الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيدراليات

مشتاق عبد الهادي

2012 / 6 / 9
الادب والفن


((فيدراليات))

1ــ (دموع ملونة)
كان يبكي القهر والحرمان والفراق بدمعة واحدة , دمعة ساخنة وهادئة صمتها مدوي , اليوم جلس وحيدا كعادته ليبكي , بكى بدموع ملونة وباردة , بكى وافتقد تلك الدمعة الدافئة التي كانت دوما تلملم شتات القلب .
*
2ــ (قبلات)
على خارطة وجهها كان يوزع القبلات , قبلة لكل المديات حتى تنطفئ نيران قلبه التعبان , كان للقبلة في حينها طعم واحد , اليوم وحينما أخبرته بأنها قادمة من إحدى ألأقاليم البعيدة , فكر بالقبلة , وفكر كذلك بالقلب اليتيم , القبلة ستكون حتما باردة حتى لو وزعها على كل المديات .
*
3ــ ( وحدة وطنية)
أعلنت الأقاليم ومضى كل إلى غايته , شتات في كل شيء , في خضم هذا الظلام وجد بصيص ضوء في آخر النفق , دولة بتاريخها صارت أقاليم , والأقاليم انقسمت على نفسها وصارت أقاليم أخرى , ولكن بصيص الضوء كان عبارة عن وحدة بين الأقاليم كلها , وحدة من نوع آخر وهي إن كل الأقاليم توحدت وتساوت بالظلم والظلام .
*
4ــ (جواز سفر)
ببطاقة الأحوال الشخصية وحدها كان يجول البلاد من أقصاها إلى أقصاها , اليوم مع تفشي مرض الفيدراليات , صار عليه أن يحصل على عدة جوازات للسفر , وكذلك على عدة (فيزات) , واحدة لأقاليم القوميات , وأخرى للديانات , وكذلك لأقاليم الحزبيات والمذهبيات , كل إقليم كان فرحا بحدوده الجغرافية وعلمه الأثير , سافر ووجد كل شيء إلا اسم العراق .
*
5ــ (حروب)
الأقاليم في حروب دائمة , قوميات تحارب قوميات أخرى , والديانات تحارب ديانات أخرى , وكذلك طائفيات تحارب طائفيات أخرى , حروب في كل البقاع , والسبب في كل ذلك واحد وهو إن كل المتناحرين وكذلك المتحاربين هم أقليات قياسا لاسم واحد ظل وسيظل كبير .
*
6ــ (عراقي)
كل قائد يحلم بالكرسي والقيادة , لملم تابعيه وأقام إقليما خاصا به , كل من يجد في نفسه وأتباعه اختلاف عن الآخرين أعلن إقليمه الخاص , الطائفيات والقوميات والديانات , كلها أعلنت الأقاليم إلا رجل يهودي , صارع كل قرارات الترحيل الظالمة وظل في العراق , أين يذهب وليس لدينه حتى أقليات في العراق , ولأنه لا يؤمن بالصهيونية , أعلن للآخرين إقليمه الخاص , إقليم تعداده السكاني واحد فقط , ومساحته الجغرافية مائتا متر مربع , ولكن ظل حائرا يبكي في فكرة العلم وسيظل حائرا على طول هذا البكاء .
*
7ــ (أطفال)
احد الحقيقيون اقترح إقليما خاصا بالأطفال , إقليم يكون كقسم داخلي لهم ويستقبل الأطفال من كل الأقاليم , يجمعهم ليعلمهم ويزرع في خصب أفكارهم جملة مقدسة واحدة , تتلى عليهم كقول مقدس , تتلى عليهم قبل الأكل وبعده , وكذلك قبل الشروع بأي صلاة وكذلك بعدها , اقترح أن تتلى حتى قبل البسملة , عسى أن يكون عراق الأقاليم الفيدرالية في يوم عراق , تلك الجملة اقترح أن تسبق حتى التكبير في آذن الوليد الجديد , اقترح أن تتلى في أذنه ليتذكر جملة ... (أنا عراقي) .

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجيب امور
محمد جاسم ( 2012 / 6 / 12 - 10:37 )
لقد رثاك ابراهيم الخياط قبل ايام قليلة في قصيدة رائعة ككل قصائده باعتبارك التحقت بركب الشهداء
فهل قصد غيرك
ام كان لمعنى الاستشهاد في قصيدته معنى اخر غي ماتعارفنا عليه
عجيب امور غريب قضية


2 - رد
مشتاق عبد الهادي ( 2012 / 6 / 20 - 09:29 )
الأستاذ الرائع
محمد جاسم
في البدء أقول إن أستاذنا الخياط هو شخصيا معني بهذا السؤال ولكن بالتأكيد كان يقصد معنا مغايرا عما ذهبت إليه وهنا كانت المفردة تعني شاهدا ولكن أستاذنا الخياط مولع بمفارقات المفردة أو قد تكون هذه المفردة متراكمات وأمنيات موجهة لي
تقبل فائق احترامي.

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا