الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق :كوميديا تصديق الأزمة

جاسم محمد كاظم

2012 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من غير الممكن تصنيف العراق كدولة على طراز حديث أو حتى حسابه على اقل تقدير دولة القرن الثامن عشر البدائية . لان خط سير الدولة الذي انحدر شيئا فشيئا من تسلل العشيرة البدائية ذات الجد والأصل الواحد الذي انحل شيئا فشيئا مع تقدم الإنتاج وظهور الطبقات .
ويفضي هذا التصنيف بدورة إلى عدم تسمية الساكنين في هذه البقعة باسم "الشعب "لان مفهوم الشعب التقدمي الذي ترافق مع ثورة البرجوازية الفرنسية وشعاراتها المناهضة لكل أدران الماضي مقصودا بة مجموعة المواطنين الذين يسكنون منطقة معينة وينتخبون حاكما في نظام جمهوري .
وهذا ما يمكن القول كنتيجة حتمية إن السلطة الحاكمة لم تصل بعد كهيئة حكومية عاملة ليس لها من هم سوى تامين الإدارة الأساسية للبلاد وتنظيم وسائل الإدارة وتحمل مسؤولياتها .
والذي يرى العراق بعيون حقيقية فأنة لا يجد مدلولا واقعيا لاسم الدولة بالقدر الذي يرى تجريدا خاليا من المعنى في بقعة لازال يلوح فيها شريعة حكم الغاب لان جماعاته الساكنة بالوناها المختلفة المتنافرة عن بعضها البعض لازالت تفكر بوعي سطحي كعقل قبائل الهنود الحمر البسيط وإيمانهم بالنجوم والطلاسم وأجساد هائلة تختبئ وراء الغيوم بوعي لا يتجاوز من تسخين الماء بإسقاط حجارة حارة في حفرة مملوءة بالماء في باطن الأرض يستلم مفرداتة جاهزة من فم "الشامان" ليمارس فيه نظرية العقل الأبوي المطاع بعقلية ثابتة لم تغير بسبب عدم وجود تناقض حقيقي لأدوات الإنتاج وتغير لعلاقاته .
ويكمن سبب التخلف بعلاقات جدلية متبادلة في بنية الاقتصاد العراقي البدائي المتخلف وعدم إيجاد طريق للنهوض والتقدم بشهقة حياة جديدة تمكنه ولو بأقل الأمور إلى الصعود لمرحلة صناعية توصله إلى مرحلة اكتفاء ذاتي لأبسط مواده الاستهلاكية بل بدلا من ذلك بقي اقتصاد متخلف جدا وبدائي النزعة لا يختلف عن زمن العصور الوسطى في إنتاجه البسيط المتمثل بالزراعة البدائية المبتعدة عن المكننه الحديثة مرتبطا بذيل الاقتصاد العالمي الذي تسيطر أفكار العولمة المتمثلة بنهب الموارد الأولية من البلدان المتخلفة بأسعار تافهة .
لذلك كان زمن اليوم هو نفسه زمن المنصور العباسي بنظرية "زمكان" تراوح في مكانها طيلة 1500 سنة كما بقي الهنود الحمر عشرات الآلاف من السنين بنفس التفكير والنزعة حتى قطعة عليهم إتباع كولومبس .
ونستنتج من هذه التركيبة البدائية التفكير باقتصادها البدائي بكلام يقودنا للقول بأننا لن نرى أبدا تركيبة سياسية محترفة نابعة من المؤسسة التقنية والإنتاجية تستطيع من قيادة التشكيل و العمل على تغييره نحو الأحسن بخط يتوافق مع سير الإنتاج لان هذه التركيبة الفوقية الناتجة هذا الفكر تستنشق نفس الأفكار وتساير نفس الموجة وهي بالتالي تعمل على تجميد هذا الواقع بمختلف الوسائل المتاحة كعمل مضخم القوة "الباور " من اجل ديمومة هذا الوضع الراكد إلى ما لانهاية .
لذلك لم يتشرف تاريخ العراق بطبقة سياسية محترفة قادرة على قيادة الجمع رغم تنافره بشخصيات على غرار "غاندي" أو جواهر لال نهرو وأولف بالما" أو " فون هندربرج شارل ديغول تستطيع بناء دولة حديثة يكون الإنسان الحر عمودها الفقري .
لكننا بدل كل هذا نسمع بين الحين والآخر من قبل إعلام مضَلِل يحاول خلق أزمات سياسية وبالتالي إجبار المتلقي على تصديق ذلك والتعايش معه وتضخيم تلك الأزمات إلى حالة تسليط كل الأضواء على شخوصها الرئيسيين وكأن أزمة العراق تصل في مستوياتها القياسية وكأنة يريد الانضمام لمجموعة اليورو أو الاتحاد الأوربي أو إن يصبح زعيما لتحالف عالمي مناهض للعولمة
وليس بشي بسيط يكمن جوهرة خلافات شخصية ترتكز على هذا الواقع البدائي منعزلة تماما عن أفق السياسة والاقتصاد ومؤسسات الدولة وكل بنيتها الرئيسية الحديثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزميل و الصديق والأخ جاسم
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 6 / 8 - 06:14 )
الزميل و الصديق والأخ جاسم
تحياتي
بعد أنقطاع اكثر من شهر , يعود جاسم محمد كاظم بتحفة علمية رائدة في التحليل العلمي, متجاوزا فيها التحليل السطحي و الساذج والذي يُكتب هنا وهناك.
نعم .......من غير الممكن تصنيف العراق كدولة على طراز حديث أو حتى حسابه على اقل تقدير دولة القرن الثامن عشر البدائية
العراق الان بدون دولة ...العراق الان هو أمارات ..لأمراء الطوائف
وغاص الأخ جاسم غوصاً عميقاً ليبرهن ان ثلاثي المجتمع المدني الحديث ( دولة-شعب-حكومة) ...لا مكان لها في عراق اليوم
وهذه صفعة قوية لكل الكتابات الصفراء والتي تحاول أن تصنع آلوان كاذبة لنشاط المافيا
شكراً لكَ


2 - الزميل والأخ المهندس الاستشاري جاسم تحية
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 6 / 9 - 01:40 )
أشكرك جدا واعلم أيها الأخ الغالي إن سب انقطاعي مرافقتي لأحد الأقارب لإجراء عملية لصمامات القلب التالفة والتي استمرت معاناتها بين التاجيل والعمل لمدة أكثر من شهر كامل وها نحن نعود من جديد . مع ارق تحية وامتنان .

اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها