الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حداد

هاشم مطر

2012 / 6 / 7
الادب والفن


منذ اكثر من ثلاثين عاما كنت ابحث عن ابناء جلدتي، اضعتهم او خيل لي انهم اضاعوني كما يوسف في الجب. ولكي اختصر الحكاية اشير على قارئ مقالي هذا الى المادة المكتوبة على هذا الموقع الموسومة بـ (كيفك انت)1. ذلك كي يستدل على السيرة وربما يواصل هذه الحكاية.

(كل القصة وما فيها) حسب فيروز: هو انني وجدت نفسي قبل ايام قلائل على صفحة في (الفيس بووك)، وهي تسمية لم يذبحها المجمع العربي للغة العربية، فأنا من معطف الالسنية الحديثة لجومنسكي ومناصره المرحوم هادي العلوي، فلا احد منكم يلومني على نصب الفاعل او رفع المفعول فالامر سيان خصوصا في زمن الحرب.

تصف الصفحة الموسومة باسم غريب (الالياذة الميريامية)2. اشغال حرب لا اعرف مسبباتها وهي هنا تشبه ببعض جوانبها الحروب التي يختلف المؤرخون على أسبابها ولكن ينشغل الباحثون بدوافعها ويجتهد الدعاة باحقادها. أما نتائجها فترحل الى ضفاف ابعد بكثير مما نفكر فيه، فتنطوي على ندم وامراض عضال. معتوهون واميون واكادميون منكسرون، لاجئون ومنبوذون، وخراب لم يسعفه (مشروع مارشال) فالوقت تغير والزمن قد انعقد على امر اخر فلا من يقرر مصير بلاده بيده بعد الآن.

وفي حروبنا الاليكترونية الحديثة اقصد (الذكية) طبعاً تنتج (فوضى خلاقة)، وهي علامة الصدق الوحيدة، تمخضت بقدرة قادر عن متحاصصين ودجالين، ومفتيين وامراء حرب فاسدين، يولدون حاكمين في طابور الطائفة والملة ومن ظهر العقرب. هل لاحظت قارئي الالياذي قرف المنظر - انقر رجاء على (الكوكل) لترى اولاد العقرب كيف يولدون. واسوأ ما في الامر هو الحزن الشديد على يوم سبق يوم الحرب، وعزاء كان افضل بكل المقاييس. هذا بخصوص الناس، اما بصدد مايملكه قيصر فهو في حرز مصون. وحينما يتعدى الامر الى الاوطان فيكون طين النهرين الوحل الذي به نخوض من نوع الاحقاد تلك التي تتفتق عن جذام لا يشفى.

لكن الامر مع الاياذة كان مختلفا وبعيدا عن كل هذا وذاك، فقد كان يتوجب انتهاء افتراضيتها-مشاكستها من الخيال الى الخيال كما بدأت. لكن طلقات الواقع اسكت جيوشها - وهو امر سأختم به المقال- فعادوا الى رشدهم وهم الان اكثر هدوءًا يسيحون عالم الخيال بحثا عن فكرة اخرى تعيد لهم توازنهم بين ان يكونوا منتجين وبين سعالهم وسعيهم لشربة ماء وحصولهم على (مهفة)3 من صديق لان (الوطنية)4 هذا العام كانت أسوأ من سابقه.
وبمناسبة الوطنية والتسميات الاخرى لانواع الكهرباء التي حشرت في قاموس العراقيين فأنا لا اعلم شيئا عنها هنا في الغرب سوى ان اتندر عليهم فأكتب مقالا. وبهذه المناسبة السعيدة اقول انني اعرف شيئا واحدا بأن النور بكل اصنافه وصفاته ممنوع على العراقيين بقرار. وهذا سر افشيه لاول مرة لكنني صادق فيما اقول: الالياذيون ممنوعون من النور. اما الظلام الذي تغنى به شاعرنا الكبير (حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق)5، فأنه يطبق بوحشته عليهم فيسدي معروفا لهم بانهم لا يرون عتمة يومهم الكئيب. حتى نهارهم اصبح ليلا وسمائهم فاتنة بلونها الترابي حتى نسوا شكل النجوم. بالمناسبة هذه الاسقاطات مأخوذة بتصرف من تعليقات ابطال الالياذة المريامية، وهي ليست من وحي قريحتي.

ما لفت انتباهي بعد الفضول هي ان الجيوش المتحاربة جيوش صديقة متحابة، اسلحتها لا تقتل ولا تجرح رغم اجواء الحرب بكل معناها: جنرالاتها وجنودها من الاكادميين ، والمثقفين ، والاعلاميين، وشغيلة الفكر. بعضهم من منتجي المعرفة في كل الفروع ينقسمون على فصائل وتسميات، ويسهرون ليستقبلوا في الصباح يوم حرب على ارض واقعهم الحزين ابتداء من غسل قميص بماء (خابط)6 يلبسونه من دون كي، وحتى عراكهم على مقعد في الـ (الكيا)7 ليعودوا الى بيوتهم بـ(هدوء نسبي) حسب زياد رحباني.

قلت لنفسي: وحسب فيروز ايضا (لشو هل الخبر طالل علينا قمر)!. ذلك لسبب واحد يكمن في تلقائية الاصدقاء وان وصّفتهم الالقاب والمراتب لكنهم كانوا يتعاملون بأكثر من البساطة في هجاء الواقع. هذه الصفة التي لا اجدها الا في المثقف الغربي جعلتني ابطئ خطاي فربما عثرت على مكمن جديد لمثقفنا العراقي. من جانب اخر ازعم بأنني كما بقية الناس قد صدمت كثيرا بالفسيفساء وثقافات العراق وملله ونحله، طوائفه وفرقه، خصوصا بالعقد الاخير. صدمتني المفاهيم التي جرى تسويقها واصبحت واقع حال او (تحصيل حاصل) بالهجة الدارجة. فقد دخلت هذه الثقافة كل بيت ومقهى وشارع وحتى الجامعات. هذا ليس بيت القصيد انما استطراد يجثم على قلبي ابوح به، ذلك لأننا قسمنا وفصلنا حسب اهواء، وامزجة، واجندات، وطرز كان الاقدمون قد اختاروا لها تسميات، ومنابر، وجماعات اشتقت عن فكر وادب منير مابين متصوفة، ومعتزلة، وكلاميين... غير اني لم اجد في (الالياذة المريامية)، -فاتني ان اوضح ان التسمية تعود للغناء والثراء والاضواء وربما مثال المجتمع الذي يغيب فيه نصفه الآخر في وقت يتصدره الرديء-، لم اجد مايحزنني كما احزنني الامر سابقا بعضلات الفرقة والتثاقف وركب الموجة حسب السخرية الالياذية من الواقع المر. لم يجدوا غير مقتنى الصداقة الاليف كي يمحو اثرَ هم او غم لكن الامر لم يكن كذلك فمرحهم وترحهم كان قاسي الصورة لمدرسة مهجورة انتجت جيل علي جواد وطه باقر يوما ما، وواحة اسنة هي الشوارع التي سلكها العاشقون يوما على ضفتي دجلة الحزين، صبي يشحذ وعائلة تجوع، وناطق باسم الشعب زور شهادته فصار اعلاميا مرموقا او عضوا في البرلمان. فاجزم ان الالياذيين ناموا ايامهم تلك مع كوابيسهم ذلك لان الالياذة جعلت من احلامهم ضربا من ضروب المستحيل.

قرأت الملصقات واعلانات الحرب (المدمرة) وانتقلت بعدها فتابعت التعليقات والرسائل. كانت جبهات الحرب تهدأ حينا وتعصف حينا اخر للحد الذي جعلني اتفحص كل الكلمات والرسائل المشفرة والاحداثيات: القنابل والشضايا، وغبار ارض الحرب جعلتني امسح نظارتي مرات حتى تجاهلت سؤال ابنتي اثيل ابنة العشرين، عن شيئ ما. تركتني وذهبت فأبيها (خارج التغطية) كما اصطلحته لنا العولمة. فكرت مع نفسي ان اكون مراقبا حسب، ارصد الجيشين وهما جيشي الحمداني والاخرس8، وبالمناسبة كنت اظن انهما اسمان افتراضيان كما المعركة ذاتها، ولكن بعد قليل اكتشفت انهما واقعيان -اعتذر لهما، اصبحنا بعدها اصدقاء على الفيس بوك على كل حال- كل له مناصريه من نفس المعطف. جرأة مثيرة وشجاعة نادرة امتازت بها المجموعتان. نثار من القص والشعر، صور ومقاطع غناء وفيديو، كمائن وخطط، وعود وخيانة، خطف وتحرير، تهديدات وفروض طاعة، تنهمل كما صهريج يتدفق من فوهة بركان من الفكاهة والتعليق الساخر والاشعار ونتف الحكايات وسط عالم افتراضي مثير. اما شاهدها متقن الحس والحساسية المزدان بالصورة المريامية فقد بقي خارج الأذى.

وعند المنحنيات اللائذة بلهيب الواقع ومرارة من عاصر الحروب (يتبلعم الجميع) فصورته ومرارته اقوى من اية حرب. واقسى من اية نتيجة. وعلى هذا الوقع المؤلم تستمر جسارة الجيشين بتسفيه اي منتج للحرب واي نصر يأتي منها .!.
وحينما تحاصرك اسقاطات الواقع باختلاف اوجه الحرب: شخوصها والياتها، لبوسها وحداثويتها، تكون اسلحة الحرب هي الاخرى قد تجاوزت الغناء والفتوى والصور الى اكثر من فكرة. وهذا بحد ذاته امر جعل حدث الحرب لدى هذه المجموعة الانيقة بمنزلة الشقاء الانساني اليومي للفرد العراقي. يلبس استاذ الجامعة فيه (دشداشته) وهي عدته القتاليه ليتصدى للمشهد المنافق على حاسوبه المزدحم بفيروسات الحرب. انه سحر هؤلاء المقاتلين الافتراضيين.

اعود للبداية فحينما غادرت البلاد قبل كثير من السنين، وتركت هناك الاحبة والاصدقاء، انشقت نفسي عن ذلك الأسى، ليس لاني تركت العراق، انما سوف لن ارى الاحبة بعدها ابدا. وبعد موجز الاحداث القصير الذي اختصر طول البلاد وعرضها بكلمة (ردنه ندفعها بكصبه وما كدرنه)9، كانت قواقل القتلى والمعطوبين واخبار الاسرى والمفقودين تملأ الحارات واسواق الخضار وصالات السينما والمعاهد والجامعات. غادر من غادر وبقي من اجزم انه بقي لينصف حدثا كبيرا او لمتعة عائلة او صديق. اما جزءه المتاح للتسوق او الاخبار او الذهاب للجامعة او اي مكان فقد كان يئن تحت حراب حرب جديدة، آثر ان يقتفي اثرها بوهمه وهمه مع صديق اخر شاءت الصدف ان التقي به على (الالياذة المريامية) فاحييه.

تباعا اكلت الحرب اصدقائي حتى تأسفت بان ليس بحوزتي صورة لاكثرهم. سيما ان ذاكرة المنفيين، اخص بالذكر المثقفين منهم، جرى تصنيفهم ما بعد (التحرير) بانهم مثقفي (الخارج) وطبعا هناك مثقفو (الداخل)، ويقع هذا الامر تحت بند (الدمار الشامل) وبنفس عزف فسيفساء البلاد الذي ذكرت فلا اود الاعادة.
وبمناسبة الاعادة سأعيد، بل اكمل بأن في الخارج بدأت تقدح ومضات حرب اخرى فانبرى الاصدقاء لها وصعدوا الجبال وهناك مات اصدقائي برصاص (الاعدقاء)، وهذه الصفة هي نحت على غرار (المتشائل) لأميل حبيبي، تذكرني بلبوس الحرب واشكالها لتجد من يضرب لها التحية ويعظم انتصاراتها بتعظيم سلام فيخلق لها النعوت وينحت لها جلل الكلام. غير ان سعيرها لم ينته مع بيان توقفها ولا مع موفدي الدول وفخامة الرؤساء -قرأت كذلك (ضخامة الرؤساء)-، رغم ان السلاح جرى سحبه من الاسواق ولكن ابقي عليه في الازقة وما يزال ازيزه يصم الآذان. فآبار النفط لم تزل مشتعلة وجنحي شط العرب مايزالان مشتعلين بحرب يغذي نارها (الأئمة الاتقياء) على جرفي الشط.

لهذا الحد كان الالياذيون صامتين يتجهون بانظارهم صوب سماء لم تستمع الى ادعية امهاتهم ولا الى صراخ ايتام اخوانهم ولا هجر احبة اخواتهم ولم تر عيونهم غير ارض مضببة بغبار الاحقاد منذ عهد الثورات الأول الذي ناصر (مكوارها)10 ركام 400 عام وخالفه الجندي الأول في صف الملوك فارداهم قتلى بل سحلهم على وقع اقدام الجيش المظفر بنصر (الجمهورية)، واكملها فيما بعد واتى على باقي البلاد صوت الحافظ على حدود العرب الشرقية.

كان الالياذيون صامتين محتارين بين صفحة الكتاب العلمي الذي يعلمهم الدرس، وبين الفصل الاول من (الصخب والعنف) يصغون لبطل فوكنر، «كونتن» عن حرب الجنوب يروي روايته الأولى، وقتما كان نداء الحرب يملء الزيلات والشاحنات بالشباب والشيب لتتجه بهم نحو الجنوب هذه المرة لتأديب الاخ الاصغر. لانه تأخر في دفع فاتورة مساهمته الاولى. وقيل بأنه يشفط النفط من تحت الحدود.
ومع اول محاولة لهم لشق الصمت، كان دوي الصواريخ الذكية للابن الصغير يستدل بمجسات اليكترونية مستعارة، من مهندسها الأول الممثل الفاشل صاحب (حرب النحوم) - كان بارعا بتفخيخ جدار برلين قبل ان يفجره خلفه على وقع البرسترويكا- على مخابئ الاطفال والنساء، يمزق شكل الخارطة التي طالما قرأت عن وصفها بأنها تشبه شكل انسان. قطعت الحرب -التي لم تكن حرباً بشهادة اعتى المحللين الاستراتيجيين- اوصال الرجل المسكين ووضعت اولى الاستعارات no-fly zone و death line وكان ذلك اول فتح لقاموس الحرب الجديد.

هذا قبل ان تسقط الجسور بعابريها بين ضفتي الامامين بين الكرخ والرصافة وقبل ان يحرق من الكتب والمكتبات ما سلم من حرب المغول والتتر، وقبل عويل تأديب (العلوج)11 وقبل اخر صورة (للقائد) في الميدان وقبل انتشال صاحبها من حفرة قرب مسقط رأسه. كان ذلك في زمن حفر في اذهان الالياذيين على نحو حياة لا ترفدهم بغير الكآبة مع غياب علامات الظفر بخيط من المستحيل. زمن توقفت فيه دبابتان على جسر جمهوريتهم الرشيدة -بالمناسبة الرشد كناية للعصور الراشدة دون استثناء- واخرتان تحرسان ملفات النفط في الوزارة، بينما توجهت الفضائيات وعدسات الكامرات للاتقاط صور تذكارية (للجهلاء) العراقيين يسرقون ويستبيحون الاموال العامة والخاصة، وثراء وطن كان يقع قبل ستة الاف سنة في مكان مابين النهرين، فأبواب متحفه كانت مشرعة ومقتنياته كانت (سبيل)12 العصور الغابرة، اما الآن فوطنهم يقع بين الجهل والفساد وبين نذالة الفرقاء والفسيفساء . اعرف انكم ستزيديون على ذلك بالكثير الأكثر وتعرفوه اكثر مني، انما لاكمل قصة الالياذيين فلم يبق الكثير.

استهوتني اللعبة فجعلت ارسم سيناريو لهجوم فاشل لأتناغم فيه مع انواع الفشل منذ تركي البلاد وحتى موت اصدقائي واصابة بعض منهم بالسرطان. جميل! فلننس قليلا او نتناس فهي لعبة على كل حال. انحزت الى جيش الحمداني وحورت بيت الشعر الأثير لمالك بن الربب وقت حتفه فجعلته (الم ترني بعت السكوت بالرضا...واصبحت في جيش ابن حمدان غازيا). ولكن على الرغم من بلائي فلم اغز احدا ولا احد غزاني. كانت صورة لبستان انيق، مدارس ورياض اطفال، واناس معافين في الحقول، واخرين يتسوقون، ومن لاشغل له كانت هناك ضفاف ومنتزهات بانتظاره. غير ان الجيوش (الباسلة) وتناوب الاحقاد اتى على الاخضر واليابس. هكذا كنت احس بلوعة الالياذيين واتحسس حرارة دموعهم لسبب واحد انهم غيارى وربما مثلي منبوذون.

في اليوم التالي تفاجأت على الموقع مثل غيري بصمت مطبق وجلل كبير لملصق، (مربع بالاسود داخله رسم بالابيض)، كلمة (حداد)!. قبلها كانت المعارك طاحنة ونداءات الاستغاثة تعلو. اما الآن فلا كلام فجلال الصمت اكبر. سكت الجيشان المتحاربان على صورة مريامية، اي حداد هذا في حرب افتراضية؟ لكن طلقات الحرب كانت قد وصلت فعلاً الى صدور اهل صديقنا سيد جواد المولى، بهجوم حقيقي مات فيه بشر من دون ذنب!. قال وقتها: اسمحوا لي اصداقائي فانا في عزاء. سأغادركم بعض الوقت، واستميحكم عذرا باني سأتوقف عن تعليقاتي الساخرة.

لم يغادر السيد الجواد. استقبل معزيه من كلا الجيشين المتحاربين وقدم لهم قهوة العزاء المرة التي لم يذق العراقيون غيرها منذ عقود. وفي اليوم التالي تناقلت الصحف انباء المتحاصصين عن رفعة شأن البلاد ورفاه العباد، الاعمار ونهاية الدمار، تحقيق الوعود وحضور الامل المفقود، رفع المتارس وبناء المدارس، مؤتمر المصالحة وبداية المصافحة، الامان وسجع الكهان. لكن على ما يبدو ان العراق المذبوح من الوريد الى الوريد لم يغادره الاوغاد ولا الحرب فما يزال نفطه اكثر واهم من دماء ابنائه الطيبين.

فهل كان لنا نحن اصحاب البلاد بلادا من دون حرب؟! اسف يوما من دون حرب؟ مجرد سؤال.
- توقفت الاليادة.
___________________
(1) كيفك انت: مقال سابق للكاتب منشور على الحوار المتمدن.
(2) الالياذة الميريامية: اسم صفحة الفيسبوك الساخرة، وهي نسبة لـ (مريام فارس).
(3) المهفة: اسم آلة لاداة يدوية للتهوية.
(4) الوطنية: نسبة لنوع من الخطوط السلكية تزود العراقيين بالكهرباء من قبل الدولة.
(5) مقطع من قصيدة غريب على الخليج للشاعر الكبير بدر شاكر السياب.
(6) خابط: عكر، دارجة عراقية.
(7) الكيا: اسم وسيلة نقل جماعي شائعة في العراق.
(8) الحمداني والاخرس: لقبان يعودان للاستاذين الفاضلين صالح الحمداني و محمد غازي الأخرس.
(9) قول شعبي عراقي استخدمه صدام حسين في بداية الحرب مع ايران.
(10) المكوار: هو سلاح بدائي مكون من عصا في رأسها كرة من القير جرى التغني بها «الطوب احسن لو مكواري»
ابان ثورة العشرين في مناصرتها للحكم العثماني ضد دخول الانكليز. و (الطوب): هو المدفع.
(11) العلوج: كلمة كان يرددها وزيز الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ابان حرب الخليج الثانية. من معانيها: كفار العجم.
(12) السبيل: استخدام دارج من قبل العراقيين للشيئ المجاني. كأن تقول هذا الماء هو سبيل للإمام الحسين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قطار السنين
على عبدالكريم عبداللة ( 2012 / 6 / 8 - 06:42 )
الخال العزيز أبو نخيل
فى كل صور تجربتنا القاسية والمؤلمة ورغم كل الحزن والأسى على ما حدث وسيحدث ولكن يبقى الامل والحلم ليس ببعيد.تحياتى ومحبتى لكم


2 - كيفك أنت بنكهة فيروز
فاطمة الفلاحي ( 2012 / 6 / 8 - 11:20 )
الصديق الرائع هاشم

كثيرا ما شعرت بالوجع ،وأنا أقرأ سرديتك الأنيقة باسلوبها السلس عن الكم الهائل من توجعات الوطن ، وما آلت إليه الحروب التي مرت على العراق ، فيحظى بتناحر مثقفيه ، وفرقتهم ، لا بلم الشمل وأن يكونوا يدا واحدا على عدوان الجوار ،أو الحد مما ترسمه الأجندات الخارجية ...

ماالذي جنيناه من الحروب ؟
ها نحن أصبحنا من مخلفاتها


3 - نسيج جميل من ..من طلاسم التعابير و مصطلحات
سهاد بابان ( 2012 / 6 / 8 - 14:55 )
وأنا أقرأ...أو بالأحرى ..أسعى لفك طلاسم الكلمات و التعابير السحرية..تأخذني نشوة الأكتشاف..في مقالاتك دائما..يصطدم القاريء بما هو جديد و غريب و مثير من أسلوب وتعابير و مصطلحات تنقله الى عوالم سحر اللغة المبطنة بالأحاسيس المرهفة...عشت وعاش قلمك الجميل ...الأنيق كما هو صاحبه .
محبتي / سهاد بابان


4 - فيسفساء الالغاز
علي جواد ( 2012 / 6 / 8 - 15:35 )
العزيز ابو نخيل:اكثر ما هزني في هذا المقال الرائع بانه يتطابق مع ما استنتجته خلال وجودي في بغداد لمدة شهرين فالمشهد سرياليآ كثير التلغيز وهذا التلغيز مبنيآ على حلول ليست بحاجة الى اسئلة كل مافي المشهد يبنى على غرابة الطرح .مودتي

علي جواد


5 - الى د. علي عبد الكريم
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 8 - 21:16 )
شكرا لك عزيزي علي على مرورك الانيق. هو الاذى ياعلي الذي اصاب الجميع، لكن الامل، كما قلت، هو ما يجعلنا نرى بعضنا بعضا، ولو من خلال الكلمات. محبتي لك


6 - الى الصديقة المُحبة، المبدعة فاطمة الفلاحي
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 8 - 21:35 )
شكرا لك يافاطمة وانت تتحسسين السيرة التي اشتركنا جميعا بأذاها، اوجاعها ومصائبها. رغم قناعتي ان بلداننا خلقت للحروب لكن الامل يبقى هو الاقرب. اما التناحر مشرع الابواب فله ابناء الوطن من مثقفيه وغيرهم من الشجعان. فمازالت مرثيتك لاخيك المغدور قصيدة الرفض لك منتج للحروب. شكرا لحرارة قلبك اللائب. شكرا على حضورك الرائع. محبتي


7 - الى الصديق الجميل سهاد بابان
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 8 - 21:41 )
كم انت رائع يا صديقي وانت تغدق على ما اكتب بما يزيد على المقال من رقة وعذوبة. شكرا لك الف مرة على حضورك واشادتك الرائعة بالمقال وما اكتب، لفرط حسيتك الندية وانسيابيتك مع تداعيات النص. محبتي


