الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون السوريون والأحداث الاخيرة

عزيز عمرو

2012 / 6 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



من الطبيعي جدا أن يكون الشيوعيون ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية وهذا ليس بجديد في مواقفهم خلال تاريخهم الطويل والتضحيات الجسام التي قدموها في كل المراحل والظروف في سبيل الوطن والشعب ومن اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ويحترموا الآراء الوطنية الأخرى التي تخالفهم وكانوا دائما مع الحوار بين كل القوى الوطنية ويؤكدون دوما إن الاختلاف ظاهرة إنسانية وواقعية يجب القبول بها ومن آداب الحوار حسن الاستماع والاحترام المتبادل ونبذ التعصب والعنف وكما هو معروف إن الهدف من الحوار هو الوصول إلى مفاتيح المعرفة.ولقد جاء في الإسلام:وجادلهم بالتي هي أحسن .وقال الرسول الكريم :لكم دينكم ولي ديني .والعارفون يعلمون كيف دار الحوار بين الإمام علي كرم الله وجهه والخوارج وبين الإمام الغزالي وابن رشد وبين الشيخ محمد عبده والمفكر انطون فرح وبين كاوتسكي وتروتسكي ولينين .ويرفضون التصرفات التصفوية أمثال موقف هشام عبد الملك بقطع يدي (غيلان الدمشقي) لأنه خالفه بالرأي .فالحوار و الاختلاف حالة صحية يؤمن الشيوعيون بها وكما قال احد العقلاء:إن محادثة ذوي الألباب تلقح العقول .
كما انه من الطبيعي جدا أن يكون الشيوعيون ضد البرجوازية الطفيلية والبروقراطية والكومبرادور وضد الفساد ومع القطاع العام في الصناعة وفي الزراعة والتعليم والصحة وتطويره وتحديثه وتطهيره من الفاسدين ومع التوزيع العادل للثروة الوطنية والتوازن بين الأجور والأسعار والهدف النهائي لهم _الاشتراكية_.
كما كان الشيوعيون دوما مع الديمقراطية و التعددية الحزبية واحترام حرمة البيوت وكرامة المواطنين وحق التظاهر والإضراب للأحزاب والمنظمات الجماهرية والمهنية . كما إنهم مع ضرورة تأمين الحقوق الثقافية والمدنية للأقليات والقوميات الموجودة في سوريا كالكرد مثلا وذلك ضمن الوحدة الوطنية وتعزيزا لها .وكل من يرجع قليلا إلى وثائق الشيوعين القديمة والحديثة سيتأكد من صحة ما اقوله والآن يقفون ضد التدخل الخارجي الأميركي الأطلسي وإسرائيل والعثمانيون الجدد والرجعية العربية ويؤكدون على ضرورة الحوار بين كل القوى الوطنية الذين يقفون ضد التدخل الخارجي , ووقف العنف وقتل الأبرياء من عسكريين ومدنيين وإطلاق سراح الأبرياء وتطبيق الدستور وعلى الإصلاحات الجذرية الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية والمعاشية وحل مشكلة الغلاء والبطالة والإكثار من المنشأت الوطنية وتوزيع أراضي أملاك الدولة على الفلاحين الذين يستثمرونها .
وهذا لا يعني ابدا إن الشيوعيين كغيرهم من الأحزاب الوطنية لم يرتكبوا أخطاء خلال هذه المسيرة الطويلة أو لم يندس داخل صفوفهم عملاء أو انتهازيين أو فاسدين وهذا أمر طبيعي كغيرهم فالشيوعيين من هذا الشعب ومن هذه الفئات والطبقات يؤثرون ويتأثرون ولديهم ما يكفي من الجرأة الاعتراف بأخطائهم ومن يرجع إلى وثائق المؤتمرات الحزبية يلاحظ هذه الجرأة من النقد الذاتي ونتمنى أن يمتلكه غيرنا ايضا .
يقول احد الشعراء : لا يعصم المجد الرجال وإنما كان العظيم المجد والأخطاء .
ونقول وبأسف إن بعض رفاق الأمس وهم قلة يهاجمون تاريخهم وانتمائهم الفكري والسياسي تحت مسميات مختلفة وبدوافع مختلفة ومن منطلقات سياسية جديدة .يقول الأديب الداغستاني_رسول حمزاتوف_في روايته (داغستان بلدي) : إن من يطلق مسدسه إلى ماضيه فالمستقبل سيقذفه بمدافعه. مع احترامي الشديد لتاريخ ومواقف هؤلاء الرفاق وكلي ثقة إن هؤلاء الرفاق سعيدون النظر بمواقفهم . فإذا كان هناك بعض الأخطاء أو البعض ممن أساء هنا وهناك من الشيوعيين وهذا ما يحدث مع كل الأحزاب والحركات والأشخاص وخاصة الانقسامات والاتهامات المتبادلة من خلال بعض التصريحات والمقالات ولكن هذا لا يبرر لهؤلاء الرفاق الأعزاء إطلاقا الهجوم على حزبهم وعلى ماضيهم وماضي أبائهم وأجدادهم الذين نعتز بهم ونقف أمامهم خاشعين بل المطلوب كما اعتقد من هؤلاء الرفاق الأعزاء ومن كل شيوعي أو صديق صادق أن يعمل وبإخلاص من اجل التنسيق والوحدة بين الشيوعيين ويلعبوا دورا في فضح الانتهازيين والمتسلقين داخل صفوفهم .
وعلى شيوعيي الجزيرة أن يقيّموا موضوعيا وبجرأة شيوعية عالية تجربتهم الأخيرة والمريرة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة والأصوات المتواضعة التي حصلوا عليها وضرورة التنسيق بينهم ومع كل الوطنيين والتقدميين والقوميين الوطنيين واليساريين والاشتراكيين والالتصاق بالكادحين وان يطهروا صفوفهم من الانتهازيين والفاسدين والمغرورين.
كما نلاحظ ونسمع بين حين وأخر بعض التصريحات من بعض الأشخاص الذين يتسترون ويتاجرون بالقومية أو الدين الإساءة إلى الشيوعيين والى تاريخهم ومواقفهم وأحيانا يستخدمون لغة التهديد وبالطبع هؤلاء قلة ولا يمثلون إلا أنفسهم ,وان كل الشرفاء من المثقفين والعقلاء من أبناء شعبنا السوري عربا وكوردا واثور وارمن وجركس وتركمان ومختلف القوى الوطنية والتقدمية يدينون مثل هذه التصريحات والأساليب ويؤكدون على مبدأ الحوار والاحترام المتبادل فالوطن للجميع وحمايته مهمة الجميع وخيرات الوطن يجب أن يكون للجميع بعيدا عن التمييز القومي أو الطائفي وان يكون المعيار والتقييم هو الإخلاص لهذا الوطن وللكادحين وللوحدة الوطنية بعيدا عن إثارة الطائفية والعنصرية وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه:الفقر في الوطن غربة وقال ماركس: قبل أن نفكر يجب أن نأكل ونلبس ونسكن وقال ستالين:ما دمنا على حق فالمستقبل لنا وأخيرا كما قال أبو الهيثم :كل هم يزول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم