الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه فلسطينية قلقة

جورج حزبون

2012 / 6 / 7
القضية الفلسطينية



قدمت الفضائيتان الرئيسيتان / الجزيرة / والعربية / مقابلات لشخصيتين فلسطينتين الاول مع عزمي بشارة ، والثانية مع خالد سلام ( محمد رشيد ) والحلقات تناولت الشأن العام ، الاول تحدث كنبي عن المستقبل و الثاني عن الماضي كشهيد ومؤرخ .
والجزيرة تقدم عزمي بشارة باسم المفكر العربي ، لا ندري من اين وكيف اكتسبه ،وما هي مصلحة من اطلق القب، فمنذ ان كان طالباً بالجامعة العبرية بالقدس ، ظهر كشخصية مريضة بما يسمى ( البارانويا ) وخلقت له اشكاليات كثيرة ، ليس اقلها قصة الشابة اليهودية التقدمية ( سارة ) التي هاجرت الى كندا ، وحين التقيت معها حدثتني عن مسلك لا يمكن تصوره جرى معه ، واستغلال تلك العلاقة الى مطمع شخصي ، الى جانب انه ظل دائماً انطوائياً ربما بسبب اصبته المبكرة بمرض الكلى الذي توفي والده به ؟ وكان الى جانب هذا متعجرفاً استعلائياً ، وهنا ليس مناسباً التعرض لقضايا حصلت وامور تباينت، عرفتها بحكم العلاقة السياسية والاجتماعية ، لكن يردني موقف مهم حيث ان ايراده يظهر طبيعة الرجل الجاهزة للتاقلم مع المصلحة،من حيث انه كان يتحدث عن الثورات العربية وسيرورتها وتوقعاته ، فقد كانت نقابتنا تنظم كل عام ندوات فكرية حول ثورة اكتوبر الاشتراكية في 7 نوفمبر ، وعام 1984 كان عزمي بشارة مدعواً للالقاء محاضر تعنى بالمقاربة بين مفهوم الثورات والانقلابات ، ليصل الى ان الثورة البلشفية هي الثورة الوحيدة في التاريخ المعاصرالتي تستحق تسمية ثورة ، لانها جاءت بتغير كامل للمجتمع ونظام الحكم، وكانت طليعتها الطبقة العاملة ، التي وحدها القادرة على ذلك ، ثم تعرض للبرجوازيات و الطبقات في المجتمع، وان لا مستقبل لاية ثورة دون فكر ثوري ، علما انه مبعوث الحزب الشيوعي الى المانيا الديمقراطية في حينه لدراسة الفلسفة الماركسية .
اختلف عزمي مع الشيوعين او هم اختلفوا معه ، وشكل اطاراً له ذا منهج قومي ، فاصبح عبئاً يحتاج تمويل وهنا كنت الازمة ، هو اختلف مع الشيوعين ليعود الى الفكر القومي ، حيث لم يتمكن من الفوز بموقع قيادي عبر مؤتمرات الحزب ، وهو ما يتعارض مع شخصيته واستعلائيته ،فانتقل الى الفكر القومي وهو ما ساهم في توفر فرص الحصول على التمويل ، وهنا دخل منعطف اخر اوصله الى مغادرة الوطن، فقد انتعشت تلك المرحلة بالداخل الفلسطيني نزعات اسلاموية ، وتوافقا مع المرحلة رحل الى القومية متخليا عن الفكر الاممي .
ومن متابعة لقاءته ، نجد انتقالا نفعياً فقد دعم سوريا وسيد ( المقاومة ) بداية خروجه ، ثم استقر في قطر وتحول الى مستشاراً رصحاب البترودولار ، ولم يعد يستند الى منهج فكري محدد ، بعد ان تراجع عن الماركسية الى القومية ثم الى فكر عدمي ، في وضع يذكر بشعراء العصور الماضية وابرزهم المتنبي ، الذي مدح الجميع خلف مصلحته ، مسخراً قدراته لخدمة مطامحه ، من سيف الدولة الى كافور .

