الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سحب الثقة وتداعياتها (12) كيف يقررون وبماذا يفكرون

الاء حامد

2012 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



قلنا سابقا بان نجاح القمة العربية في بغداد ، ولد ارتدادات عكسية على واقع العملية السياسية بسبب مواقف تلك الدول المعادية لعودة العراق لحاضنته العربية والدولية ، وما سحب الثقة من حكومة المالكي إلا تنحدر من هذا الاتجاه ؟! وعراقا قويا لا يخدم تلك الدول المتصارعة في منطقة شرق الأوسط ، لهذا عمدت بشتى الطرق لإضعافه بصراعات طائفيه ومذهبيه عنصرية!!! وهنالك أدوات داخليه ساهمت بتمرير هذا المشروع الخطير ونجاحه"

المحور الخليجي كان دائما يتهم الحكومة العراقية بابتعادها عن الحاضنة العربية وارتماءها بأحضان الدولة الفارسية ، لكن الموقف يبدوا غير ذلك " فأن هذا المحور بعدم تفعيل تمثيله السياسي في العراق ، حاول إقصاء العراق وشعبه ودفع به إلى هذا الاتجاه ، والنوايا كانت واضحة لدى السعوديين والقطريين حينما يدعمون طرفا على حساب طرف أخر ، محاولين الدفع بالاتجاه الطائفي ليقود صراعات اثنيه طائفيه ضيقة مما يصعب تقوية موقف العراق الخارجي ، لكي لا يكون ضمن خارطة المحاور الجديدة في المنطقة المراد الارتكان عليها.


كثيرا ما اتفق مع من يقول بأن هذه الأزمة التي يمر بها العراق هي أزمة مفتعلة ، سوقت ألينا من الخارج وفق إبعاد عنصرية ضيقة وما هذا التحالف الجديد إلا أدواتها المنفذة في الداخل . والدليل إن هذا التحالف في أساس تكوينه عبارة عن تحالفات مصلحيه بين تلك الإطراف المجتمعة في اربيل ، ولم يقم على برنامج واضح لما بعد سحب الثقة !! وإنما أقيم على جزئية صغيرها اسمها إزاحة نوري المالكي!!! وكأن جميع مشكلات العراق محصورة بهذا الرجل ؟!

مسعود البرزاني هو واجهة هذا التحالف ... كما انه كان ممثل جبهة تقسيم العراق المهزومة وقد تصدى وفق سياق هذا الاتجاه سابقا بكل قوته لضرب دولة العراق الحديثة الا انه فشل وانزوى ضمن مفهوم الحكم الذاتي الا بعد الغزو الأمريكي للعراق ليتحرر إلى ابعد من ذلك ويتسلل ضمن إطار العراق الفيدرالي الموحد لتهيئة مشروع جديد يحقق له إعلان الدولة الكردية ، وقد نجح بما لديه من خبرة وعلاقات واسعة في ركوب الموجة والتسلل الى مواقع النفوذ في جدار تركيا العائق لأحلامه وطموحاته لتكون حليفته القوية في مواجهة المالكي"

افرز موضوع سحب الثقة اتجاهان متعارضان ، احتدم التنافس بين احدهما خفية وبشيء من الحذر بينما اثر الثاني إرجاء معركته وكبح طموحه الى حين، لكونه لا يريد ان يتشرذم,هذا الاتجاه الشيعي المتمثل بدولة القانون والمجلس الأعلى الخصمان التقليديان لكنهما سرعان ما انسجما بموقف واحد صلد .وفي الجانب الاخر كانت الفرصة مشرعة للقائمة العراقية والأكراد معا بعد سحب الثقة بالسيطرة على الحكم وذلك بالقليل من الجهد والمبادرة غير ان التردد والتباطؤ اللذين انطبع بهما سلوك قيادتهما ربما كان بسبب الصراعات الآنية على المناطق المتنازع عليها ،،، أحجموا على التحرك في وقت كان يرائه الطالباني غير مناسب " ربما قد يضيع من يدهم التحالف مع العراقية وتشكيل الفصيل الأكبر لتشكيل الحكومة , وربما أيضا كان هذا الموقف مبنيا على قناعات محدودة وعلى تقدير خاص بأن الطريق الى السلطة معبدة ومستقيمة لمصلحة فريق المالكي في الوقت الحالي ،، فلذلك ينتظر الطالباني ان يحين وقت مناسب لإبرام صفقات جديدة تضمن تحقيق طموحات الأكراد القومية. لا يستطع المالكي الانقلاب عليها بعد " كما انقلب على سابقاتها "

كما اعتقد إن فريق المالكي كان من جانبه يدرك جيدا الأسباب المختفية وراء تردد القيادة في القائمة العراقية والأكراد، المنافسة له ويعي بموضوعيه إبعاد الانقلاب عليهم , ومدى حقيقة قدرتهم على تشكيل جبهة لمواجهته ، لهذا حرص على الخروج من أكبال الاتفاقات من هذا الباب, لكن المبادرة المفاجئة التي حملها الصدر بأنضمامه إلى الفريق الثاني ، أصابت من تحالف الشيعي المهزوز مقتلا " ودفعت بالمالكي إلى التراجع والقبول بأي اصطفافات جديدة تضمن ديمومة بقاءه بالسلطة"!!

لا نغفل دور التيار الصدري من توزيع القوى السياسية الفاعلة وان كان غير قادر منذ تشكل الاتجاهات على تخطي وحدة الموقف الشيعي وضغطه ، على تمثيل اتجاه سياسي منفرد ومتكافئ مع الاتجاهين السابقين ولعل هذا الوضع كان مرتبط بغياب قادته الهاربين إلى إيران وكذلك جبهته الداخلية الممزقة والضعيفة بسبب الملاحقات القانونية بعد صولة الفرسان مما جعل تجمعهم مع الاتجاه الشيعي بعد الانتخابات ضمن التحالف الوطني عابرا واقتصر على دعم المالكي لدورة ثانية وها هو ألان يفجر المشكلة وينقلها من الخفاء إلى وضح النهار ويقوي من موقف الجبهة الأخرى التي انضم اليها أخيرا.

ومن الواضح ان الدور الحالي الذي يقوم به السيد مقتدر الصدر يعتقد انه قد يفشل الاصطفاف الطائفي على يده ويعطي لشخصيته ذلك البعد القيادي الوطني لتجلي فيه زعامة سياسية غير عادية . وقد تكون هذه المبادرة أيضا التي أقدم عليها من جانب التحالف الوطني خطيرة وتذهب بجميع ما حققه الشيعة في العراق ولا اعتقد سيغفر له الشيعة ذلك !!!.
لننتظر ما تحمله الأيام القادمة ولكل حادثة حديث . انتظرونا في الجزء (13) قريبا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال