الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سحب الثقة زوبعة كيدية

عباس داخل حسن

2012 / 6 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سحب الثقة زوبعة كيدية

بعد مضي أكثر ستة سنوات على تسلم رئيس الوزراء نوري المالكي لرئاسة الوزراء استفاقت بعض الكتل السياسية على انتهاء صلاحية الرجل كشريك محاصصي مرموق . وفجاة صار يشلع القلب وديكتاتور ولم يسمع الكلام ومتفرد بالقرار وسلطوي . سبحانه الله نسى الجميع انهم مَن جاؤوا بهِ بسلة محاصصة واحدة بدءا من عامل الكافتريا في البرلمان الى رئيس الجمهورية . والايام كشفت حقيقة تقاسم السلطة في العراق . وسكوتهم لمدة ستة سنوات يثبت صحة ماذهب اليه معظم المتتبعين للشأن العراقي ان البلد يتقاسمه عشرة اشخاص مختزلين مؤسسات ومقدرات الدولة . وهذا ماصرح به اكثر من مصدر مطلع ومقرب بالاسماء جهارا وعلانية . الاستقرار مرهون حسب تقاطعاتهم ومتطلبات المصلحة الشخصية ومن وراءها كتلهم واحزابهم الاكولة النهمة .
ولانستبعد ، يرشحون من قبل شعب الصفكة واللطم الى الجنة مع العشرة المبشرين في الجنة ليصحبوا العشرين المبشرين بالجنة .
اما لفيف المستشارين والناطقين وثلة من البرلمانيين ماهم إلا سماسرة ووسطاء ومرابون . وهكذا انبثقت في العراق سلطة جديدة من الاستبداد بعد الاحتلال الامريكي للعراق سلطة همها جمع المال واختراع الازمات والزوابع والهاء الشارع واللعب على الحبال الطائفية والعرقية والمناطقية بحذاقة . ضاربة عرض الحائط كل الاحتياجات والمطالب الشعبية . وبعد مرور عقد من الزمن والشعب العراقي لايجد شيء سوى وعود خرقاء كاذبة على شعب منكوب منذ عقود بسبب ديكتاتورية دموية لم تبق ولم تذر .
في حين صرفت الحكومة المليارات من اجل تلميع صورتها كما فعل النظام السابق لا لشيء فقط بروبكندات ممجوجة ودعاية خرقة ، وتقديم رشى للبعيد والقريب والعراقيين يطحنهم الفقر والحرمان والسرطان ونقص الكهرباء والمياه والمدارس تتهدم على رؤس الاطفال
لقد ادخلونا في لعبة خطيرة ومعادلة غريبة من الاستبداد اما نحن او العودة للمربع الاول المليء بالقتل والفوضى والارهاب والمفخخات والجثث المجهولة .
وكلما تفائل البعض بان ثمة ضوء في نهاية النفق قلبوا الاوضاع اكثر قتامة وسوداوية بسبب المكائد والزوابع السياسية متناسين كل المآسي التي حلت بالشعب العراقي . الكل مشغول في زوبعة سحب الثقة وملؤا الدنيا وشغلوا الناس بتصريحاتهم النارية والترابية .
وطيلة الايام الماضية تحدث شعيط ومعيط ونطاط الحيط وكلما ازداد التصعيد تظهر حقائق مقلقة ومخيفة من خلال طراطيش الكلام واستعراض القوى واستنفار المليشيات ورشوتها في خطوة استباقية لما هو قادم.
ودخول تركيا وايران على خط الازمة علنا وبعض الدول العربية سرا ، سيزيد الطين بلة وسط هذه الاتهامات المتبادلة بين الاطراف ويفاقم التعنت وشحن الشارع .
ربما سيزور نائب الرئيس الامريكي جو بايدن العراق من اجل لملمة الاوضاع قبل انفراطها وتدحرج الازمة الى قاع اللاعودة بسبب تعنت الشركاء في الحكم .
لاادري مدى نجاح التدخلات في ارساء العملية السياسية على شواطيء التفاهمات للشركاء ولو سلمنا ببقاء سلة المحاصصة ببيضها الفاسد والصالح كيف سيصبح المشهد السياسي وهم قطعوا شعرة معاوية ونسفوا كل جسور الثقة فيما بينهم كيف ستكون ادارتهم لمؤسسات الدولة والمصالح العليا لبلد مستهدف بمخاطر كبيرة وعديدة .
اليوم تسونامي سحب الثقة شغل كل العقول المدشنة والغير مدشنة ، والمجربة وغير المجربة لتحليل هذه الازمة التي تبدو في كثير من جوانبها الحصول على مكتسبات اضافية من اجل الاستحواذ والنفوذ بطريقة كيدية مع سبق الاصرار والترصد باجندات خارجية وداخلية وفضحت العجز في التعايش بين العشرة المستاثرين بالبلاد والثروة الطائلة للعراق .
وهل ستشهد العملية السياسية في العراق زوابع وهزات ارتدادية ، وماهي قوتها وتاثيرها على المشهد السياسي العراقي وماهي الخسائر التي تضاف لخسائر الشعب العراقي المنكوب بسبب هؤلاء الساسة العتاة . هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في