الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال البديهيات

خالد قنوت

2012 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تتحفنا الجهات الدولية بتنبؤاتها الفلكية فتتخوف من الحرب الأهلية السورية, كلما اقترب استحقاق ما دولي و يتبع ذلك بتواتر مفضوح انفجارات و سيارات مفخخة و انتحاريين مفترضين و يبدأ مسلسل القاعدة و الجماعات الإرهابية.
لنعيد تسلسل الأحداث قليلاً, يخرج علينا المسؤولين الأممين بحتمية الحرب الأهلية الطائفية و خطرها على السلم الدولي و يتبعه وزير الدفاع الأمريكي بقلقه من تغلغل القاعدة في سورية و أن الأزمة السورية صارت مسألة أمن قومي أمريكي. تحدث التفجيرات و يسقط الضحايا السوريين مضرجين بدمائهم الزكية و تتناقل القنوات الفضائية السورية صور الشهداء دون رادع أخلاقي أو إنساني مثيرة الغرائز و النفوس و تتهم مباشرة تنظيم القاعدة و الجماعات الارهابية المتطرفة و تستجدي الغرب و العالم كضحية و كحمل وديع يتعرض للإفتراس و الإرهاب.
ينشغل العالم بالتنديد و التحذير و الإدانة, روسيا, الصين, الأوروبيون, الأمريكيون, الأمم المتحدة, كوفي عنان, الجنرال مود....في الجانب الآخر يستمر القتل و القصف المدفعي و القناصة منتشرين و الشبيحة مجتهدين في التنكيل بالشعب السوري الثائر....
خلال عام على الثورة السورية شاهدنا هذا المسلسل الدموي و لكننا نعيد متابعته بكل الحزن و الأسى و نقبض على قلوبنا من مصير المستقبل السوري كمصير لبنان, العراق, ليبيا, كوسوفو, صربيا...
غداً, يخرج السوريون متظاهرين سلميين يهتفون للحرية و للوحدة الوطنية: ثورة ثورة سورية ثورة عز و حرية حرية, سورية بلاد العز و احنا رجالها, واحد واحد واحد الشعب السوري واحد....

طالما كرهت منطق المؤامرة في الخطاب العربي و السوري تحديداً, مؤامرة داخلية, مؤامرة لبنانية, مؤامرة عراقية (من صدام و حتى المالكي), مؤامرة تركية, مؤامرة خليجية, مؤامرة غربية, اسرائيلية, أمريكية و في النهاية مؤامرة كونية يعني المريخ و زحل و المشتري...
بالتعريف, المؤامرة الحقيقية هي استغلال الأحداث في سبيل مصلحة أو هدف سياسي أو عسكري و هي متغيرة و متحولة بمعنى أنها ديناميكية و ليست ثوابت و خطط محنطة.
هذا كلام المنطق و العلم, و لكن مؤامرة كونية هذا هراء و شطط فكري لمن يعيش فصام الأحداث.
قياساً على الأحداث السورية, أين نجد المؤامرة الجديدة و المتجددة؟
من خلال السرد الأولي نتابع مسلسل متناسق إلى حد ما بين أطراف معينة تجاه طرف واحد هو الثورة السورية و الشعب السوري عموماً.
الشعب السوري مازال يحافظ على صبره و تصابره أمام هذا العنف و العذاب اليومي و يتعامل بالمجمل بروح وطنية جامعة ضد النظام و السلطة الأمنية القمعية, رغم خذلان بعض الأشقاء و الأخوة السوريين له حتى الآن, ولا يتعامل بروح الانتقام تجاه الأديان أو الطوائف الصامتة و المتعامية على مجازر النظام.
هنا, لا يمكن أن ننكر وجود بعض المجموعات المتطرفة و الطائفية بالمطلق و لكن مساحات واسعة من الثورة السورية و الثوار الحقيقيين ترفض لا بل بدأت معركة ضد هذه المجموعات جنباً إلى جنب في معركتها ضد النظام نفسه. و ترد الأخبار عن تخزين السلاح من قبل مجموعات متطرفة, لم تلق القبول من الثوار و المجتمعات الأهلية السورية, لما بعد سقوط النظام.

من حقنا أن نسأل, ما سر هذا التعاطي الدولي مع النظام؟ كنا نرى في الكيان الصهيوني الطفل المدلل و البعيد عن المحاسبة و القصاص, لكننا ندرك اليوم أن هناك توأم لهذا الكيان, إنه النظام السوري, لماذا؟ و ما الثمن الذي دفعه و يدفعه و سيدفعه لدول تتقاسم و تتصارع المصالح و الأهداف؟ هل يمكن لأي سياسة أن ترضي كل الدول و كل المصالح في منطقة كمنطقتنا؟ حتى العدو التاريخي يقف بكل قوة من أجل الحفاظ على النظام, لماذا؟
تقصف و تسوى مدن سورية بالأرض و يقتل سوريون و مراسلون أجانب و جنود حدود أتراك و تهدد دول بمدى صواريخ و لا أحد يهدد و يحشد الجيوش نصرة لحقوق الانسان أو لدماء مواطنين غربيين.. ألا يثير كل هذا التساؤل و الدهشة؟؟
لا أشك لحظة بانتصار الثورة السورية فهي القدر القادم, و لكن و كلي يقين, سيكتشف السوريون و العالم ملفات ,ستشيب لها الأجنة, من تاريخ هذا النظام منذ 42 سنة و سنعيد قراءة التاريخ برؤية جديدة و لكن ملؤها الحزن و الحسرة لما دفعناه من أرواحنا و دمائنا و أموالنا تجاه قضايانا الوطنية و القومية و مستقبلنا حيث كان النظام فيها يبيعنا منذ 42 سنة و يقبض الثمن. و عندما نعرف من الشاري سيبطل العجب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة