الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أ ... ب

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2012 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أحدهم يقول ( أ ) والثاني يقول ( ب ) . جهة تقول حل الأزمة السياسية في الرجوع إلى الدستور وتفعيل مقررات مؤتمر أربيل ، وجهة تقول نعقد مؤتمراً جديداً بدون شروط مسبقة . يدعو أحدهم إلى عقد الإجتماع الوطني في بغداد وآخرون لا يأمنون على عقده هناك .

قبل أكثر من عام ، وتنازلاً ، بالظاهر ، لضغط الجماهير الشعبية التي تظاهرت سلمياً في ساحة التحرير وأعلنت مطالب تتعلق بالأمور الحياتية ، طلب المالكي مهلة مائة يوم ( تصوروا 100 يوم فقط ) ليقوم بتأمين تلك المطالب . ولكن المثل الشائع يقول ( إن كنت لا تستحي فأفعل ما تشاء ) . إن المالكي عندما طلب مهلة المائة يوم كان يعرف أنه غير جاد في وعده ، ولكن عقله المبني على أسلوب التحايل والتآمر كان قد جعله يبيّت أمراً آخر يصيد بحجارة واحدة أكثر من عصفور . إنقضت المهلة ، ولم يحصل أي شيئ من ما وعد ، فخرج علينا بحجج رمي اللوم على الوزراء ، وكل واحد منهم ينتمي إلى مكوّن سياسي معيّن ، حتى يحرج قيادات الكتل المنتمية إلى هذا المكوّن أو ذاك فيجعلهم يتساهلون في محاسبته . وقد كانت خطته هذه مبنية على معطيات خاصة به عن أحوال تلك المكونات وكيفية التأثير على قياداتها. وبعد مرور فترة تزيد على السنة على ذلك تغيّرت الخارطة السياسية في الساحة بتأثير تمادي المالكي في محاولاته في تهميش شركائه والتفرد بالسلطة وتركيز السلطات بالتدريج بيده ، أدركت قيادات الكتل السياسية أن سكوتها سوف يفقدها قواعدها الجماهيرية . ولذلك بدأت بالتململ أوّلاً ، والتنبيه بعد ذلك ، وأخيراً التفكير بسحب الثقة رسمياً منه ، وإسقاط الحكومة التي يرأسها .

عندما أدرك المالكي أن القوى السياسية قد إصطفت في تحالف جديد قد تتمكن فعلاً من سحب الثقة من حكومته و إسقاطها ، بدأ يرسم خططه الجهنمية للتغلب على خصومه بمحاولة شق صفوفهم ، كإثارة إشاعة أن البرزاني عارض منح كرسي وزاري لحزب التغيير ، وكذلك عقده إجتماعاً لمجلس الوزراء في مدينة كركوك على أمل تأجيج التفرقة العنصرية في المدينة ودفع الأمور إلى تصادم بين الأخوة . في هذه المرحلة الدقيقة أصدر تعليمات يسمح بموجبها لكل عائلة الحق في إمتلاك قطعة من السلاح ، بحجة تمكينها من الدفاع عن نفسها ، وفي الحقيقة لتبرير عملية تجهيز ميليشيات موالية له بأنواع مختلفة من الأسلحة . هذه الميليشيات التي خرجت مؤخراً ، وهي مدججة بالسلاح ، في تظاهرة في بغداد ترفع لافتات وتنادي بشعارات تأييداً له . كما أن وسائل الإعلام السائرة في فلكه والكتاب والمقربين منه والناطقين بإسمه أو حزبه عادوا إلى العزف على النغمة القديمة بإلقاء اللوم على الوزراء والكتل السياسية التي يرجعون إليها . فليس غريباً أن يشيع إستخدام عبارة ( توطيد السلطة ) من قبل كثير من أولئلك بإستعارتها من مقالة كتبها أحد الكتاب الأمريكيين والذي أهداهم طوق نجاة لكيفية الخروج من هذا المأزق . ولكن هيهات أن يحجب ضوء الشمس بالغربال . فقد كانت للدكتورة مها الدوري هجمة مضادة قاسية على إدعاءات ممثل تحالف دولة القانون في برنامج ( قضية رأي عام ) الذي تقدمه قناة البغدادية حين قالت له ( ليس لدينا كهرباء فهو ذنب وزير الكهرباء ويلام على ذلك ، ليس لدينا خدمات بلدية فهو ذنب وزير البلديات ويجب أن يحاسب عليه ، ولكن وزارات الدفاع والداخلية والقيادة العامة للقوات المسلحة والأمن والإستخبارات كلها محصورة بالسيد رئيس الوزراء ولكنه فشل في تأمين الأمن وما تزال الجرائم والتفجيرات تترك المئات من الضحايا في كل يوم . )

إبن الشعب يسأل متى ننتهي من هذا الشقاق ، ومتى نلم جراحنا ونبدأ الخطوة الأولى لبناء العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات