الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسي الإخوان المسلمين مرغم على تحقيق الديمقراطية بمصر

الحايل عبد الفتاح

2012 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بصفتي محام ومؤلف تحت الظل، ومتتبع أيضا لأحداث الثورات العربية الإسلامية ومناد بحدة، بالفصل بين الدين عن الدولة، أود أن اقنع الشعب المصري خاصة والشعب العربي الإسلامي والرأي العم العالمي عامة بأهمية تموقع الإخوان المسلمين حاليا. وضرورة مساندتهم للخروج من الحيرة والتشردم. هذا مع العلم أنني لست مصريا ولا من الإخوان المسلمين ولا من دعاة تطبيق الشريعة...
بدءا، يجب القول أن العديد من التقولات والمقالات هنا وهناك وفي العديد من المواقع أفهم سخط المصريين على نتائج الإنتخابات الرئاسية بمصرن وما آلت إليه من صدمة للشعب المصري والعربي الإسلامي والدول الغربية بفصائلها الديمقراطية وتنوعها.
وهي بصراحة تقولات ومقالات وآراء لا تخدم المصلحة الديمقراطية ولا الشعب المصري ولا العالم العربي المسلم. فاغلبها، بوعي أو بدونه، تصب الزيت فوق النار و الزيادة في تعقيد الوضع في مصر. مصر الأمل الوحيد للشعب المصري والشعوب العربية الإسلامية.
اعلم أيها القارئ العزيز، أن الإخوان المسلمين هم الآن الطريق الوحيد والأوحد لاستتباب الديمقراطية بمصر، لأنهم الوسيلة الوحيدة لقطع العلاقة مع النظام الدكتاتوري السابق...وذلك لعدة أسباب يمكن لمسها منطقيا وبحياد وتجرد.
فالإخوان المسلمون بزعامة الدكتور مرسي متورطون اكثر مما قد يعتقده أكثر الناس فهما للسياسة بمصر. وهم في حرج أكثر مما قد يتصوره خصومهم...فهم في موقف لا يحسد عليه. فهم ملزمون بعد أكثر من ثمانين عاما من النظال أن يدخلوا السياسة من مدخل الواقع المصدم.
وهم فوق ذلك مرغمون على التنازل عن العديد من أفكارهم بفعل وحركة الشارع المصري...
كما أن التجربة أفادت متتبعي الأحدات السياسية بأن الإخوان المسلمين لن يكونوا ولا يمكن أن يكونوا حاجزا أمام الثورة المصرية. فسياستهم لا تتعارض مع الديمقراطية إن أمعنا النظر في مفهوم الدين الذي يفهمونه هم. فالثورة المصرية لن تترك لهم المجال للقيام بما قام به سلفهم.... فهم سيكونون في موقف لا يستطيعون فيه معالجة كل المشاكل المطروحة. وبعد أربعة سنوات المقررة دستوريا
سيلفضهم الشعب وينبدهم كما تفعل الشعوب الديمقراطية المجربة إن لم يحسنوا التعامل مع قواعد الديمقراطية...وبعدها ستنفرج النظرة السياسية بمصر. وسيعرف وسيفهم المسلمون قاطبة، حسب رأيي، أن الإخوان المسلمين المدجلجين بالدين لن يستطيعوا فهم وفك رموز التخلف والفقر والبؤس الإجتماعي والإقتصادي والسياسي الحالي والمستقبلي بجرة قلم أو بالتنظير السهل الفصاحة.
التجربة المغربية والتركية واللإيرانية والجزائرية هي ادلة يجب أخد العبرة منها لفهم الواقع واختيار الأحسن والمفيد للثورة المصرية العربية الإسلامية.
فبالمغرب، فالسيد الوزير الأول عبد الإلاه بن كيران، بعد وصوله للسلطة، وأمام خزم ومخزن المشاكل وتعقد الظروف السياسية والمجتمعية، أصبح ملكيا اكثر من الملك بل أصبح (و أتمنى ذلك) يعي ان الواقع ليس هو التنظير والأفكار الثورية الإسلامية والقطبية السيدية...فهو مشكور على عمله المتواضع. لكن لا يمكن بحال من الأحوال أن يقول في يوم من الأيام أنه حقق كل ما كان يقوله في محاضراته وندواته الثورية وطموحاته المدجلجة بالدين...فالواقع حكم عليه بالشلل السياسي وافقتصادي والإجتماعي... فقد فعل به ما فعل بالإشراكيين من قبله...
ومن ثم فمن عينه أو ممن صوت عليه كان يعلم أو لا يعلم حدود قدرته في التفاعل مع المشاكل المطروحة. وكأني بالسيد عبد الإلاه بن كيران كمن يقول له الديمقراطيون المغاربة والعرب المسلمين : " لي قال لعصيدة باردة إدير إدو فيها". هذا المثال المغربي يعني باللغة العربية الفصحى : " من يقول أن العصيدة ( وهي أكلة مغربية ساخنة جدا) باردة فليضع يدع فيها ليعرف الحقيقة". السيد الوزير الأول المغربي مع احترامنا لأفكاره وانتمائه لامس "العصيدة" المغربية رغم إسلاميته السياسية. فهو الآن في تحركه مع زمرته من دوي النيات الحسنة مشلول الفعل ومغمور القرار، لأنه محكوم بما هو واقع وعملي.
مثال آخر، وهو مثال دولة تركيا. فرئيس الحكومة أردكان كان من المسلمين وحواره كان أكثر في الطموح مما هو على الواقع...فها هو اليوم ينسجم مع قواعد الديمقراطية ويتعامل مع الغرب ومع الديمقراطيين وكأنه من زعماء الديمقراطية العالمية...الشعب ضبطع ووضعه في قيمته الحقيقية لا المفترضة...
السيد بن كيران عبد الإلاه والسيد اردكان اصطدما بالواقع المر، وداقا " العصيدة" بحرارتها الواقعية، وسايرا الواقع بما يمكن من إصلاحات واقعية. أين نحن من الحجاب والحشمة والتمسلم "المغنبر" والتحريمات المبالغ فيها"؟
أما في إيران فالمثال سلبي للإيرانيين مفيد للمصريين.فالإيرانيون اليوم واثقون من أن نظامهم يحكم بالنار والحديد. فالإسلام الذي حلموا به كان حبرا على ورق...
هذا رغم أنني متحفظ كالمجتمع العالمي لأقول كلمتي الأخيرة للفصل في نجاح التجربة الإيرانية من فشلها...
وأنا متيقن من ان مصر الحبيبة لن تكون كالمغرب ولا تركيا ولا إيران ولا الجزائر، لأن لها مسار متميز في تاريخ الثورات العالمية والعربية...
وهكذا سيصبح الإخوان المسلمون بمصر إن وصلوا للحكم بواسطة السيد مرسي ( وأتمنى ذلك من خالص قلبي وعقلي) كغيرهم من القوات السياسية على اختلاف اديلوجياتها محكومين بالواقع الصعب والعنيد التسيير...
وليسال العامة والخاصة لماذا يخشون الإخوان المسلمين ؟ فالخوف منهم لا سبب له في الواقع بل هو تخمين وتصور مستقبلي...
فالإخوان المسلمين (إن كان السيد مرسي سيسايرهم ويخضع لهم) إن كانوا صادقين أو كادبين فالتجربة ستفضحهم وتنطوي صفحتهم إلى الأبد...وتجربتهم ستؤول كغيرها إلى التهوين والتقليل من قيمتهم لدى الشعب ولدى المجتمع الدولي...
لا أضن أن المصريين لم يفهموا ما آلت له افنتخابات التشريعية بالجزائر. لا أضن أن المصريين سيخلقون اعداءا للثورة من الثوار. لا أعتقد أن المصريين أغبياء ليعيدو نفس تجربة الجزائر. فالجزائر عاشت وتعيش صدمة لا يمكن تصور نتائجها...فلو ثركو للسيد بالحاج
باختصار شديد فتخوفات العديد من المصريين من مرسي ومن افخوان المسلمين هي تخوفات لا أساس لها من الصحة. والسبب في ذلك هو، على ما أضن، أن المصريين بحماسهم وهيجانهم خائفون على ضياع ثورتهم وخائفون من عودة نظام كاليسابق. فهم كمن لدعته حية فهو يخشى من الحبل. لكن الحقيقة أنهم في نفس الوقت لا يقدرون مدى قوتهم أمام النتائج المحتملة. فهم أقوياء ويعتقدون أنهم ضعفاء. النظام السابق أفقدهم الثقة في مقدراتهم على تطبيق الديمقراطية.
ومن ثم على الشعب المصري أن يثق بقوة الثورة التي امتلكها. فمهما يكن الرئيس المقبل فهم أقوى منه لأن بيدهم آليات التحكم في مصار الديمقراطية...فساحة التحرير ستبقى مفتوحة في وجه الثوار أمام كل مس بما يطمح غليه المواطنون المصريون...
فليذهب المصريون لانتخاب مرسي لحماية الثورة من شوقي. فهذا لأخير راس واحد من غول له رؤوس متعددة كما سبق لي أن وضحت ذلك في مواقع ومواضع اخرى.
مرسي لن يكون دكتاتوريا ولا مستبدا. مرسي لن يستطيع حل كل المشاكل المطروحة. مرسي سيعجز عن تحقيق هذف الإخوان المسلمين. مرسي سيحطم نظرة التشائم إلى الدين. مرسي سيفضح من لا يؤمن بفصل الدين عن الدولة. مرسي لا نعرف تجربته السياسية ولا يمكن أن نحكم عليه بالسلبية. مرسي ليس إلا وسيلة للوصول إلى تحقيق الديمقراطية للشعب المصري والعربي المسلم. فليصوت المصريون لصالحه مع التهيئ لاستقبال رئيس آخر بعد أربع سنوات إن خيب أمل المصريين. أربع سنوات فاتورة بخسة الثمن ( في أسوء الظروف) أمام ما دفعته الثورات العالمية عبر التاريخ...فالثورة المصرية الآن تصيح بكل قواها :
" أفضل أن يخدعني مرسي لأستمر، عوض أن يسلبني ويقتلني شفيق ولن أستفيق"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموقف الصحيح
عبد الله اغونان ( 2012 / 6 / 9 - 21:34 )
نعم
التصويت لمرسي هو الموقف المتوازن اذ سبق ان فعل ذلك المصريون في مجلس الشعب
استحضار الحالة الجزائرية فيه كل العبرة
يجب تبديد المخاوف فليس هناك في الساحة المصرية افضل واقوى من الاخوان
حتى من لايحبونهم كالاقباط والعلمانيين والاحزاب الضعيفة عليهم العمل بالقاعدة
اذا اجتمع ضرران فاختر اخفهما
والله يختار من فيه الخير

اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق