الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاسامية والصهيونية.. نقيضان أم رديفان؟

رجا زعاترة

2005 / 2 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لم تشفع للرئيس الألماني هورست كولير انحناءاته وتعهداته بمحاربة اللاسامية، خلال كلمته أمام الكنيست (الأربعاء 2 شباط 2005)، أمام الاستغلال الصهيوني البشع للكارثة وضحاياها، والذي تجلى في أكثر من صورة خلال الأيام الأخيرة.
ولم يفوّت مجرم الحرب شارون فرصة وجود كولير لمهاجمة من اعتبرهم "المعادين الجدد للسامية الذين يريدون منع إسرائيل من الدفاع عن حدودها"! لذا لم تكن كلمات الأخير ضد العمليات الانتحارية وعن وقوف بلاده دومًا إلى جانب إسرائيل أكثر من ضريبة يبتزها حكام هذه الدولة.
إن ما اقترفه النازيون ضد ملايين البشر، وضمنهم اليهود، هي حقا جريمة لا تغتفر. لا نقاش في هذا. ولا مهاودة مع من يتفهم أو يبرر أو يقول "ولكن". والصراع القومي في البلاد لا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن يكون مبررا. تمام كما أن جرائم النازية لا يمكن أن تكون مبررا أو عاملا مخففا لجرائم الحركة الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني (رغم كل الاختلافات وبعض التشابهات).
نقطة نقاشي الوحيدة تتعلق بحق دولة إسرائيل، بصفتها تجسيدا لحركة رجعية عنصرية كولونيالية، في احتكار دور الضحية الأبدية. ويعود هذا استنادا الى عدّة حقائق تاريخية، نذكر منها أن:
• الزعيم الصهيوني هرتسل كتب صراحةً في "دولة اليهود" ان اللاسامية هي التي جعلت من اليهود شعبًا رغما عنهم على مرّ التاريخ. وبالطبع لا يصمد هذا الزعم أمام حقيقة أن اللاسامية ظاهرة تاريخية حديثة نسبيا ظهرت في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر وارتبطت بالأوضاع الاجتماعية الاقتصادية وبالتطور الرأسمالي الى مرحلة الإمبرالية المبكّرة وما رافق هذه التطورات من إفرازات في البناء الفوقي.
* الحركة الصهيونية لم تتورع (بالأساس قبل الحرب العالمية الأولى) عن مغازلة أكثر الساسة عداءً لليهود (في ألمانيا وروسيا القيصرية) كسبا لعطف القوى الإمبريالية على مآربهم في فلسطين. ومعروف الصراع بين الصهيونيين الموالين لألمانيا والصهيونيين الموالين لبريطانيا، والذي انعكس في المشروع البريطاني لتوطين اليهود في أوغندا. كما تعامل الزعماء الصهيونيون مع النازيين الألمان قبل الحر بالعالمية الثانية.
* كان في إمكان زعامة الحركة الصهيونية إنقاذ مليون الى مليوني يهود من براثن النازية، لكنها آثرت مشروعها لاستيطان فلسطين على إنقاذ اليهود التي ادعت الصهيونية تمثيلهم.
خلاصة القول: إن الحركة الصهيونية، ممثلةً اليوم بدولة إسرائيل لا تملك حق احتكار دور ضحية النازية. وعلى أوروبا التخلص من هذه العقدة التي يستغلها حكام هذه الدولة في كل مرة تقف أوروبا فيها الى جانب حقوق شعبنا المشروعة.

*كاتب فلسطيني من مدينة حيفا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا