الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 6 / 8
كتابات ساخرة




مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي ..
لا أظنّ أنّ الشعب التونسي قد نسي أمر محاكمة المخلوع .. رغم كل الأحداث التي تداولت على عقله و على قلبه و على جيبه المثقل بالفواتير ...بوسع هذا الشعب الطيب أن ينسى أنّه جاع و أنّ أكياس القمامة تنتثر في كل مكان من مدنه ..و أنّه أطال الوقوف في طوابير الانتخابات في الصيف الفارط ..و أنّه أخطأ العدّ ..و أنّ وادي مجردة فاض بشكل غير عادل هذا الشتاء ..و أنّ وجدي غنيم جاءه ينشر علم ختان البنات ..و أنّ الرايات السوداء رفرفت في سمائه أكثر من مرّة ..و أنّ علم بلاده أوشك على البكاء فوق جامعة العلوم الانسانية ..و أنّ العلوم الانسانية قد تترك مكانها للعلوم الفقهية .. و أنّ مكر النساء أغيظ من مكر الفقهاء . و بوسعه أن ينسى أيضا أنّ الأسعار قد فاقت الحدّ و أنّ أولاده قد يجوعون و أنّ السياحة مهددة هذا الصيف و أنّ المدارس الدينية قد تتفوق في العدد على المدارس المدنية ..بوسعه أن ينسى خطر السلفية فهم "أبناؤنا " ...لكنه لن ينسى أمرا واحدا : هو ضرورة محاكمة الدكتاتور المخلوع ..و قد احتدّ السؤال هذه الأيّام و اشتدّ باشتداد حرارة فصل صيف لا أحد يدري أيّ الأحداث الغرائبية ستحصل فيه ..فقد يصدرون فتوى جديدة في قصّ بعض الأعضاء المقلقة ..كاللسان الحرّ ..و قد يمنعون فرشاة الرسم التشكيلي و يقطعون دابرها من المكتبات ..و قد يقيمون الحدّ على بعض المفاهيم كالحرية أو الحروف ..و قد يحرمون أكل بعض الغلال..و قد يحرمون النساء من استعمال أقلام الزينة ..فكيف سيتزيّن لرجالهم ؟ ..
و حين سيشتدّ السؤال بالجميع و يستفحل كداء عضال :"متى ستحاكمون المخلوع ؟" سيجيبون حتما و بكل ثلج القطب الشمالي المتجمد : "قل هو من أمر ربّي ..علاّم الغيوب " ..و يواصلون التداول على المكان الذي ينتعش فيه سارق أحلامهم و طاغيتهم العزيز" أطال الله في عمره بين أحضان الحرم الشريف ..و رزق الشعب التونسي الكريم جميل الصبر و السلوان "..و بدلا عن جلبه الى العدالة الانتقالية ينتقل أصحاب التقوى و الصالحون الى الحجّ صوب تراب يواصل احتضانه في قصوره ..و يطلب الشعب ثوبا ..فترفل في الحرير الخليجي الطغاة ..يا لهذا الشعب ؟ هل قدره أن يختار بين التجويع و التكفير ...وبين التسويف و التطهير ..و بين القمامة البائدة و الكذب المؤبّد ..
من أين سندخل في هذا الوطن ؟ من دماء شهداء لم يقع انصافهم ..أم من جراح جرحى بدأ بعضهم في الموت كمدا على ثورة تخيط أفواههم عمدا و بلا خجل ؟ و هذا شعب مصر العظيم الذي اتخذ من ثورة تونس مثلا احتذى به ، يعطينا درسا في ضرورة أن نخجل من أنفسنا لأنّا مستبلهون ..شعبهم يحتجّ على الحكم بالمؤبّد على الطاغية مبارك ..و يرى بأنّه ينبغي اعدامه ..و شعبنا يكتفي بالفرجة كأنّه بصدد مسلسل تركي ..و قصّة حبّ تنتهي دوما بخيبات أمل..
أين خبّئتم أنوفكم أيّها التونسيون ؟ أم ألهاكم تكاثر الخفافيش و بعوض الربيع و ناموس الصيف ..و قد تكونوا مهووسين بعودة القُمّل ..لم لا ؟ لا شيء ينقصكم غير المبيدات الحشرية بعد أن خاب أملكم في البائد و المؤبّد و المؤقّت و الموقوت ..هل أصابكم النسيان دفعة واحدة أم أنتم بصدد ابتلاع خيباتكم بالتقسيط المريح ؟و مهما يكن فالتاريخ لا يرحم الظالمين و الشعوب لا تنسى من قتل أبنائها و نكّل بأقدارها ..و الأرياف المهمّشة لسنين عديدة من عمر البشريين القصير لن تنسى من سرق منها أحلامها و قموحها و من عطّل الحياة في قلوب أهلها ...
اذا كانت الدولة تخجل من جلب رئيسها البائد مدى الحياة لمحاكمته ..فنحن نقترح عليها أن تصنع له تمثالا في كل قرية ..لا يهمّ ..من أيّ شيء من قماش أو من قمامة ..أو من خشب القصور التي عرضت للبيع السياحي ..و قد نوفّر بذلك مواطن شغل للفنّانين المعطّلين عن الثورة أو الذين التحقوا بها بعد أن انتهت في أحضان البلاتوات الوطنية جدّا ..هكذا يستطيع أطفالنا أن يشتموا الطغاة كل صباح ..أن يبصقوا على وجوههم الخشبية..و أن يتحرروا من نظراتهم الكئيبة ..و يبدؤوا يوما جديدا بلا قصص عن المخاليع الهاربين من العدالة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب