب وزراءهم من الحكومة واتهامها بالخضوع لابتزاز الأكراد شركاء الأمس في مشروع إسقاط الحكومة وهو أمر ربما لم يغب عن بال المالكي الذي سيجد نفسه بحاجه الى تقديم الكثير من التنازلات وأعاده ترتيب الأولويات وتحديد من هم أعداءه ومن هم أصدقاءه الحقيقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على