8 - الى الصديق علي جواد
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 8 - 21:51 )
بكل اسف يا صديقي العزيز هكذا اصبحت البلاد التي هي خير البلاد. غدروا بها ياعلي وماتصفه وتستفهم عنه لاجواب له لسبب قلته بنفسك هو (فسيفساء الالغاز). اشكرك على هذه الاضاءة واللمحة الذكية. شكرا لمرورك الندي.محبتي


9 - كلام جميل وتاريخ أصيل
د . رضوان الوكيل ( 2012 / 6 / 8 - 23:50 )
العزيز هاشم
تحية طيبة ... تمتعت كثيرا بهذا الموضوع الجديد الذي أخذتنا فيه الى سنوات مختلفة من أعمارنا من شبابنا الى شيبتنا ، فمنها ما كان داخل الوطن الأسير بالأيادي الجديدة أو حياتنا ونحن خارج هذا الوطن الذي ننتمي إليه بكل جوارحنا ولكن هيهات من أن يسمح لنا بتقديم ما لدينا من خبرات الى هذا الشعب العريق والمسكين في آن واحد . لقد عبرت في مقالك هذا عن الكثير من الهموم نحن بأمس الحاجة الى فك رموزها وتحليلها كي تكون أساسا لمستقبل سعيد بعيد عن هذه الغمة ، ولك مني كل التقدير والأحترام على ما تكتبه من أصالة ونقاوة./ أخيك أبو رافد


10 - الى الدكتور رضوان الوكيل
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 9 - 00:06 )
ابا رافد العزيز، هطلت على المقال كالمطر، وزينته بالوشم الذي اظهرت تفاصيله غربتك وأساك الذي نشترك به ونختم بتفاصيله رحلة هي بأمس الحاجة للمراجعة كما ذكرت. كل ما استطيع قوله ان الطيبين لم يغنوا اغنيتهم بعد ولم يطلقوا اجنحتهم للرياح. شكرا على حضورك واضاءتك ايها الصديق الطبيب العزيز.


11 - بهية سطورك
رياض محمد ( 2012 / 6 / 9 - 16:07 )
العزيز هاشم... بهية سطورك كما انت.. الدهشة كل الدهشة ان سلفادور دالي يطل من بين كلماتك ملوحا بعلم سورياليته العجيبة.. محملا بلوحاته التي يتدلى منها عراقنا الذي استحال الى قمر من رماد ومزابل....
كولاج عراقي مغمس بالدم واللحم... وبعض ماتبقى من ذاكرة معطوبة .....


12 - الى الفنان رياض محمد
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 9 - 17:35 )
اطلالتك الرائعة وتوصيفك الكتابة غاية في العذوبة، وانت تحيل الكلام الى لوحات نقف سادرين بصمتنا حينما نتأملها. أنست لهذه المقاربة المدهشة علني احظى فعلا بشيء منها. شكرا لك ايها الصديق والفنان المتميز ابا محمد. محبتي


13 - حتى انت يا هاشم
Kaes Alsarraf ( 2012 / 6 / 9 - 21:59 )
ورطتنا في مشاكسه لها نهايات وليس لها بدايات فحروبك الجميله منقوصة القنابل وعزف المدافع وكنت في إشتباك مميز مع الحال والممكن وهكذا انت , كتبت مقال في غاية الروعه به انهارت قيم القواعد والنحو والصرف وانتمت كل هذه التفاصيل الى سلم المعرفه والتحول .
لقد ابدعت في كل مكان ولم تدع لنا فرصة التأمل ،، حتى انت يا هاشم,,


14 - الحاضر والماضي يتعانقان عبر سخرية موحية
قحطان جاسم ( 2012 / 6 / 10 - 08:47 )
مقال ممتع يتشكل فيه الماضي مع الحاضر في وحدة متجانسة..هاشم مطر انما يدحض في كتاباته المقولة القائلة بالكبار والصغار في الادب.. فرغم انه جرب الكتابة منذ سنوات الا انه لم ينشر الا في السنوات الاخيرة ولكنه مع ذلك يكتب باقتدار .. يضبط لغته وموضوعه بصورة واعية و يلونهما بشيء من السخرية الحميمة .. الموحية غير المتبرمة..لكي يوجهنا الى عمق الموضوع دون قسرية أو أحتكام مسبق.. كل المحبة لك صديقي هاشم..


15 - بستان ابداع للوجع والامل
سراب العقيدي ( 2012 / 6 / 10 - 23:00 )
العزيز هاشم
تثير فينا الوجع الذي ينهش قلوبنا على ما ال اليه وضع العراق وتأخذنا كلماتك برحلة مكوكية في ابعاد الزمان لنتمرغ بالذكريات فنحمل شذاها ننثره على ايامنا هذه فتطلق في قلوبنا فراشات الامل لتحط معك ومع كل الطيبين من الاصدقاء الذين رحلوا عنا والذين مازالوا يغالبون وجعهم ويوقدون شموعهم لينتصروا للضياء متحدين عتمة تجار الحروب ومرتزقتهم فتحية لك ولبساتين ابداعك التي تكرمنا بها
رائع ياهاشم مطر
مع كل الود والورد


16 - الى الصديق قيس الصراف
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 11 - 08:39 )
جميل هذا التعليق الذي لاحظت فيه الحروب من دون قنابل، وشاهدتها على نحو اشباكات واقع حال لم يفلت منه العراقيين ولا وطنهم. وانهيته بانهيار القواعد والصرف وهي صفة تختص بكل ما له علاقة بالحياة. شكرا على مرورك وتعليقك الرائع. محبتي


17 - الى الكاتب الصديق قحطان جاسم
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 11 - 08:54 )
شكرا لك عزيزي قحطان على اطلالتك المميزة التي وصفت فيها عناصر النص الابداعية. كذلك التخصيص الذي تناولته بجرأة بخصوص الريادة هو امر مهم للغاية، فالحياة في توالد والمواهب كذلك، والصغير يكبر. وفي الادب يستقيم الموقف حينما يحضر النقد الاكاديمي والرؤية الحيادية. شكرا لك صديقي المبدع قحطان. محبتي


18 - الى المبدعة سراب العقيدي
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 11 - 09:11 )
ازدت على المقال شعرا فازدحم بنثار الود والورود، وانشغل برفيف الفراشات الذاهبة الى زهرة في الشمس وضفة لنهر مشاكس. اصبت يا سراب هو التحدي من اجل الضياء. لذلك يوقد المغلوبون على امرهم شموعهم في كل محطاتهم. شكري ومحبتي، سراب المبدعة الرائعة


19 - عذب الكلام
Khalil Yassin ( 2012 / 6 / 11 - 15:01 )
صديقي العزيز هاشم كلام لشريط من الذكريات الصالحات والطالحات , وللخيبات وآه من الخيبات التي ستظل تلاحقنا الى الابد مثل زعاماتنا التي ظلت تهتف لها الجماهير نعم الى الابد الى ان جائنا ربيعا ملتحيا ليضيف الى لوعتنا لوعات , سلم قلمك لرقة الاسلوب وبديع الكلام انت كاتب مبدع قد تاخرت في اتحافنا بعذب الحكايا


20 - عذب الكلام
Khalil Yassin ( 2012 / 6 / 11 - 15:01 )
صديقي العزيز هاشم كلام لشريط من الذكريات الصالحات والطالحات , وللخيبات وآه من الخيبات التي ستظل تلاحقنا الى الابد مثل زعاماتنا التي ظلت تهتف لها الجماهير نعم الى الابد الى ان جائنا ربيعا ملتحيا ليضيف الى لوعتنا لوعات , سلم قلمك لرقة الاسلوب وبديع الكلام انت كاتب مبدع قد تاخرت في اتحافنا بعذب الحكايا


21 - احسنت يا ابا نخيل
جواد الحمداني ( 2012 / 6 / 11 - 20:17 )
اخي العزيز ابو نخيل
استمتعت ايما استمتاع بهذا المقال كما هو الأمر مع جميع مقالاتك .. كلما اقرأ لك اشعر بأنك جالس جنبي و يدور بيننا حديث ينتهي دائما بقلوب عامرة بالسعادة .. إن اسلوبك الجميل هذا يعكس على ادق صورة الوضع في العراق الآن ...لك حبي و تقديري و تمنياتي باستمرارك بتقديم هذه التحف لمحبيك


22 - مُهمّة المُثقف الواعي
نادر علاوي ( 2012 / 6 / 11 - 23:32 )
ها قد عدتُ من رِحلتي الى الوطن، حامِلاً في سريرتي كمَّاً هائلاً مما خلَّدتهُ سفرتي الجميلة، من لِقاءات مع الأحبة ومُصادفات ومواقف لا تُنسى أبداً. وكم سُررتُ لإطلالتكَ الرائعة، حيثُ تسنّى لي أن أنصتَ ملِّياً الى صوتكَ الدافق الذي يقطرُ همّاً وأشجاناً، أكاد أسمعكَ يا صديقي من خلال سطور مقالتكَ الموسومة وأن أعيش أحاسيسكَ الإنسانية النبيلة... رائع يا عزيزي هاشم لأنكَ تجعلني أتذاوبُ بإنتشاء مع عبق إسلوبكَ الساحر، وكلماتكَ التي تتناغم مع الهدف السامي الذي يُؤطر مقالتكَ الجادَّة والرصينة. نعم! لا بدَّ للمثقف أن يشهر سلاحه ويضعهُ قيد العمل ضد شرعنة الطغيان وتسفيه القيم الإنسانية؛ فالمثقف هو من ينخرط في خدمة تيار الحقيقة الناصِعة التي لا تقبل المواربة والكذب والرياء
لقد آسرني منذُ زمن ما جاء به -نيتشة- على لسان زرادشت حين قال: ## إنني أستعرضُ جميع ما كُتِب، فلا تميل نفسي إلا الى ما كتبهُ الإنسان بقطراتِ دمه## كم أفزعني هذا القول بعد مُضي زمن طويل لأشعر بنوعٍ من القشعريرة.. شكراً أخي هاشم على هذا التصور التأريخي الذي يُظهر الطرف المُهيمِن والطرف المُهيمَن عليه. إحترامي والسلام مِسك الخِتام


23 - الى الصديق الفنان خليل ياسين
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 02:49 )
الصديق الذي يحمل الألم ويتحمل صنوف العذابات، ولا يحمل الا الحب لمحبيه. سيأتي الربيع صديقي العزيز وان تأخر!. شكرا لك على تحسسك الكلام وشهادتك الرائعة. احييك صديقي العزيز خليل. محبتي


24 - الى الصديق جواد الحمداني
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 03:08 )
أنست لمجالستك ومسامرتك، وانت تهمس بارق الكلام واطيبه ونحن نبدد الوحدة ياجواد الجواد باطلالتنا على بعض. ان لك قلبا محبا اغبطك عليه وما زالت صورتك امامي وانت تترك ما بين يديك لتترجم لي 40 صفحة خلال يومين. والان تطل بشهادتك لما اكتب وبفيض من وجدان محب لوطن اسير. محبتي لك جواد الصديق الأعز 


25 - الى نادر الصديق النادر
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 03:33 )
العود احمدا كما يقال صديقي العزيز، خصوصا بعد زمن حفر بذاكرتنا كما حفر خريسان والديالى في ضفاف البساتين اطيب الذكريات واقربها الى قلب مشتاق وعاشق. لكنك تستدل على الخراب فتشهد الحكيم زرادشت على قبح الزمن وعسر السنين وعصر الانحطاط وصدق الموقف. سلمت لهذا التوظيف الرائع. انه مشهد الحق الذي اتصف به خطابك. شكرا لك نادر فانك اضفت الى الحقيقة بعدا اخرا: هو شاهد العيان من دون لبس او موراة . محبتي


26 - من الدكتور عبد الحليم المدني
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 08:50 )
كتب د.عبد الحليم المدني هذا النص كتعليق على (الحداد) على الفيس بوك

حداد هاشم مطر...الوردي
كم هو رومانسي ذاك الذي يكتب أدبا ساخرا.. ينزّ جمرا ..وينزف دما..
لم اقرأ «كيفك أنت» لأراك كيف أنت.. لأني أعرفك كما أنت في يوم مضى ..وأتخيلك اللحظة كيف أنت وأنت تروي حدادك.. بل حدادنا المستديم..
ولأني ازعم أني اعرف هاشم مطر فسوف لا ألومه على نصب الفاعل.. أو رفع المفعول.. لأننا نعيش زمن الانسحاق الإنساني ...لكنني سألومه على جر الخبر.. وجزم الصفة بالتأكيد فهي خطوط حمر من خطوط هذا الزمن المخترقة دوما...(قل خطوط حمر و لا تقل خطوط حمراء!!!)
اشعر أن الإلياذة المريامية بحاجة إلى نموذج مارشال جديد ..والى بريمر متأنق.. وربما إلى جنرال مثل مود.. يأتي محررا لا فاتحا فيصدقه العراقيون وينصبون له تمثالا.
قدرة القادر التي خلقت فوضاها الخلاقة فأنتجت ما لا يحصى من الجذامات التي لن تشفى إلا بالأدعية والرقى وخرقات العلك (بكسر العين وفتح اللام) الخضر(قل خضر و لا تقل خضراء) والطمى المزرق الذي تفرزه المياه الثقيلة الملوثة بمستشفى الأطفال ببعقوبتنا ليصب في نهر ديالى.. نهر اشنونا والمدائن.. المزرق اللون.. المتشقق الشفاه


27 - تابع من الدكتورعبد الحليم المدني
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 08:54 )
(وبعقوبة سيدة المدائن ..لهفي على قبابها وبيوتها وبساتينها ومساجدها ومآذنها والملا حمادي مؤذن جامعها الكبير يصيح في صباحاتها : الصلاة خير من النوم.. لهفي على أزقتها بنكهة الأصالة والتاريخ والجغرافيا وأرصفتها المتربة وشوارعها المتعبة.)
أجمل دليل لهاشم ..حين تكون فيروز هي الدليل.. بتراتيل الملائكة.. ونغمات الرعاة في أعالي الفرات ..وصائدي الأسماك في اهوار العمارة ..وبائعي العسل في شقلاوة.. والأطفال الحفاة المتراكضين في سوق بعقوبة ..يبيعون الأكياس البلاستيكية على المتسوقين.. بدكتاتورية بريئة ..يتزاحمون لأجل ورقة 250 دينار.. التي كانت في يوم بعيد ..خمسة فلوس لا غير.. ورحم الله عبد الكريم قاسم الذي» زوّد (العانة)فلس».
هاشم: الحرب كانت في أعماقنا منذ داحس والغبراء.. لا تلم صناع الحروب.. فمجدنا هو الحرب.. ودون جز الأعناق ليس لعظمتنا أن تشاد.. ولإمبراطوريتنا أن تخلد.
صَمَتَ الالياذيون صمت الانسحاق.. لا صمت الفلاسفة.. او المجانين .. أو صمت العشاق المذهولين.. في نوادي الكليات العتيقة.. أو الرهبان المتأملين أمام تمثال بوذا.
ياه لهذا النزيف التاريخي ...إما آن له أن يتوقف؟


28 - تابع الدكتور عبد الحليم المدني
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 08:58 )
إلى الرجولة.. لم افهم حينها..قلت انه يخرّف.. لكني الآن فهمت ..بعد أن اغتال انكيدو صديقي الذي رحل..
أي جبال من الآلام هيجها هاشم مطر في أعماقي المرهقة؟؟
أتذكر هاشما يافعا يذوب خجلا إذ انظر إليه بمودة.. يستسلم للألم..وعلى نظرية الإمام المدني الكبير :الألم لذيذ..والذبح التاريخي لذيذ قطعا.. فمن يؤكد لنا أن الطائر الذبيح حين يتقافز من مكان لآخر يتألم من ذبحه؟؟ربما كان غريق لذة خيالية لا نعرفها..من يعطينا الحقيقة؟؟ من؟؟ من ؟؟
أسلوب الحزن العاصف بتسونامي الآلام الوطنية ..الذي حاز عند هاشم مطر على نجوم خمس.. اجعله ضمن المساقات المتقدمة لهذا النوع من الإبداع الأدبي الذي لا أجد له مسمى يحتويه بكل مواصفاته السحرية..واعتصر ذاكرتي لأتذكر من من الأدباء كان يعالج الألم بالحب؟ لا يسعفني ذهني المتعب...
ماذا؟هل أصابني زهايمر الساعات الأولى من أصبوحة الجمعة؟
في لحظة ما ..انزف بحرارة.. وانصدع بمرارة ..حين أرى أن هاشما يقول: إن جيل المهاجرين المغادرين لم يحقق شيئا غير غربته وبعده عن الوطن ..الذي هو على مرمى الصبا والجمال.. ومدى الخيال منه..


29 - تابع اخير للدكتور عبد الحليم المدني
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 12 - 09:01 )
لكنه لا يستطيع أن يمسك بترابه.. أو يسجد على «تربته» ..التي تشربت بالدماء المقدسة ..وبعرق الفقراء المسحوقين بالبطولة وبالغدر.
ألا يدفعنا التذكر إلى البكاء السرمدي؟
هاشم: ما الذي فعلته بي؟ بحدادك.. وحدائك.. وترانيمك.. وتراتيلك ..وإلياذتك.. التي جمعت كل «سبايات «الوطن الرائع الجميل .. ..الذي يقبع تحت كل بوصة منه نبي او ولي اوعبقري او شاعر اوحائر او ثائر....اودجال ماكر!!...والذي ظلامه أجمل من ظلامات الدنيا كلها..
هل هناك أمل؟؟
اترك الجواب لهاشم مطر كي يقول نعم أو لا..
اجزم انه سيقول نعم نعم..
فالوطن هو الأمل..
وأبناؤنا وأحفادنا هم الأمل..
ويبقى الحب هو الأمل النهائي..

الساعة الثالثة وعشر دقائق
من فجر الجمعة 8/6/2012
على ضفاف بحر العرب والمحيط الهندي


30 - الاستاذ الفاضل الدكتور عبد الحليم المدني
هاشم مطر ( 2012 / 6 / 15 - 02:59 )
شكرا لمرورك وعذوبة صوتك وتوصويباتك التي لم تأخذك بعيدا عن النص وانشغالاته. تفحصته بعين الناقد وتحسسته بروح العاشق. بل اكثر فكتبت مقالا ساحرا. وانا سعيد لانه اسهرك لحد البهرة والسحر!
شكرا لانك تحسست مكامن اللوعة وسر الالم. بل وقفت وقفة متأنية انيقة عند كل منحنيات النص وعذاباته.
شكرا لنجومك الخمس التي وهبتها للمقال واسلوب الالم الذي وصفته بـ«أسلوب الحزن العاصف بتسونامي الآلام الوطنية».
و «معالجة الالم بالحب».
شكرا لانك استاذي واول من علمني كيف اكتب.
شكرا لانك تكتب لي وآخر تأشيرة منك قبل ايام على «كيفك انت» كانت رائعة وكنت رائعا ووهبتني جواز سفر الى بحر الرواية. وبالمناسبة انجزتها بعد خمس سنين ياسم «رائحة الوقت» واعدها للطباعة حاليا. محبتي


31 - الى هاشم مطر
صبا مطر ( 2012 / 6 / 23 - 12:03 )
بين الواقع والحلم تترنح الامنيات الغضه التي زرعناها في ارواحنا وما نبتت!!!!!
تجعلني كلماتك مثل طائر مدبوح باحثا عن قبس من نور ليستدل على مرفا خلاص رغم اختلاط الرؤى ....
حتى الخيال والافتراض لم يعد يسعفني ...فبرغم اتقاني احيانا لصنع خيالات جميله لواقع مفترض الا انني غير قادره على اتمام صنعه .. فتاره اراه مترنحا بين عقد النهايات ولا يجرؤ على الاقتراب منها وتاره اخرى اراه عالقا وغارزا في دهاليز التشاؤم والسوداويه ... فقط لان
الواقع هناك متكاء على حافات الهاويه .....
هدا المقال ينبش الداكره الصماء ويبحث بين ركامها عن بقايا حياه عشناها ما بين خوف وصمت وانتظار لغد غير معروف الملامح
وبين يوميات مبعثره على خارطه الحروب والدمار والتشتت .... ويبقى السؤال مسمرا مخنوقا بالاف الاجوبه الافتراضيه وهو ( مادا لو لم تكن الحروب ؟؟ مادا لو كنا مخيرين في اختيار مصائرنا ؟؟؟ مادا لو كنا نملك التحكم بريمونت كنترول السلام والحياه الهنيئه؟؟؟؟ )
تتراقص الان في دهني الافا من الصور والمشاهد ابتداءا من صوت اول طلقه ........ الى اخر حدود التشتت والجدور المغروسه عنوه في ضبابيات الاغتراب ... فارى وجوها


32 - تابع الى هاشم مطر
صبا مطر ( 2012 / 6 / 23 - 15:25 )
... فارى وجوها لاهثتا الى الانتماء بكل اشكاله ومفاهيمه ومقاييسه النسبيه واولها وجهي الدي تعلوه ابتسامه لامبالاه صاخبه .... فبعد كل ماكان وما سيكون ادركت بان الايام سلبتني قدرا كبيرا من الانتماء والاكتراث وعلقتني ايقونه على جدران الاجدوى البارده .... اراقب من بعيد احداثا وامورا تحدث هناك على ارض واقعهم المعزول نسبيا عن واقعي لانني اعيش في زمن افتراضي بالنسبه لهم على الاقل !!!!


33 - حداد المطر
صباح الانباري ( 2012 / 7 / 1 - 00:38 )
أخي وصديقي الحبيب هاشم مطر
لم اكن اريد ان اسجل تعليقي منذ لحظة قراءتي لحدادك النبيل.. اردت ان اقرأ ردود افعال محبيك ومريديك ومتابعيك فما يهمني ليس (الحداد) فقط وانما أثره في نفوس قرائك.. وها انا ذا المس ذلك الأثر الجميل في كل كلمة دبجت باقلامهم المتفائلة.. سعيد انا بكل خطوة من خطواتك الواثقة التي تضعها على طريق الابداع الطويل والمحفوف بالمشقة والكثير من العناء.. سعيد جدا لأنك صديقي.. ولأن بوحك.. عفوا حدادك النبيل ينطق بحدادنا جميعا.. حدادنا الذي اندلقت علينا آهاته مطرا يغسل ادران واقع عشناه معا وقاتلنا في سبيل تساميه.. ليعش الابناء والاحفاد بجنته المصادرة


34 - الى صبا مطر
هاشم مطر ( 2012 / 7 / 4 - 09:22 )
مدهشة بكاتبتك ورائعة بحضورك وفخور انا بك واضافتك الانيقة. كانت لمساتك رائعة حقا، اكملت حسيتها ما تركته للقارئ ان يفيض بجلل احزانه ويكتب صمته، فالصمت هو صفة ابداع مثيرة وقتما تنطلق، كما انت الان، تكون الاجمل والاوفى لكل انواع العذابات. محبتي


35 - الى الاستاذ صباح الانباري
هاشم مطر ( 2012 / 7 / 4 - 09:36 )
تأخرت عليك بالرد لان في كل مرة احضر امام استاذ كبير ينصف نصي يتملكني احساس افقد معه الكلام. وها انت تضع بصمتك وشهادتك التي افخر بها وتهبني القدر الكافي على المواصلة وانت الصديق الاستاذ العارف بفنون الكتابة، لايسعني الا ان اقول: انا محظوظ ان يلحظ اثر كتاباتي صباح الانباري المبدع الكبير، بل يضع النص في سياق العذابات الجلل وتصفه (حدادنا جميعا). محبتي وشكري

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