اما اطلاق تعبير المفكر العربي فهوكبير وثوب فضفاض ، حتى المرحوم حسين مروة ما كاد يصل اليه، وسواه بالطبع الكثيرين مناضلين وقادة وصانعي تاريخ وتراث من ساطع الحصري الى ميشيل عفلق الى جورج حبش ، لكن الدولة الاخشيدية المضيفة تحتاج الى مشايعين لها فهي تمتلك المال وهو لا يكفيوحده، وتحتاج الى النفوذ ، لتكون لها دوراً اقليمياً ان لم يكن قومياً ، وهذا بها متطالباتها من دعم ميليشيات واطارات سياسية مثل جماعات الاسلام السياسي ، وغطاء ايدلوجي ، ومنبر مؤثر يؤدي دور صوت العرب في الستينات مع اطلاله احمد سعيد ، وهذا ما قدمته الجزيرة وجمهرة الناعقين لها من مختلف المشارب ، على ان لا يختلفوا عن قيادتها ، وتبدأ العملية دينيا من القرضاوي ويحمل لقب ( علامة ) وربما المعصوم او هو لقب يوازي ذلك ، ثم عزمي القادم من ارض النضال التاريخي ليضيف ولو بالحضور الذاتي كعضو كنيست هارب ، مكانه على تلك الدولة التي تأخذ لذاتها قوامة العروبة ومنبر الديمقراطية دون ان تكون هي ذاتها نموذجاً لها ، فقط ان وضعها يقتضي حيازتها اطارن توفر لها النفوذ والتأثير وتوزيع الالقاب كمفكر عربي .
ومن الناحية الاخرى ، قدمت قناة العربية ، مجموع حلقات ربما لا زالت مستمرة مع محمد رشيد الشخصية الفلسطينية المثيرة للجدل ، وتقدمه على انه المستشار الخاص للرئيس ياسر عرفات ، وهو اليوم ذلك الثري المنتشر في العالم نفوذاً واثراً ، بعد ان خرج من فلسطين بعد وفاة المرحوم ياسر عرفات ، وهو خروج بلا عودة بسبب تعارضات سياسية ، وملاحقات وانتقادات كثيرة له ، فقد ازيل عنه الغطاء بوفاة ابوعمار ، والذي كما اتضح كان يستخدمه في الامور الاقتصادية ، حتى اصبح مستحوذا على اموال منظمة التحرير ، ولا يدري احد عن تلك الانشطة ، لدرجة ان البعض يتهمه باخفاء قرابة مليار دولار !! من اموال الشعب الفلسطيني ، والذي يزيد الشك هنا ، عدم بقاءه وخروجه واختفائه حتى اظهرته العربية ، فطرح اموره بذكاء يعرف له ، مبيناً انه كان له دوراً سياسياً ، بلا شك كان دوره قد برز بعد قيام السلطة الوطنية ، في الدائرة السياسية من خلال علاقاته الاميريكية الاسرائيلية ، كشخص مفوض لادارة علاقات تحت الطاولة ، وقد اشار الى بعض منها ، كقصة ترتيب اللقاء مع شارون و ابو عمار الذي تلفاها في اخر لحظة مما اغضب محمد رشيد واحرجه مع صديقه ابن شارون ( عمري) الذي داءب على لقائة في الكازنو الذي يعود فضل اقامته لمحد رشيد ، ثم عن محددثات كامب ديفيد التي وصف فيها الوفد الفلسطيني مرتبك وغير جاهز وغير كفوء ، قد يكون مثل هذه الاشياء موجودة ، لكن ليس ولن يقبل ابو عمار باي حديث دون القدس ، وهو ما قال رشيد ايضاً ، ولذلك لا داعي لابراز الذات على حساب المواقف المبدئية للاخرين ، ثم دعنا نقرأ تاريخاً يا سيد محمد ، فانت حضرت الى بيروت ، شخصية مقربة من الجبهة الديمقراطية ، ثم بدلت الولاءت مع صاحب القرار وصاحب المال ، وكونك من اصول عراقية تركمانية ، وجد فيها ابو عمار مجالا مناسباً لابعاد النظر عن اية صلات او ممارسات غير رسمية من مهمام قذرة ، بحيث يستطيع انكارها والابتعاد عنها دون الصاقها بمنظمة التحرير ، وان نجحت فهي للقيادة ، وعرفت كيف تتعامل مع هذه الوضعية حتى وصلت الامور الى ان اصبحت صاحب صفقات سياسية منها اتفاقية كنيسة المهد في بيت لحم، التي اعلنت في اللقاء تحمل المسؤولية عنها ، ومن سمع ولم يعرف اعتقد ان الرجل نزيه وديمقراطي يمارس النقد الذاتي ، والحقيقة انه لا توجد اتفاقية خطية مكتوبة ، وان الاتفاق بين محمد رشيد وعمري شارون ، تم والوفد الفلسطيني بقيادة صلاح التعمري يفاوص لعدة جلسات ، حتى جاء ضابط اسرائيلي في بد احد اللقاءات ليقول للوفد ، اظن دوركم انتهى هناك اتفاقات مع مستويات عليا !! فكان ان ابعد ستة وعشرون الى قطاع غزة لا يزالون يعانون مع عائلاتهم وعيونهم شخاصة نحو العودة ، والبعض منهم توفى هناك ، وثلاثة عشر الى اوروبا جرى توزيعهم الى عدة دول في الاتحاد الاوروبي ، لا زالوا هناك يتوجهون بالشكوى المستمرة ، وبعضهم توفى ايضاً ، علماً انه تم ابلاغهم انهم سيقضون عاماً واحداً فقط قبلوا بعد اجابتهم ان ابو عامر موافق ، ثم ان قولك انهم جميعاً وافقوا على الابعاد فهذه فيها الكثير من التجني ، على الاقل هناك كتاب لصحفي ايطالي من تلفزيون (راي اونو ) وغيره من المحاصرين ورجال الدين المسيحي ، ينكرون هذا القول ، صحيح انهم قالوا ما يرضى به الرئيس ، وحين عرفوا الاسماء التزموا ولم يوقع احد اورقاً ، والاهم ان لا مرجعية اليوم للاتفاق ، فكيف تتحمل المسؤولية اذن ؟!.وكيف يمكن تسوية الامر ، والموضوع عن اسر وشباب مر على ابعادهم عشر سنوات الى الان ، وفقط للتذكير فقد صدر كتاب بمناسبة عشر سنوات على حصار الكنسية للاب الفرنسيسكاني الذي واكب الحصار وكان المرجعية حول ذلك الحصار في تلك الفترة ، وبه الكثير من التعارض مع اقوال السيد محمد رشيد وما اورده في لقئه مع فضائية العربي .
مع الاسف لا يمكن الاستفاضة تفصيلاً اكثر ، لكنه مظهر لاشكال قيادات خدمتها الصدفة ، لا تبتعد كثيراً عن نمط حكام العرب الذين داهمتهم الثورة ، وهؤلاء يبقون اسباباً لتشتت رؤية عربية وفلسطينية ، وثقوباً سوداء في مسيرة النضال العربي والثورات القائمة والمطلوبة ، وجزءاً من مصائب امثالها كثيرة في الوطن الفلسطيني والعربي ، لا بل ينظرون لثورات العرب كمفكرين لعله تكون لهم فرصة افضل !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا حيف ..!
رائدخليل التوبة / مخيم العائدين ـ حمص ( 2012 / 6 / 8 - 10:43 )
هذا درس مهم عنوانه كيف نذبح الوطن دون أن تسيل قطرة دم .. حيث يصبح مفكر من طراز عزمي بشارة مريض نفسي و شبه أمي و وصولي متلوّن ..
نعم .. انه درس يعلمنا كيف نكتب التاريخ بلغة الثارات الشخصية التي تحيل القارئ الى دلالات مدهشة تذكر بلغة الاذاعات العربية ..
أريد أن أسأل : اذا كان المفكر العربي عزمي بشارة مريضاً كما حلّل الكاتب .. فمن تبقى لنا ؟؟
ثم ما هذه المقارنة المرعبة بين مفكر و مناضل من عيار عزمي بشارة و بين شخص حكم عليه القضاء بالسجن لتهم فساد ..
يا حيف ..!

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا