الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ننتخب خصما لا رئيسا

مجدي مهني أمين

2012 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يعني الإسم لطوبة والفعل لأمشير –وهذا مثل مصري يتناول شهرين متعاقبين من شهور السنة القبطية إلا أنهما مختلفين كثيرا في المناخ، والمثل يستخدم عندما لا ينطبق القول مع الفعل- وهذا هو حالنا الآن مع لعبة انتخابات إعادة الرئاسة المزمع القيام بها في منتصف شهر يونيو الجاري.

كنا جميعا نتمنى أن ننتخب رئيسا قادما وقد ملأتنا الفرحة، ولكننا نجد أنفسنا أمام لعبة بدأت بتحالف الإخوان مع العسكر حرموا فيه الشعب من "شهادة ميلاد الثورة" متمثلة في دستورجديد للبلاد، واكتفوا ببعض التعديلات الدستورية، الإخوان في هذه الصفقة كانوا عايزين يعملوا الدستور لما يصلوا للحكم، والعسكر كانوا عايزين الإخوان معاهم كي يقللوا من طموحات الثورة. وفي هذه الصفقة كسب الإخوان البرلمان، واستطاعوا أن يصلوا بمرشحهم للرئاسة لانتخابات الإعادة ، وأصبح علينا أن نختار بين مرشح الإخوان ومرشح النظام السابق، وأصبحت الكرة الآن في الملعب، وعلى الشعب أن يلعب.

حاول شفيق أن يبرر مسئوليته من موقعة الجمل وتقدم باعتذار للشعب، ورصد في خطاب مطول كل التزاماته نحو الثورة والشهداء والمرأة والدولة المدنية وحرية الرأي، وكل هذا لا ينفي أنه ممثل النظام السابق.

يختلف الأمر مع مرسي، فالإخوان رغم أنهم لم يكونوا شركاء المجلس العسكري في كل ما قام به مع الثوار، إلا أنهم لم يتضامنوا مع الثوار، كيف نستأمن هذه الجماعة على وطن بأكمله؟ كيف نستأمنهم وهم يريدون بلا تفكير قيادة مصر نحو دولة دينية، يكون لهم فيها المكانة الأولى والأخيرة والشعب مش موجود، حتى صرح العديد من قادتهم كالدكتور صفوت حجازي وغيره: "اللي مش عاجبه الإسلاميين يسيب البلد ويمشي" ؟

- لقد قادتنا التحالفات والأقدار أن نذهب للانتخابات كي نختار خِصما لا رئيسا، وعلينا أن نفكر في أي خِصم علينا أن نختار..

هذه هي قواعد اللعبة إذا طلبوا من الشعب أن يلعب، فأنصار كلا المرشحين سيفرحون كثيرا بمن ينحاز إلى أي منهم، كما سيفرحون بمن لا يدلي بصوته، أو يذهب كي يبطل صوته؛ فمن يبطلون أصواتهم سيتركون الأمر لأنصار المرشحين ويقبلون أن يبقوا هم خارج اللعبة: لعبة تحديد خصمهم في المرحلة القادمة.

على الشعب أن يلعب وألا يترك أمره لأنصار هذا المرشح أو ذاك، وهنا تكون اللعبة:

- الإسم لطوبة :رايحين ننتخب رئيس؛
- والفعل لأمشير: رايحين نختار الخصم بتاعتنا.

نحن أمام خصمين أحدهما ينتمي لنظام سابق قد تهالكت أركانه وكشفنا العديد من أوراقه ، وقُدم رئيسه للعدالة، وأخذ حكما بالسجن مدى الحياة؛ فمع شفيق تظل الثورة مستمرة ضد هذا النظام الذي بدأنا معه معركتنا، والتي أجهض الإخوان الكثير من محاولاتنا لإسقاطه، ولا يوجد خيار أمام مرشح هذا النظام، في حالة فوزه، إلا محاولة إثبات حسن النية وتلبية مطالب الثورة. لأنه لو وقف في وجه الثورة فسيكون بمثابة انتحار سريع لنظام متهالك يلفظ أنفاسه الأخيرة.

أما الخصم الثاني، ممثل الإخوان المسلمين، فينتمي لجماعة ترددت في مساندة الثورة، وأضعفت من قدرتها على إسقاط النظام، بل تحالفت مع هذا النظام كي تضمن بعض المكاسب، جماعة لم تأتِ بحق الشهيد ولا المصاب، ولم تستنفر دفاعا عن شرف فيتات كشفت عذريتهن، أو سحلن وتعرين في الشوارع على عينك يا تاجر. جماعة لا يجرم حزبها التحرش بالبنات، ويريد أن يعيد الختان، ويبكر من سن الزواج، جماعة لديها مشروع يمزج بين التبعية فيفكر في بيع حق الانتفاع بقناة السويس لقطر، وبين التهور كي يفتح الحدود مع غزة ويقامر بسيناء بدلا من تعميرها وصيانتها.

في الاختيار الأول ستستمر الثورة في كفاحها ضد النظام السابق، بينما في الاختيار الثاني تنتهي الثورة، فمع مرسي يبدأ نوع جديد من الاستبداد تحت شعار الدين، وعلى الشعب، لو سلم سدة الحكم لممثل الإخوان، أن ينتظر أجيالا حتى يستوعب الفكاك من أسر هذا النوع الجديد من القهر. يكفي أن نعرف أنه يمكن لأحزاب مثل حزب الدستور أن تولد تحت حكم شفيق، وأن تستأنف مسيرتها الشرعية والدستورية في استكمال الثورة، بينما تختفي مثل هذه الاحزاب تماما في ظل الدولة الدينية.

علينا أن نختار خصمنا، وألا نترك أختياره لمن لا يدرك مصلحتنا بل يدرك مصلحته، هذه هي اللعبة فإما أن نلعب أو يتولى غيرنا اللعب نيابة عنا وأن يبقى في اللعبة إلى أجل غير مسمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث