الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داندي قلق

أحمد فرحات

2012 / 6 / 9
الادب والفن


من الفقر والحاجة ، الغرور الزاعق ، القميص اللامع الذي لا يرتديه أحد في المكان غيرك ، صوت فرملة عنيف ، وغرزة تؤخذ بعصبية مفرطة ، لمعة المتاليك على السيارات أمامك ، ذكرى عن "نك" الذي حكى عنه هيمنجواي الكثير ، فقر حديث لبرجوازي أنيق ، العلاقة المتورترة بين الأب والابن ، دخول وخروج ، دخول وخروج ، دخول وخروج ، لماذا لا يتقابل الوجهان بصفاقة وبراءة ؟ ، سيجارة الحشيش تنطفيء ، الولاعة الديجيب ، رقصة سعيدة معها ، انسكب في الكوب ودعها تشربك وانته ، عناد وجودك الملح هو السبب ، شاعرية وجودية حديثة أيضا ، و بوهيميا الفقيرة .
ضعيف جدا ، لدي مساحة محدودة من الوقت لأتحرك فيها ، كل شيء يجب أن يحدث دفعة واحدة ، النشر ، المال ، الراحة ، السفر ، الاستغناء الكامل عن جميع البشر والجلوس قليلا مع ابن عطاء الله السكندري من جديد ، عليك اللعنة أيها الملحد ، ولدي يقفز على ظهري وأنا منكفيء على قدمي مغمض العينين ، وهي تشاهد فيلما بلا صوت ، أعلم جيدا أنها تسبح في وهم بعيد آخر ، طهارتنا نحن الثلاثة ، هي تسقط بتراخ في غياب عاجز ، وأنا أقاوم صداع الإدراك ، رغم البرومازيبام اللعين والكلونازيبام ، كان يخفف علينا ضحك الولد ، الخروج من هنا إلى هناك متعب ، ( الحركة لقدمين مثقلتين بالهموم ، المشي في طرقة ، نقر على باب ، استئذان من أجل بعض من المال ) ، ولدي يقول " عيد الصداقة الصدوقة " ثم يقول لأمه " كلام فارغ " ، أنت محشور في حقبة المسكنات والمهدئات ، تنزل وتصعد وتحضر في الثامنة مساء ما المراد منك حضوره ، اجذب إليك فقط بعض الأنظار من جديد ، تمعر وجه الأب ولا رضائه المتصل عنك وعدم ثقته في موهبتك ، أنا عاجز في منتصف الطريق ، تعترف لنفسك بوضوح كما وعدت ، يتركني بلا نقود ، أقول لها سندفع عشرين جنيها ثمن البنزين وبالباقي سندفع للترزي ، والأخرى تذهب وتجيء في البيت منتشية بأن لا شيء وراءها تقوم به ، فالغداء طبخته مبكرا ، والآن تستمتع بالشات على النت ، وكان ولدي يقول " هل أتيت لي بهدية ؟ " ، ثم ، " هل ملكك هذا الجنيه " حواره مع نفسه لا ينقطع ، " 3000 آلاف جنيه ، خمسة آلاف " يظل يغمغم ويسيل بالكلمات ، سأنزل أنا ، سأتوجه إلى دار النشر ، قابلني هناك ذلك الشخص المطلوب ، كانت العلاقة بهم سيئة في تلك الفترة ، أحببت الشماتة في عينيه ، وتركته يشبع بها ، أنا لامع ، أنا منكسر ضئيل ، حاول أن تتزن ، أصافحه بابتسامة ثابتة ، أعد على نفسك المشهد ثانية لعل معنى ما قد فاتك ( كل هذا يرن مضروبا في اثنين ) ، كلفني بالذهاب والبحث في مكان آخر ، قررت تركهم بالمنزل وذهبت وحدي ، لا أعرف كيف ستستقر الأمور في النهاية ، علي أن أقود الأيام الآتية إلى نهاية ، وسأكون المسؤول عن كل تفصيلة فيها ، ورضخت قليلا في حجرة سيئة المنظر والقيمة ، وانتظرت ، وخرج إلى شخص وهمي كث اللحية ، أو كان يدخن بعصبية ، أسود ونحيف وملعون ، حاد النظر وكان يمكنني أن أسمعه كل السفالة التي يخجل من ، قابلني ببرود ، وطلب مني مزيدا من الانتظار ، شهرا أو شهرين أو ثلاثة ، واحتفظت بأناقتي وظللت واضعا قدم على قدم ، وتأملت الحذاء الأنيق ( كنا منطلقين على الدائري إلى المعادي ، الويسكي ، وهبطت واشتريت الحذاء وقلنا الشراء مع الشراب متعة )، كان بلاط الحجرة باردا ، كمرحلة الشك والإيمان ، ومرة أخرى أنتظر الفهم ، كنت أفتقد وجودهم معي ، وأريد العودة إليهم ، قراري يتحداني ، خائف من الانهيار الكامل لكل ما بنيت ، وقنعت في النهاية بهذه المقولة " لو كانت الدار ستحترق فذلك لأن ثمة أسبابا عميقة للحريق ، فلتحترق " وتكون كذلك النهاية ، سلمت لهم نفسي ، ونزعوا عني ثيابي ، وكنت ذاهلا ، وتذكرت كافكا في المحاكمة ، ووجدت أن الأمر سيصبح أكثر سوداوية وستكون زيادة عن اللزوم ، وغطست في مسبح لهم للاستحمام ، وكان المكان مجهزا بكل شيء ، الكريم ، وحمامات البخار ، والآلات الحادة ، وبراندات عالمية معلقة على النوافذ عند تقليب العينين ، وذكريات عن البلاط اللامع في سيتي ستارز ، تركت نفسي عاريا تماما في الماء الدافيء ، وحلقت كل شعر في ، وتأملت عريي ، اللون الفضي الحديث على الجدران والمرآة كبيرة جدا ، الآن وبعد مهديء ما بعد الحلاقة ، البروز الواضح للأعضاء، ادخل من هنا ، ورحلت إلى رداءة لا أرضاها على الإطلاق ، ولكنني كنت تحت الضرورة والفاقة ، وكانوا فرحين باستسلامي لهم ، وكنت لا أشعر بأي شيء ، تساوت لدي الكثير من الأمور ، " ماما...هل ستظل السماء زرقاء أم ستصبح مخيفة ؟ " ، التحطم الكامل وإغلاق الباب علي ، ونفوس كثيرة حولي ، وأنا معروض للجميع كبضاعة مجانية ، وأخذوا يتحرشون بي بقراءة بودلير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي